اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢٥ كانون الثاني ٢٠٢٥
بدأت فعالية طرابلس عاصمة الثقافة العربية للعام 2024 باهتة، خافتة، ولم يسمع بها أكثر من نصف الشعب الطرابلسي، وانتهت كما بدأت.
لم يرافق الفعالية أي حملة إعلامية على المستوى الوطني ولا حتى في طرابلس. كان من الممكن لهذه الفعالية التي استمرّت سنة، أن ترقى إلى مستوى 'الحدث'، خصوصا أنها تقام على أرض مدينة كطرابلس. مدينة فيها كل مقومات المدينة التاريخية والثقافية، لكن طرابلس، في الوقت نفسه، تحتاج لكل أشكال الإنماء. وفي طرابلس كل الأسباب التي من شأنها أن تُنجح مثل هكذا حدث، إذا توفّرت الإرادات الداخلية من جهة، والشخصيات الراعية ذات الثقة العربية والدولية من جهة ثانية.
انتهت السنة الثقافية التي مُنحت لطرابلس من قِبل اليونسكو، لكنّ القيّمين عليها، وفي مقدّمهم الرئيس ميقاتي ووزير ثقافته، لم يستطيعوا تنفيذ نشاط واحد يحقق لطرابلس المردود الثقافي والاجتماعي المطلوب.
أقيمت نشاطات أقل من عادية. على مقلبها يحضر أشخاصٌ إلى جانب المرتضى ليسمعوا الشعر أو يشاهدوا توقيع كتاب، بينما على مقربة منهم إطلاق الرصاص والفوضى تخنق طرابلس وتحوّل حياتها إلى جحيم لا يُطاق.
احتفالات تكريم أيضاً
ومع اقتراب تشكيل الحكومة الجديدة، وتسليم ميقاتي ووزرائه مكاتبهم، يحاولون اصطناع إنجازات لم تُنجز. ويقوم رئيس الحكومة بتكريم وزرائه في السراي، بينما يقوم الوزراء باحتفالات تكريم لأنشطة لم يُبدعوا خلالها بل ربما كانوا هم السبب في فشلها.
يوم الإثنين الماضي، حضر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى إلى طرابلس في زيارة تهدف إلى تكريم عدد من الشخصيات الشمالية والطرابلسية، في احتفال أقيم بمن حضر، في معرض رشيد كرامي الدولي. وبغضّ النظر عن أحقية هذه الشخصيات بالتكريم أم لا، ولا أحد يناقش في ذلك، إلا أنّ الاحتفال بحدّ ذاته تحت عنوان 'شخصيات ساهمت في إنجاح فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية'، يحمل الكثير من الجدل، ويطرح تساؤلاً بالعنوان العريض: هل نجحت فعلاً هذه الفعالية؟ وكيف يمكن اعتبارها نجحت، والأنشطة التي أقيمت خلالها على قلّتها، أقيمت على نطاقٍ ضيّق، وتراوحت بين المعرض والرابطة الثقافية، ولم تتجاوز شارعين من طرابلس؟
خلال سنة كاملة هي عمر الفعالية، لم يزر مسؤول واحد أو سفير أو ممثل دولة عربية أو عالمية مدينة طرابلس ليشهد على ما أقيم من تحضيرات 'غير موجودة أصلاً 'عبر الدولة، أو ليقدّم مشروعاً أو نشاطاً ثقافياً يساهم في دعم هذه الفعالية. ولعلّ السبب الأهم في التعتيم الذي رافق الفعاليات، أن على رأس وزارة الثقافة الراعية للنشاط وزير تابع لـ'الثنائي' الشيعي هو محمد وسام المرتضى، الذي تعرّف عليه لبنان والعالم من خلال حسابه على منصة (X) كناشط جهادي في 'حزب الله'، ينشر صور المقاومين، وليس كوزير ثقافة للبنان البلد الذي سمّي ذات مرة درّة الشرقين. حتى أن المرتضى ومنذ الإثنين الماضي وحتى اليوم، لم ينشر أي صورة عن نشاط التكريم بحدّ ذاته.
وكان لافتاً طوال فترة فعاليات 'طرابلس عاصمة الثقافة العربية'، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ابن طرابلس، ظهر بصورة غير المبالي بكل الفعاليات. وتوّج ميقاتي هذا الإهمال، بعدم حضوره حفل التكريم وهو راعيه، وترك المرتضى وحيداً يُكرِّم ويُكرَّم، بينما اكتفى ميقاتي بكلمة مسجّلة ظهر فيها على الشاشة وهو يتوجّه للحاضرين بكلامه المعتاد عن إنجازات حكومته للبلاد ولطرابلس التي لم تر منها طرابلس والبلاد شيئًا بطبيعة الحال. وانتقد بالمقابل متابعون إعلان رئيس بلدية طرابلس رياض يمق عن أن المرتضى أعطى لطرابلس صورتها الثقافية، في كلمته لدى تكريمه للوزير، مع العلم أن الوزير نفسه هو من أزال 'الشعار الأزرق' عن قلعة بعلبك، وأعطى أسوأ صورة ونموذج عن وزير ثقافة في بلد مثل لبنان.