اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
في بلدٍ اعتاد على تدوير الزعامات والأزمات، ظهر صوت مختلف. لا يشبه ضجيج السياسة، ولا نغمة الزبائنية. رجلٌ خرج من قلب طرابلس إلى العالم، وعاد إليها ليحمل مشروعًا بحجم وطن: الجمهورية الثالثة.
عمر حرفوش لم يكن يومًا طامعًا بمقعد، بل طامحًا بتغيير معادلة. وفي مدينة كطرابلس، المنهكة والمهمّشة، كان حضوره أشبه بفرصة تاريخية، في طرابلس التي لا تحتاج إلى سياسيين يُتقنون الخطابة، بل إلى رجال يُتقنون أفعال البناء.
عمر حرفوش، رجل الأعمال العصامي، جاء إليها بعقلية المستثمر لا التاجر الذي اعتادت عليه، جاء حاملاً معه خبرة دولية، ورؤية اقتصادية، وشبكة علاقات نادرة، قادرة أن تفتح للمدينة أبوابًا مغلقة منذ عقود. لم ينتظر تمويلاً من الدولة، بل طرح مشاريع مستقلة قابلة للتنفيذ. لم يخطب عن الفقر، بل تحدث عن سبل القضاء عليه. أراد أن يرى طرابلس مصنعًا للحياة، لا مجرد ورقة انتخابية تُحرق كل أربع سنوات. وفي مبادرته الجمهورية الثالثة، قدّم رؤية متكاملة لدولة حديثة، تبدأ من الإنسان، وتُبنى على الشفافية، والعدالة، والإنتاج.
من بين مبادراته العملية اللافتة، اشتغل حرفوش على حل بيئي عصري لأزمة النفايات في طرابلس، حيث دعم إنشاء معمل فرز متطور للنفايات ومكبًّا حديثًا، خطوة عملية لمواجهة أزمة مستعصية طالما أثقلت كاهل المدينة وأثّرت على صحة سكانها. لقد بادر إلى العمل، مجسّدًا لغة جديدة في السياسة عنوانها التغيير للأفضل والنهوض.
خلال الانتخابات النيابية الماضية 2022، تعرّض عمر حرفوش لمؤامرة سياسية وتكتّل ضده من قبل أقطاب ومصالح تقليدية في المدينة، خشية أن يصل إلى البرلمان ويبدأ بكشف ملفات فسادهم وتعريتهم، وأن يشكّل أداءه المختلف، فرصة للناس لتكتشف زيف من كان قبله. كانت كلها محاولات لوقف مسيرته. فوُوجه بالعراقيل وجوبه بالتشويه، لأن مشروعه كان يُهدّد امتيازات طبقة سياسية تعيش على أنقاض المدن وحاجة أبنائها.
ورغم كل ذلك، لم يتراجع. بقي الصوت المختلف، والعقل المتقدّم، والابن الذي ما باع مدينته ولا خانها، بل اختار أن يظهر في كل مرة، مداويًا الجراح بإصرار رجل لا ينتظر مكافأة، بل نتائج.
اليوم، عمر حرفوش ليس مجرد اسم أو شخصية سياسية، بل هو فرصة حقيقية لا يجب أن تخسرها طرابلس. فرصة لتغيير واقع سيء، لتنمية حقيقية، ولمستقبل أكثر إشراقًا. المدينة التي تراهن على عمر حرفوش تراهن على النهوض، على الاقتصاد، وعلى الأمل.
ومع العهد الجديد في لبنان، لاشك أن البلد بحاجة إلى أشخاص نظيفي الكف، يضعون أيديهم بيد رئيس الجمهورية، يعملون بإخلاص وإصرار لنهوض لبنان. عمر حرفوش هو من هؤلاء الذين يملكون رؤية واضحة، وقيادة فاعلة، ويستحق أن يكون جزءًا من صورة هذا العهد الجديد.
طرابلس اليوم لا تحتاج فقط من يمثلها، بل من ينهض بها. تحتاج إلى عمر حرفوش وغيره من الناجحين، لا كنائب فقط، بل كحالة إنقاذ. كمن يؤمن أن السياسة بلا اقتصاد لا تطعم خبزًا، وأن التنمية ليست شعارًا بل التزامًا.
إنها المدينة التي تستحق أن تحيا، ويستحق هو أن يكون جزءًا من نهوضها.