ظاهرة مقلقة تُهدّد شباب لبنان

تزداد حالات الانتحار في لبنان. ظاهرة مقلقة تُهدّد الشباب وتصطادهم، وإن دلّت على شيء فعلى الضغوط النفسية الكبيرة التي يمرّ بها اللبنانيون. وقد ارتفعت نسبة حالات الانتحار خلال الأشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 20 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. تتركّز الحالات لدى فئة الشباب وهو أمر خطير، فكيف يُقرأ ذلك؟ وما الأسباب؟ وهل يجب دقّ ناقوس الخطر؟

تُشدّد المعالجة النفسية مايا دبوق على أنّنا نعيش في حالة من عدم الاستقرار. وتقول، في حديثٍ لموقع mtv: في ظلّ هذه الأوضاع التي نمرّ بها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والنفسي، من الحرب إلى الأزمات المستمرة والمتلاحقة، بات مستقبل الشباب مبهماً وبالنسبة إليهم غير حقيقي. والكثير منهم باتوا يكرّرون القول إنّ أحلامهم تُقتل ولا يريدون الاستمرار في العيش في لبنان وأنّهم يفضّلون الاستقرار في الخارج.وتشرح أنّ أحلامهم وطموحاتهم من أبرز الأسباب، وعدم قدرتهم على تحقيقها أو إنجازها يعرّضهم للمشاكل والضغوط.إلى جانب ذلك، تعتبر دبوق أنّ الشباب يعيشون حالة من الإحباط في وقت لا يزال طلب المساعدة في ما يخصّ الصحة النفسية والعقلية يعتبر إلى حدّ كبير taboo. وتلفت إلى أنّ ذلك يؤثّر لدى الشبان أكثر من الشابات لأنّ التربية في مجتمعنا لا تزال تعتمد على مبدأ الذكورية، ما يجعل الشبان يسقطون في فخّ الاكتئاب.إذاً، الضغوط تستحكم بالشباب وتزيد همومهم لدرجة قد تكون غير محتملة بالنسبة إلى البعض. فهم ضحايا الأوضاع الصعبة ويُعانون الأمرين منها. يدلّ ذلك، وفق دبوق، على العجز الكبير الذي يعانيه الشباب في موضوع الحصول على خدمات الصحة النفسية، إضافة إلى أنّهم يخشون مستقبلهم في هذا البلد وهو ما يزيد من معاناتهم. وتؤكّد: إلى جانب ذلك، فترة المراهقة تعتبر دقيقة جدًّا وتعاش فيها المشاعر بشكل حادّ ما قد يكون عاملاً إضافيًّا يلعب دوراً كبيراً في زيادة معدلات الانتحار لدى هذه الفئة من العمر.

تُعدّ التوعية على أهمية الصحة النفسيّة من أهمّ الأمور، وهو أمر تؤكّده دبوق، قائلة: التوعية ثم التوعية ثم التوعية، إلى جانب تعزيز برامج الصحة النفسيّة وتشجيع الشباب على التحدث والتعبير أكثر عمّا يدور في داخلهم. كما يجب القيام بحملات في المدارس والجامعات لاستهداف فئة الشباب وأن يكونوا على تواصلٍ مستمرّ مع أشخاص موثوقين.