اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
عقدت في دار الفتوى في راشيا في بلدة البيرة قمة وطنية روحية سياسية واجتماعية بدعوة من مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق محمد حجازي، حضرها النواب وائل أبو فاعور، غسان سكاف، قبلان قبلان وياسين ياسين، نائب رئيس مجلس النواب الأسبق إيلي الفرزلي، الوزير السابق جمال الجراح ، النائبان السابقان محمد القرعاوي وفيصل الداوود، مستشار شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ فريد ابو إبراهيم، مستشار الرئيس سعد الحريري علي حسين الحاج، المدير العام لتعاونية موظفي الدولة نزيه حمود، قائممقام راشيا نبيل المصري، قائممقام البقاع الغربي وسام نسبين، وكيل داخلية التقدمي عارف ابو منصور مع وفد حزبي، منسق تيار المستقبل في البقاع الغربي وراشيا محمد هاجر نائب امين عام حركة النضال طارق الداود، عضو المجلس الوطني في التيار الوطني الحر طوني الحداد ممثلا التيار الوطني و ورجال دين وشخصيات وفاعليات.
حجازي
وألقى المفتي حجازي كلمة قال فيها: 'نلتقي اليوم في دار الفتوى في راشيا المرجعية الوطنية المؤتمنة على حياة الناس بكل اطيافهم ، والتي أكدت ولا تزال على ضرورة التواصل الدائم وعملت عليه لان في ذلك تلاقحا للأفكار وتشاورا في التطورات وعملا صالحا لوطن عزيز على قلوبنا وهو لبنان ، هذا اللقاء الذي جمع لبنان كله بمن يمثله وما يمثله هو خير دليل على ان لبنان في تعاف بإذن الله لأن هذه الوجوه التي اجتمعت اليوم لم تلتق إلا لصالاح لبنان واللبنانيين كما لصالح سوريا والسوريين. نلتقي اليوم ونحن ننشد التأكيد على الوحدة الوطنية والعيش الواحد والسلم الأهلي ، نلتقي والأحداث المتسارعة في محطينا العربي كثيرة، وها هي سنوات مرت ولا يزال العدو الصهيويني يفتك بأهلنا في غزة قتلا ودمارا وتشريدا، وليس غريبا عليه فها هم كذلك قتلة الأنبياء والاولياء والصالحين، ولا يمكن لنا أن نثق بهذا العدو ليكون حصنا لنا ونحن نؤكد على أننا لن نخرج من محيطنا العربي إلى أي محيط وأي محور آخر،بل ونتمنى للدول العربية الاستقرار التام والازدهار الكامل؛ لأن في ذلك خيرا للبنان كما للمنطقة بأسرها'.
أضاف: 'لقد ثبت بالاستقراء وفي كثير من المحطات أننا كلبنانيين لا يمكن إلا أن نكون مع بعضنا البعض قلبا واحدا وموقفا واحدا وصفا واحدا لأننا أبناء وطن واحد، والاختلاف في السياسة لا يمكن أن يكون منطلقا للخلاف بين اللبنانيين. إن ما يجري في سوريا شأن سوري داخلي ونحن نرجو لهذا الوطن العزيز الاستقرار والازدهار والوحدة، ونعتقد أن العدو الصهيوني لا يبغي لسوريا وأهلها إلا الفرقة والخلاف بين أبناء هذا الوطن العزيز. ونعتقد كذلك أنه من غير المعقول والمقبول أن تكون تلك الأحداث في سوريا منطلقا لنقل الفتنة إلى الداخل اللبناني، ولذلك نتعبر أن قطع الطرقات على الناس وقطع أرزاق الناس والتطاول على المؤسسة العسكرية أمر لا مبرر له ولا يسمح به. وإننا على يقين بأن سوريا قادرة وبحكمة العقلاء فيها وهم كثر على تجاوز تلك المحنة خاصة وبعدما تكشفت ملفات الجرائم التي وقعت من النظام البائد، وآن الأوان لسوريا أن ترتاح من تلك الحروب وأن يبدأ فيها الإعمار والاستقرار والازدهار ، وإننا في لبنان على يقين بان سوريا إن كانت بخير فإن لبنان بخير والعكس بالعكس'.
