اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
بيروت - جويل رياشي
يستضيف «جناح نهاد السعيد للثقافة»، التابع للمتحف الوطني والواقع في محاذاته، معرضه الثاني «انطباعات من الجنة»، الممتد حتى 30 أكتوبر المقبل. هو نافذة على صورة لبنان الحديث كما رسمت في الذاكرة الجماعية، من خلال مجموعة نادرة من ملصقات السفر والأفلام التي تغطي نصف قرن من تاريخه، بين عشرينيات وسبعينيات القرن الماضي، من مجموعة فيليب جبر الفنية. «انطباعات من الجنة» دعوة إلى استكشاف لبنان كما رآه العالم في ذروة ألقه السياحي والثقافي، حيث تتقاطع الجماليات البصرية مع الحنين وتوثيق الهوية.
يتوزع معرض «انطباعات من الجنة» على خمسة أقسام مترابطة، يبدأ أولها بمجموعة ملصقات دعائية للسفر إلى لبنان، أنجزتها شركات طيران وبواخر وقطارات، تعكس الدور المحوري الذي أدته هذه الوسائل في ترسيخ صورة لبنان كبوابة إلى الشرق الأوسط.
ثم ينتقل الزائر في القسم الثاني إلى مرحلة بدأ فيها لبنان دخول عالم التسويق السياحي، حيث جرى تكليف مصممين عالميين بابتكار ملصقات دعائية تروج لوجهات الاصطياف والاستجمام في البلاد. أما القسم الثالث، فيغوص في تاريخ الطيران اللبناني، من «إير ليبان» إلى «الخطوط الجوية اللبنانية» وصولا إلى «طيران الشرق الأوسط»، من خلال ملصقات بلغة التصميم والغرافيك. في القسم الرابع، تتخذ السينما حيزا خاصا من خلال ملصقات أفلام ارتبطت قصصها بالمكان اللبناني، مستخدمة عناوين تشير مباشرة إلى مواقع مثل بيروت وبعلبك وغيرها، ما يعكس حضور لبنان في المخيلة السينمائية.
ويختتم المعرض بقسم خامس يفتح المجال للفن المعاصر، حيث يقدم فنانون لبنانيون أعمالا بصرية تسترجع مفهوم «لبنان الجنة» من منظور نقدي وشخصي، عبر تساؤلات حول الجذور الرمزية لهذه الصورة ومآلاتها في الوعي الجماعي.
من فيليب جبر؟
فيليب جبر هو رجل أعمال لبناني واسم معروف في عالم المال والاستثمار، طرح اسمه مؤخرا كأحد الأسماء المحتملة لحاكمية مصرف لبنان، نظرا لمسيرته المهنية ومكانته في الأوساط الاقتصادية الدولية. إلى جانب نجاحاته المهنية، يعرف جبر بشغفه بالثقافة والذاكرة البصرية اللبنانية، وهو ما دفعه إلى تكوين واحدة من أبرز المجموعات الفنية الخاصة التي توثق نصف قرن من تاريخ لبنان.
بدأت رحلته في جمع الملصقات والصور والكتب القديمة قبل نحو 40 عاما وتتضمن مجموعته ملصقات سفر وسينما، صورا فوتوغرافية، كتبا نادرة ولوحات، جمعها من مكتبات وأسواق أنتيكا ومزادات في أوروبا وأميركا، ليشكل بذلك أرشيفا بصريا فريدا يغوص في ذاكرة لبنان من عشرينيات إلى سبعينيات القرن الماضي.
وتجدر الإشارة إلى ان ما يميز هذه المجموعة ليس فقط ندرتها وتنوعها، بل الطريقة التي تتحول بها كل قطعة إلى جزء من فسيفساء هوية وطن.