اخبار لبنان
موقع كل يوم -التيار
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
الديار: جهاد نافع-
يصل ظهر السبت المقبل في 26 تموز المقبل الى مطار بيروت، الثائر الذي لم يمل ولم يكل، جورج ابراهيم عبد الله، بعد أسر قسري استمر 41 عاما في السجون الفرنسية.
لا يزال شقيقه روبير تحت وقع صدمة الافراج غير المتوقع، وهو الاخ الاصغر لجورج، والذي قاد حراكا طويلا مع شقيقه البكر لعائلة عبد الله الدكتور جوزيف، بل قاد نضالا طويلا ضمن 'هيئة اصدقاء الاسير جورج'، من اعتصامات وتظاهرات ولقاءات وندوات ومراجعات مع وزراء ونواب وسياسيين، ومع رؤساء جمهورية ورؤساء حكومات وقيادات حزبية.
ينشغل روبير منذ لحظة الاعلان عن قرار القضاء الفرنسي بالتحضيرات والترتيبات، لاستقبال الاسير المحرر جورج عبد الله، بالتشاور والتنسيق مع الدولة اللبنانية المعنية باستعادة عبد الله ونقله الى لبنان، ومع النواب والقيادات والقوى والاحزاب، لتنظيم استقبال يليق باسير تاريخي كان الاقدم اسرا في العالم ، ويليق بقائد صلب عنيد لم يبدل عقيدته، ولم يتزحزح ايمانه الوطني والقومي حتى في زمن المتغيرات والتبدلات والانحرافات والانزلاقات الخطيرة.
تحضيرات جارية على قدم وساق من بيروت، وصولا الى القبيات مسقط رأس الثائر، الذي لم يندم ولم يعتذر، بل واظب التأكيد انه مناضل وليس بمجرم.
القبيات مسقط رأس عبد الله البالغ اليوم (74) عاما، ومرتع صباه، تستعد لاستقباله. لن يقتصر الاستقبال على القبيات، فعكار التي شهدت اولى خطوات نضال جورج، تستعد لاستقباله بوصفه المناضل الذي كان يزهو بعكاريته وبكفاحه منذ لحظة تخرجه معلما من كلية التربية، ومدرسا في مدرسة أكروم المجاورة للقبيات، والى حين تدرجه النضالي الاول في صفوف الحزب 'السوري القومي الاجتماعي'، وهو الماروني القبياتي الثائر، الذي حرص على ممارسة الفعل الثوري خلف العدو في كل مكان.
وهنا، اتذكر المؤرخ القومي والرئيس الاسبق للحزب 'القومي' الامين الراحل جبران جريج، حين اخبرني في اواخر العام 1986، وكانت السلطة الفرنسية قد اوقفت عبد الله العام 1984، انه تعرف على جورج عبد الله حين كان طالبا في كلية التربية، وانه سوري قومي اجتماعي متحمس متوهج العقل والفكر، واختار طريق الكفاح المسلح عبر الجبهة الشعبية، من منطلق عقيدته القومية وتشربه فكر الزعيم سعاده، والايمان بالقضية الفلسطينية. واذكر حينها ما قاله لي جريج، ان الحزب مهتم جدا بقضية توقيف جورج، لانه رمز للثائرين الاصفياء والانقياء.
جورج ابراهيم عبد الله بات رمزا للثائرين الذين لا يبيعون المبادىء ولا يشترون، وهو المؤمن بعقيدة سعاده: 'نعمل للحياة ولا نعمل لانقاذ اجساد بالية، وانكم ملاقون اعظم انتصار لاعظم صبر في التاريخ'.
لاحقا وفي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حين توزع القوميون على المنظمات الفلسطينية للمشاركة في الكفاح المسلح، تحول عبد الله الى الماركسية، لكنه في ما بعد تأثر بنهج وديع حداد الثوروي العالمي، فأسس الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية مع بضعة شباب وشابات، وخاضوا معارك ومواجهات وعمليات كفاحية تحت شعار 'خلف العدو في كل مكان'.
جورج ابراهيم عبد الله، اهلا بك مناضلا صلبا كصلابة صخور عكار الصامدة، وفكرا نقيا كنقاء ينابيع جبال عكار شامخا كسنديانات عكار، عزيزا كعزة العكاريين وكرامتهم التي لا تباع ولا تشرى.