اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في تصعيد صارخ وتدخّل فج، خرجت طهران لتُملي على لبنان ما يجب أن يكون عليه مصيره، عبر تصريح مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي الذي منح نفسه حقّ تقرير ما هو “أهم من الخبز والماء” للبنانيين. كلام استفزازي، شكل صفعة مباشرة لسيادة الدولة، واعتداءً سافراً على قرارها الوطني، وفتح الباب أمام موجة غضب لبنانية عارمة من مختلف القوى السياسية التي رأت فيه محاولة جديدة لتكريس لبنان ساحة ملحقة بالمشروع الإيراني لا دولة مستقلة.
وفي التفاصيل، أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أنّ وجود حزب الله اليوم لا غنى عنه بالنسبة للبنان.
وقال ولايتي، في تصريح لوكالة 'تسنيم' الدولية للأنباء، إنّ 'الاستهدافات الإسرائيلية تظهر أنّ وجود حزب الله بات بالنسبة للبنان أهم من الخبز اليومي'، مضيفاً أنّ إسرائيل لم تلتزم بتعهداتها في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، وأنّ 'خروقاتها المتكررة والمتجددة على لبنان تثبت مرة أخرى أنها لا تلتزم بأي من القوانين الدولية'.
وأضاف ولايتي أنّ 'خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار أظهر للجميع النتائج الكارثية لنزع سلاح حزب الله بالنسبة للبنان'، مؤكداً أنّ 'إيران دعمت وستواصل دعم حزب الله'.
وتابع أنّ 'حزب الله كان مراراً سنداً ومنقذاً للشعب اللبناني، ووضع حداً لتجاوزات إسرائيل'، مشدداً على أنّ 'وجود حزب الله اليوم أكثر ضرورة للبنان من الماء والخبز'.
وأثارت تصريحات ولايتي استنكاراً واسعاً في لبنان، حيث رد وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي على نظيره الإيراني، قائلاً: 'عزيزي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كنت فعلاً أرغب بتصديق ما تفضلّتم به من أنّ إيران لا تتدخّل بشؤون لبنان الداخلية، إلى أن خرج علينا مستشار مُرشدكم الأعلى ليرشدنا إلى ما هو مهمّ في لبنان وحذّرنا من عواقب نزع سلاح حزب الله. وهنا أوضح ما يلي: ما هو أهمّ من الماء والخبز بالنسبة إلينا هي سيادتنا وحريتنا واستقلال قرارنا الداخلي بعيداً عن الشعارات الايديولوجية والسياقات الاقليمية العابرة للحدود التي دمّرت بلدنا ولا زالت تمعن في أخذنا نحو الخراب'.
بدوره، علّق النائب نديم الجميّل على تصريح مستشار خامنئي قائلاً: “بوجود حزب الله في لبنان لن يبقى للبنانيين حتى خبزهم اليومي”.
كما سارع رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع إلى الرد فقال: 'سيد خامنئي ومسشاره العزيز، لو أنكما تهتمان بشؤون الإيرانيين وسجونهم لكان ذلك أفضل لنا جميعاً. فلبنان دولة مستقلة لها دستورها، وتحكمها سلطة لبنانية منتخبة شعبيا وديموقراطياً، ولا يحق لكم التدخل في شؤونها. ويا ليت الشعب الإيراني ينعم بما ينعم به الشعب اللبناني، عندما لا تتدخلون في شؤونه'.
إلى ذلك، قال النائب اللواء أشرف ريفي في بيان:”لعلي أكبر ولايتي نقول: الأفضل أن تهتمّ بالشعب الإيراني المسحوق تحت قبضة إستبدادكم بدل إلقاء الدروس على اللبنانيين. تدخّلكم السافر في شؤون لبنان هو أصل كل المآسي التي نعيشها، ومن المعيب أن تعتبروا أنفسكم أوصياء على بلدٍ حرّ”.
وختم: “اللعبة انتهت، ولبنان سيستعيد قراره الوطني مهما حاولتم فرض نفوذكم، وسيعود بلدًا سيدًا حرًا مستقلاً”.
في هذا الإطار، يبدو أنّ كلام مستشار خامنئي وفق مصادر متابعة لـ 'نداء الوطن'، لم يأتِ من فراغ، بل جاء كردّ غير مباشر على الرسائل السيادية التي أطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون من الجنوب، عشية الاستقلال، والتي أعادت تأكيد مرجعية الدولة واحتكار السلاح.
واعتبرت، أنّ هذا الموقف لا يرضي الإيرانيين، الذين يرون في الجنوب ركيزة أساسية لمشروعهم الإقليمي، ولن يتخلوا عنه بسهولة. غير أنّ الدولة اللبنانية، عازمة على استعادة سيادتها.
في المقابل، تستبعد المصادر، صدور موقف رسمي للحكومة اللبنانية في جلسة اليوم يدين التدخل الإيراني السلبي في لبنان، نظرًا إلى أنّ خطاب الرئيس، وردّ وزير الخارجية يوسف رجّي على التصريحات الإيرانية، يجسّدان الموقف اللبناني الرسمي، الذي لن يتراجع رغم تصاعد نبرة التحدّي.
واستطرادًا، علمت 'نداء الوطن' أنّ الجلسة التي ستُعقد في السراي الحكومي، لن تتناول الخطة الأمنية للجيش ولا التقرير الشهري، كون هذه الملفات تُناقش عادةً في جلسات تُعقد في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية.











































































