واشنطن تشدد على تنفيذ ورقة "حصر السلاح"… و"الحزب" يغامر بالرفض!!

يستعد لبنان لاستحقاق دقيق مع عودة الموفد الأميركي إلى بيروت، توم باراك، مساء الثلاثاء المقبل، حاملاً في جعبته رسائل حاسمة من الإدارة الأميركية تتصل بتنفيذ البنود المدرجة في الورقة الأميركية التي سبق أن تسلمها لبنان، وتتعلق أساسًا بحصر السلاح بيد الدولة، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية غربية لـ'النهار'.

وعشية الزيارة، عُقد لقاء سياسي أمني في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، تناول بحسب ما كشفت مصادر سياسية لـ'اللواء'، عناصر الرد اللبناني الرسمي على الورقة الأميركية، والمخاوف من تداعيات التطورات السورية على الساحة الداخلية، في ظل ارتفاع منسوب التوتر الأمني في المنطقة.

وعقب اللقاء، عُقد اجتماع أمني عالي المستوى، أصدرت بعده قيادة الجيش بياناً من خلال مديرية التوجيه، شددت فيه على أنّ المؤسسة العسكرية 'لن تسمح بأي مساس بالأمن أو بالسلم الأهلي'، محذّرة من تداعيات 'الخروقات الإسرائيلية المتكررة، والتحديات الأمنية الداخلية'، وداعية إلى 'وحدة اللبنانيين وتضامنهم لعبور المرحلة الحرجة'.

وأشارت مصادر مطّلعة على مسار المفاوضات لـ'النهار' إلى أنّ الورقة التي يحملها باراك تنص على 'بدء عملية تدريجية لحصر السلاح'، تبدأ من السلاح الثقيل والصواريخ الباليستية، ثم الطائرات المسيّرة والأسلحة المتوسطة، وصولًا إلى ضبط شامل للسلاح ضمن استراتيجية أمنية وطنية بإشراف الدولة.

وبحسب المصادر نفسها، فإنّ باراك سينقل رسالة مباشرة من واشنطن إلى المسؤولين اللبنانيين، مفادها أنّ أي تلكؤ في الالتزام بما ورد في الوثيقة سيضع لبنان في موقع حرج أمام المجتمع الدولي، وسيتركه مكشوفًا أمام التصعيد الإسرائيلي.

في المقابل، عبّرت مصادر قريبة من حزب الله لـ'النهار' عن رفض قاطع للورقة الأميركية، واعتبرتها 'تمسّ بالسيادة الوطنية'، داعية إلى 'تفاهم داخلي لبناني على استراتيجية شاملة تُبنى بالحوار لا بالإملاءات'.

هذا الموقف أكّده نائب الأمين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم في كلمة ألقاها مساء أمس، قال فيها إن 'اتفاق وقف إطلاق النار جنوب الليطاني نُفّذ من قِبل الدولة اللبنانية وحزب الله، فيما لم تلتزم إسرائيل بأي بند منه'، مشيراً إلى أنّ 'ما تقترحه أميركا اليوم يهدف فقط إلى نزع سلاح الحزب من أجل طمأنة إسرائيل'.

وفي السياق نفسه، قال رئيس الحكومة نواف سلام، في تصريح صحافي، إنّ الورقة الأميركية 'مجموعة أفكار لتنفيذ إعلان ترتيبات وقف الأعمال العدائية الذي تبنّته الحكومة السابقة، ونحن نؤكد التزامنا بها'.