وتابع: 'نطالب الدولة اللبنانية بالوقوف بحزم ضد كل خروج عن القانون بل ولجم المروجين للفتنة الذين تفتح لهم القنوات الرسمية والخاصة أبوابها لبث الشر والفرقة بن اللبنانيين والتحريض على الشعب السوري والاستعانة بالعدو الصهيوني ويلزم مسائلتهم قانونا. وإننا نثمن عاليا موقف الأجهزة اللبنانية التي عملت بحزم ضد محاولات قطع الطرق والاعتداء على المقيمين في لبنان لأن لهم حقا على الدولة حمايتهم من التطاول عليهم وواجبهم أن يلتزموا بالقانون والدستور كما المواطنين. لقد تعلمنا من مدرسة القرآن ألا نأخذ أحدا بجريرة أحد بل أن نقف في وجه المخالف ونمنعه من مخالفاته لا أن نقطع أرزاق الناس لمجرد وقوع خلاف في مكان ما. ومن هنا فإننا في البقاع عموما كما في راشيا الاستقلال خصوصا أظهرنا وبكل وضوح أننا بناة الوطن وأننا أهل العيش الواحد والسلم الأهلي، وإن العلاقة فيما بيننا علاقة الأخ مع أخيه والود مع من يَوَدّ. واسمحوا لي أن أثمن عاليا مواقف سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الذي أكد على التواصل الدائم مع الفعاليات والمرجعيات الدينية كما السياسية من أجل التأكيد على أننا لن نسمح للفتنة بأن تجر ذيولها إلى لبنان'.
وقال: 'أحيي كذلك مواقف الزعيم وليد بيك جنبلاط الذي اظهر الحنكة والحكمة في التعامل مع هذا الملف لانه يريد لسوريا أن تكون موحدة وللدماء ألا تسقط بغير حق على ثراها، كما أحيي المواقف الوطنية للمسؤولين في لبنان التي أكدت على وحدة سوريا وقرار الشعب السوري في اختيار قيادته السياسية واطالب بالمقابل الذين ينظرون في الشأن السوري أن يلتزموا الحكمة والموضوعية والحرص على الوحدة الوطنية والاستقرار وعدم السماح للعدو الصهيوني بالتدخل في الشأن السوري، فنحن لا نريد للفتنة وأبواقها أن تجر ذيولها إلى الداخل اللبناني ونقول لقد عاش لبنان ظروفا قاسية عانى اللبنانيون ويلاتها وآن لنا أن نتعلم من دروس الماضي ما نعمل على أن نكون صفا واحدا من أجل صالح لبنان واللبنانيين'.
أضاف: 'أيها الحضور الكريم: حضوركم يؤكد على اللحمة الوطنية ويؤسس للتواصل الدائم من أجل خير لبنان واللبنانيين، ونثمن عاليا الجهود المبذولة من اجل خروج لبنان من ازماته والانفتاح على الدول العربية والصديقة إننا في لبنان نعتقد تمام الاتعتقاد بان سورية قادرة على الخروج من الأزمات وهي بحاجة لدعمها في إعادة الإعمار والبناء لا في التفرقة والهدم والخراب. بداية شكرا على هذه الدعوة وهي ليست المبادرة الاولى التي تقومون بها لخير هذه المنطقة والحفاظ عليها وهي الدار التي طالما احتضنت شؤون وشجون هذه المنطقة في كل الاستحقاقات والمراحل الصعبة، واثني على كلامكم بأن الشأن السوري هو شأن سوري، وان كنا نتعاطف مع مسيرة الدولة السورية الجديدة ونؤكد على اهمية نجاح التجربة الجديدة وعلى وحدة سوريا وانضواء كل ابناء الشعب السوري في بوتقة دولة واحدة تحفظ حقوق الجميع. ونتمنى ان ينجح وقف اطلاق النار الذي حصل والذي أعلن عنه اليوم ان ينجح في وقف الأحداث المؤسف التي جرت، وقف اطلاق النار الذي يقوم على دعامتبن الفكرة الاولى هي وحدة الأراضي السورية ووحدة الدولة السورية وانضواء كل الشعب السوري في كتف هذه الدولة. والفكرة الثانية هي العدالة للشعب السوري والمساواة بين كل ابناء هذا الشعب امام الدولة والقانون ومن باب العدالة تدخل مسألة اهمية محاسبة المرتكببن، بحق ابناء الشعب السوري كل مكونات محافظة السويداء ودرعا، وهذا امر فيه رسالة ايجابية لكل ابناء سوريا بأن منطق العقل ومنطف الدولة هو الذي يحكم'.
