كيروز: مناورة حزب الله… إلى أين؟

أشار النائب السابق إيلي كيروز إلى أن 'يوم الخميس في ١٨ ايار ٢٠٢٣، دعا حزب الله بلسان مسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف ، وسائل الإعلام الأجنبية والعربية والمحلية الى تغطية المناورة العسكرية الحية التي يقيمها يوم الأحد بمناسبة 'عيد المقاومة والتحرير' وخلال جولة على أحد المواقع العسكرية في الجنوب اللبناني'.

وتابع في بيان: 'يوم الأحد في ٢١ ايار ٢٠٢٣ نفذ حزب الله مناورة عسكرية بالأسلحة الحية إستعرض فيها قدرته العسكرية ودباباته وراجمات صواريخه وأسلحته الثقيلة على مرأى ومسمع كل اللبنانيين وكل الدول. وقد جرت المناورة في بلدة عرمتى الجنوبية ضمن معسكرٍ تابع للحزب'.

واعتبر أن هذه المناورة أقيمت في توقيت لافت، وبوقاحة لافتة خصوصاً أنها جاءت بعد ٤٨ ساعة لا غير على 'إعلان جدة' في ختام القمة العربية والذي شدّد على الرّفض التام لدعم تشكيل الجماعات والمليشيات المسلّحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة، ولقد جدّد الإعلانُ التأكيدَ على مركزية القضية الفلسطنية العربية باعتبارها احد العوامل الرئيسة للاستقرار في المنطقة مؤكداً على أهمية تكثيف الجهود للتوصل الى تسوية شاملة وعادلة وإيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية وعلى رأسها مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي.

ولفت الى أن المناورة العسكرية تؤكد أن حزب الله يتصرف بالجنوب اللبناني وبأهل الجنوب خلافاً لمنطق سيادة الدولة وخلافاً لكل القرارت الدولية المتعلقة ب لبنان ويحوّل الجنوب الى أرض ٍ إيرانية والى صندوق بريد لرسائل جمهوريته في ظل صمت لبناني رسمي وليقول بأن لبنان من خلال جنوبه بات فعلياً تحت السيطرة الإيرانية.

وقال: 'إن هذه المناورة تؤكد مرّةً جديدة إصرار الحزب منذ العام ٢٠٠٠ على مصادرة حق سيادي حصري للدولة اللبنانية كما إصراره على إنتهاك السيادة اللبنانية وتكريس مبدأ القرارَين والجيشَين والسلاحَين. إن هذه المناورة تؤكد ما اعلنه وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران في زيارته الأخيرة الى بيروت والحدود الجنوبية بغياب الدولة اللبنانية ، وبعد الإتفاق السعودي – الإيراني حيث أكّد منذ وصوله الى المطار دعم الجمهورية الإسلامية لثلاثية ' الجيش والشعب والمقاومة' وهي الثلاثية الخشبية التي شكّلت وما تزال عنوان رفضٍ من أكثرية اللبنانيين باعتبار أن حماية لبنان هي مهمة الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية حصراً'.

وقال: 'وفي هذا السياق يمكن أن نستعيد ما قاله الأمين العام لحزب الله في يوم القدس العالمي عندما أكّد أن قاسم سليماني لم يمت وأن حزبه صار بديلاً عنه كما أعلن وبالرغم من المسار الجديد في المنطقة إلتزامه وعلى طريقته الخُمينية، بالقضية الفلسطينية والقدس ودعا الى نصرة الضفة الغربية بعد غزة بالنيابة عن الفلسطنيين والعرب واللبنانيين ولوحده. لقد أسقط الأمين العام لحزب الله في إطلالته وفي مناورته ما كان إسمه الجمهورية اللبنانية وأعلنها ميداناً للقتال وساحة من ساحات الجمهورية الإسلامية في لبنان'.

وأضاف كيروز: 'وهل يعي القادة العرب، أن حزب الله، وفي شأن القضية الفلسطينية المركزية ومن ورائه الجمهورية الإسلامية في إيران لا يعترف بكل المنطق العربي في التعاطي مع هذه القضية ومع المجتمع الدولي.

إن حزب الله لا يؤمن بمبادرة السلام العربية ولا بالقرارت الدولية ذات الصلة ولا بمبادئ القانون الدولي بل يدعو إلى تبني موقف الرفض المطلق لأصل ومبدأ خيار التسوية لأن الحزب لا يؤمن بالمطلق بالخيار التفاوضي ويعتبر أن عملية السلام هي عملية وهمية'.

وتابع: 'ويبقى السؤال الى أين يذهب حزب الله بلبنان واللبنانيين؟ إن المشهد العسكري في الجنوب يؤكد أن سلاح حزب الله يشكل اليوم، كما بالأمس، لبّ المشكلة في لبنان إذ إن كل القضايا التي يعاني منها اللبنانيون واللبنانيات محكومةٌ مباشرةً او مداورةً بهذه المعادلة. إن حزب الله وغصباً عن اللبنانيين وقادتهم يُبقي لبنان، بعد أن انتفت وظائف السلاح اللبنانية ساحةً وموقعاً للصراع مع إسرائيل في خدمة الأهداف والمصالح الإيرانية على حساب لبنان واللبنانيين والمصالح اللبنانية لأن الأصل بالنسبة للحزب هو الثورة الإسلامية الايرانية'.

وختم: 'إن اللبنانيين وأمام هذا المشهد الاستفزازي المُكرر، يقفون اليوم أمام خيار من إثنين: إما التسليم بسلاح حزب الله ومشروع الغلبة في الحياة والسياسة وإما التضامن في وجه هذا المشروع الغريب والعودة الى العيش الحر المتنوع المنفتح في ظل جمهورية لبنانية ناجزة السيادة والاستقلال'.