اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
كتبت يولا هاشم في 'المركزية':
احتجاجًا على الاعتداءات الاسرائيلية التي طاولت العاصمة السورية دمشق واستهدفت عدة مقار تابعة للنظام ، تجمع العشرات من الشبان في ساحة عبد الحميد كرامي 'النور' أمس، ورفعوا الاعلام السورية الجديدة ورايات التوحيد ورددوا صيحات التكبير وهتافات مؤيدة للدولة السورية وشرعيتها، وللرئيس الانتقالي أحمد الشرع وحكومته.
ليست هذه المرة الاولى التي يتحرك فيها الطرابلسيون دعمًا لسوريا، خصوصًا السنّة منهم، فلطالما تأثرت عاصمة الشمال بما يجري في سوريا بحكم الجغرافيا والتاريخ المشترك. في بدايات الثورة السورية عام 2011 تظاهر أيضًا أهالي طرابلس دعمًا للحراك الشعبي السوري وتضامنًا معهم في مواجهة النظام. واليوم، مع الأحداث الأمنية والطائفية التي تشهدها محافظة السويداء السورية، هل ستبقى طرابلس بمنأى عنها؟ وهل في خوف من تمدد النزاع السوري الى لبنان وطرابلس تحديدا؟
النائب السابق علي درويش يؤكد لـ'المركزية' ان 'طرابلس تعبّر دائمًا بصيغة متنوعة، إنما الجو العام فيها يرغب بالاستقرار، لا بالتصعيد كائنًا ما كانت خلفيته أكانت سياسية أم غير سياسية في طرابلس. بالإضافة الى ان الدولة اللبنانية في المرحلة الأخيرة قامت بحركة عبّرت من خلالها عن أن أي تفلت أو خروج عن القانون سيكون الجيش اللبناني او القوى الامنية، له بالمرصاد. نعم هناك تنوّع في طرابلس وآراء عدّة وتعددية في التعبير عما يحدث في المنطقة، وما يحصل كبير جدًا، لكن أعتقد ان بوجود رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والصيغة التي يتبعها اي الاستقرار الداخلي اللبناني أساس، هذه الإشارة يتبعها كافة الافرقاء السياسيين، أكان في طرابلس او غيرها، ان كل جهة أو فريق يمكنه أن يعبّر عن رأيه، إنما بالممارسة يجب ان تكون تحت سقف القانون وألا تسبب أي خلل على المستوى الأمني، . نعم هناك حركة في طرابلس تعبّر عن خلفيات البعض، إنما لا اعتقد ان تتصاعد لدرجة أكبر، قد يكون التعبير بمظاهرات او حتى لقاءات إنما في المحصلة تبقى تحت سقف القانون وبصيغة منضبطة'.
وعن مشاركة بعض المتشددين بالأحداث في سوريا، يجيب درويش: ' اولا ليس ثمة حاجة لذلك، وثانيا لبنان له خصوصيته ويحترم سوريا ويرغب في استقرارها وعدم سفك الدماء فيها، لأنها بلد مركزي عربي واستقرارها هو استقرار للبلدان المحيطة بها. وكل لبناني عاقل يرغب بهذا. ما يحصل في سوريا سببه عدم الاستقرار على مستوى المنطقة. لذلك، نتمنى ان تمرّ المرحلة بأسرع وقت، كي نشهد استقرارا يستفيد منه لبنان. في المحصلة، الداخل اللبناني مضبوط ضمن التركيبة الداخلية اللبنانية والتي نشهدها في عدة اوجه، وقد شهدناها أمس في مجلس النواب في التعددية في الآراء، كما نشهدها في الاراء حول السلاح من عدمه وكيفية تطبيق نزع السلاح. كل العناوين المطروحة وهي خلافية موجودة، إنما ضمن اطار معين. ثمة دولة لبنانية يفترض ان يخضع كل اللبنانيين لقوانينها، ويحاسَب كل من يُخل بها'.
عن الخوف من تمدد النزاع في سوريا الى لبنان، يجيب درويش: ' لا مصلحة لأحد بأن يتمدد لأنه سيفجر منطقة الشرق الاوسط بأكملها، ولن يكون العراق او الاردن او حتى بلدان أخرى بمنأى في حال انزلقت الامور الى صراعات أكبر. بالاضافة الى أن رئيس الجمهورية يحظى بدعم اقليمي من الدول الفاعلة كالسعودية وتركيا ومصر، ودوليا أكان على المستوى الاميركي او الاوروبي وخاصة فرنسا والولايات المتحدة الاميركية. حتى اللحظة يبدو لبنان محصناً أكان بمظلة دولية اقليمية او بحركة الاجهزة الامنية الفاعلة، علمًا أننا شهدنا الكثير من الاعتقالات في المرحلة الأخيرة، تشير الى ان الدولة حاضرة وتعطي إشارة انها جاهزة للردع وبأن التفلت سيكون مدفوع الثمن.
ويضيف درويش: خلال اليومين الماضيين اجريت اتصالات بمسؤولين أمنيين في منطقة الشمال، وكانت النتيجة أن لا مؤشرات عن شبكات، بل تفلت على مستوى أفراد أو شخصيات ومجموعات قليلة، بالاضافة الى ان الاجهزة الامنية تعتمد صيغة العمليات الاستباقية وشهدنا في المرحلة الاخيرة تحركات وتوقيفات في طرابلس تدل على ان الدولة حاضرة رغم ان الموضوع كان جنائيًا بحتا وليس له أي خلفية تطرف أو غيره. مجمل هذه العوامل تؤكد ان الامور مضبوطة، بوتيرة اقليمية ودولية ومحلية أيضًا من خلال أجهزة الدولة.
ويختم: 'المطلوب تغليب الخطاب الوطني وليس الطائفي او المذهبي او الفئوي، فشدّ العصب في هذه المرحلة غير مجدٍ'.