ورأى ان 'الاتفاق الذي تم الاعلان عنه دون الاعلان عن تفاصيله يتقاطع بشكل كبير مع ما اعلنه من مبادرة امس الرئيس وليد جنبلاط في الشأن السوري خلال اجتماع امس في دار الطائفة الدرزية'.
كما رأى في الشان اللبناني ان 'منطقتي البقاع الغربي وراشيا جسم واحد وخيار واحد، وما حصل ليس الاختبار الاول الذي نتعرض له ونمر به ،مررنا باختبارات شبيهة وربما تكون اكثر قساوة تجاوزناها بالوحدة والعقل والحكمة ونحن واياكم اليوم نتجاوز هذا الاختبار، وقطع الطرقات مرفوض لا بل مستنكر والاعتداء، على الاملاك الخاصة مرفوض لا بل مستنكر وعلى من نقطع الطرقات نقطعها على بعضنا البعض ،فالاعتداء على المواطنين سواء كانوا سوريين او غير سوريين هو امر مرفوض ومستنكر، فالتحريض مرفوض والاساءات مرفوضة ومستنكرة وجميعنا نتمى الخير لسوريا ونحن ابناء منطقة واحدة واتكلم بلسان الجميع'.
وختم شاكرا البلديات والمخاتير ورؤساء الاتحادات وقائلا: 'نحن ابناء منطقة واحدة نتشارك الهم الواحد، حياتنا مشتركة وننبذ ما يسيء لنا ونأمل ان تدخل سوريا بالاتفاق الجديد الذي نكن له الاحترام، وان لا يتم التخريب ومن يريد التخريب هو تحديدا العدو الاسرائيلي الذي يريد تخريب الاتفاق، ويخلق الفتنة في سوريا كما سبق وخلق الفتنة في لبنان ،فاسرائيل لا يمكن ان تكون حضنا دافئا او حاميا لاحد، اسرائيل هي حضانة الشر بحد ذاته، وبالتالي واهم من يعتقد ان اسرائيل يمكن ان تحمي هذه المنطقة، وهذه المنطقة امانة بين ايدينا وعلينا ان نحميها'.
ثم كانت مداخلات لكل من الجراح وقبلان وياسين وسكاف والداود ركزت على 'اهمية وحدة الموقف الجامع الذي تجلى في كثير من المحطات الوطنية'، وقد أثنى الجميع على مبادرة مفتي راشيا منوهين ب'الجهود التي تبذل لمنع الفتنة وتحصين الوضع الداخلي، خصوصا مواقف رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام ومفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي ابي المنى والرئيس وليد جنبلاط ومعظم القيادات الوطنية'.
ودعوا الى 'ضرورة وقف الاقتتال في سوريا بالذهاب الى مصالحة وطنية تثبت الاستقرار والطمأنينة الوطنية في سوريا ضمن كنف الدولة ورفض التقسيم والمخططات الاسرائيلية'.
كما نوه رئيس المجلس الثقافي المحامي صالح الدسوقي والشيخ بشير حماد، في مداخلتين، ب'اللقاء الجامع الذي يعكس صورة المنطقة وعيشها الواحد'.