اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
بحسّ الفكاهة، يتناول اللبناني اليوم إحدى أزماته وهي زحمة السير الخانقة على الطرقات، فيقول إن المدة من الأشرفية في بيروت إلى جونية في كسروان هي المدة نفسها التي تستغرقها سفرة من بيروت إلى أثينا في اليونان، وهي ساعتان ونصف الساعة.
تعليق طريف فيما اللبنانيون يعانون الأمرين على الطرقات، فتحترق أعصابهم ومحروقات سياراتهم ويحترق وقتهم على وقع تساؤل البعض: «شو كل الناس بالطرقات ليل نهار»؟ تساؤل بمحله طالما أن وقت الذروة لزحمة السير المفترض أن يكون عصرا لدى انتهاء دوامات العمل أصبح اليوم في كل وقت من النهار والليل، فما السبب لهذا الاختناق المروري الذي بلغ ذروته في الأيام الأخيرة؟
عن هذا التساؤل، أجاب رئيس جمعية «اليازا للسلامة المرورية» زياد عقل في حديث لـ «الأنباء» الكويتية، وقال إن «اللبنانيين لم يشعروا كثيرا في الأعوام الخمسة الماضية بعبء زحمة السير بسبب الأزمات المتلاحقة من اقتصادية ومالية وأزمة كورونا والحرب ما انعكس قلة زوار للبنان وقلة زحمة فيه».وأضاف: «مجيء المغتربين والسياح هذا الصيف زاد من حركة التنقل على الطرقات التي ترجمت بزحمة خانقة ليست قادرة على تحملها شبكة الطرقات في لبنان، حيث تقتصر وسائل النقل على السيارة والشاحنة بغياب المترو والقطار وحصر استخدام الباص بالفئة المتواضعة والمعدومة الحال، لاسيما أن باصات النقل غير منظمة حتى اليوم ولا ثقة بعد بهذه الوسيلة، فضلا عن أن ثقافة المشاركة في التنقل غير قائمة عندنا كذهاب 4 أشخاص معا إلى مركز العمل، بدلا من أن يستخدم كل منهم سيارته الخاصة».
وعن سبل معالجة زحمة السير في لبنان أو أقله تخفيفها، قال عقل: «المعالجة صعبة جدا لكوننا ندفع ثمن تراكمات الماضي ومشاكل مزمنة وضيق المساحة الجغرافية. مثلا الأوتوستراد من الدورة حتى الضبية هو طريق دولية، لكنها لا تعتبر طريقا سليمة بسبب المحال عن يمينها ويسارها والتي قامت قبل إنشاء الأوتوستراد، وبالتالي لتوسيع الطريق، يجب أن ندفع لحل مشكلة الاستملاكات 10 أضعاف ثمن التوسعة».
وعن دور وزارة الأشغال العامة والنقل وما يمكن أن تساهم به في هذا الإطار، قال عقل: «لا يمكن أن نحمل الكثير لوزير أمامه فقط أشهر قبل الانتخابات النيابية واستقالة الحكومة، وفي دولة مفلسة. لنكن واقعيين، نحن اليوم نحصد ما زرعناه من 35 سنة تاريخ انتهاء الحرب، لأنه طوال هذه السنوات لم يقم أي مشروع يوفر النقل العام بالحد الأدنى، كإنشاء سكك حديد لتسيير قطارات على الطريق الساحلية تنقل أقله البضائع بدلا من الشاحنات، بينما في كل دول العالم وحتى في سورية التي دمرت بفعل الحرب، تنقل 70 أو 80% من المستوعبات بواسطة القطارات.. مع الأسف، في لبنان ما من قرار سياسي وما من اهتمام».
بدوره، قال الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين لـ«الأنباء»: «حركة السير تزداد بنسبة 15 إلى 20% في فصل الصيف خلال أشهر حزيران وتموز وآب وجزء من أيلول، في وقت تبقى الطرقات على حالها». وتناول «عوامل إضافية كالفوضى ووقوف السيارات في أماكن ممنوعة والسير عكس السير وحال الطرقات السيئة، وكلها عوامل تؤدي إلى زيادة زحمة السير، تحديدا في المدن الكبرى وعلى الطرقات الرئيسية التي تربط بيروت بالمناطق».وأضاف شمس الدين: «أن يأتي 600 ألف شخص إضافي إلى لبنان في الصيف ويقوموا باستئجار سيارات أو استخدام سيارات موجودة لديهم، فهذا أمر يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة زحمة السير»، مع وجود مليونين و100 ألف سيارة فيما حال الطرقات سيئة.
لبنان هذه الأيام «زحمة يا دنيا زحمة».