اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بيروت - ناجي شربل وأحمد عزالدين
عطلة نهاية أسبوع باردة في بيروت، في السياسة وفي الأحوال الجوية التي تغيرت بسقوط المطر بعد طول انتظار، وتبدلت رائحة التراب الصاعدة من الأرض، وحمل الناس المظلات أثناء تنقلهم سيرا على الأقدام في الشوارع، وغرقت جوانب عدد من الطرق بالمستنقعات المائية، مع تعويل على اكتساء قمم الجبال المرتفعة فوق ألفي متر بالثلوج. وأمكن لبعض المواطنين في المناطق الساحلية الاستغناء بصورة أولية عن تشغيل أجهزة التبريد في المنازل والمكاتب، بعد موسم طويل من الحر.
على ان برودة الطقس لم تحجب التهديدات الإسرائيلية المستمرة بالتصعيد ضد لبنان، من خلفية النيل من البنية العسكرية لـ «حزب الله»، بحسب معلومات تتداولها باستمرار وسائل إعلام إسرائيلية على اختلاف أنواعها.
في المقابل، يستمر لبنان الرسمي في المواجهة بما أوتي له من أوراق عبر أصدقاء دوليين وعرب، للجم الجانب الإسرائيلي، مع التمسك بالمطالبة بتحقيق الانسحاب العسكري الإسرائيلي من الأراضي اللبناني التي احتلتها إسرائيل بعد اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، وإطلاق الأسرى وترسيم الحدود البرية.
ويعود الخلاف حول قانون الانتخاب إلى الواجهة، ليس من بوابة إجراء الانتخابات واقتراع المغتربين فحسب، بل من خلال تجسيده لانقسام في عمق الحركة السياسية وانعكاسه على العجلة الحكومية للبلاد.
وقال مصدر وزاري لـ «الأنباء»: «التجاذب داخل الحكومة بين وزراء المعارضة من جهة ووزراء الثنائي الشيعي من جهه ثانية، وقبله في المجلس النيابي، يضعف سلطة القرار في تحقيق المطلوب من لبنان في مجال الاصلاح وبسط سلطة الدولة»، مشيرا إلى «ان تعديل مادة في قانون انتخاب، لا يمكن ان يحدث هذا الاصطفاف ويدخل البلاد في أزمة سياسية عميقة تشل عمل السلطة، وتحول دون تنفيذ التزاماتها مع اقتراب العهد من طي سنته الأولى من الولاية الرئاسية».
وأضاف المصدر: «ثمة مواقف عدة تقاطعت في الوقت عينه، الأمر الذي يوحي معها ببعض التخوف من الذهاب إلى أزمة سياسيه أكبر وأبعد مما هو حاصل. واذا تجاوزنا عدم زيارة وفد وزارة الخزانة الأميركية لرئيس المجلس نبيه بري، على اعتبار ان مهمة الوفد ترتبط بشأن مالي يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل «حزب الله»، واعتبار الوفد ان دور رئيس المجلس لا يساهم بأي تطور في هذا المجال، على رغم من ان جميع الوفود وخصوصا الأميركية منها، تحرص على زيارة الرئيس بري والاستماع إلى رأيه كون «كلمة السر عنده.. غير ان ما طلبه عضوان من الكونغرس الأميركي من الرئيس دونالد ترامب باتخاذ إجراء ضد رئيس المجلس بوصفه يعطل إجراء العملية الانتخابية، وتقاطع هذا الطلب مع «الهمس بوحا» من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، بأن هناك من يذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية للتحريض، يطرح علامات استفهام كبيرة».
الا ان المصدر استبعد «ان يكون لذلك أي تأثير على مسار التوجه الدولي تجاه لبنان، لأن الاهتمام يتجاوز المسائل الداخلية وينحصر في موضوع السلاح والحدود، ولكنه يسهم في ازدياد حدة الانقسام الداخلي والتشرذم، ومعه تعطيل كل المشاريع الإصلاحية ويشكل شللا كبيرا في إدارة الدولة كما هو ظاهر».
في هذا الوقت، فإن التعويل على المساعي الدولية وحركة الوفود النشطة باتجاه لبنان سواء سياسيا وأمنيا واقتصاديا في إطار الخطة المتكامله لمسار التغيير في المنطقة. وتتوقف مصادر مطلعة عند طرح مستشارة الرئيس الفرنسي آن – كلير لو جاندر لموضوع المساعدة في ملف الحدود بين لبنان وسورية، باستعداد بلادها تقديم خرائط حول الحدود بين البلدين وهي الدولة التي كانت منتدبة على لبنان وسورية. وهذا الامر سيثار مع المسؤولين في دمشق، وقد سبق لبريطانيا ان قدمت عرضا مماثلا في هذا المجال، الأمر الذي يؤشر إلى الاهتمام الأوروبي والدولي بتسوية الحدود بين لبنان وسورية، على اعتبار انها شكلت في الماضي، ولاتزال، سببا لعدم الاستقرار ليس في لبنان فحسب، بل في المنطقة لجهة تداعيات التهريب وتحرك الجماعات المسلحة. وان ظبط هذه الحدود يساهم في تحقيق الاستقرار في لبنان ويكون عاملا مساعدا لاستقرار المنطقة.
لو جاندر التقت صباح الجمعة قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه باليرزة، وواصلت ظهرا جولتها على مسؤولين وقادة أحزاب، واستقبلت آخرين في مقر السفارة الفرنسية بقصر الصنوبر في بيروت.
السفير السعودي وليد بخاري قال من مقر نقابة محرري الصحافة اللبنانية في الحازمية التي زارها صباح الجمعة والتقى النقيب جوزف القصيفي وأعضاء في مجلس النقابة: «لبنان مقبل على خير كبير، ولست أرى تشاؤما».
وردا على سؤال، أكد بخاري أن المملكة «تقف إلى جانب لبنان وجميع اللبنانيين، وهي منفتحة على مكوناته كافة ويهمها استقراره وازدهاره، وهي تدعمه وستشهد الايام المقبلة ان شاء الله نتائج هذا الدعم».
واذ أشار إلى ثوابت السياسة السعودية، أكد أن بلاده «هي مع حل الدولتين وتسخر كل امكاناتها للوصول اليه».
رئيس الجمهورية العماد جوزف عون رد بالموقف الذي نقلته وكالة «رويترز» عن مسؤول سعودي رفيع، والذي أشار فيه إلى ان المملكة العربية السعودية تخطط قريبا لتعزيز العلاقات التجارية مع لبنان، وان وفدا من المملكة سيزور لبنان قريبا لإجراء مناقشات لإزالة العقبات التي تعيق الصادرات اللبنانية إلى السعودية.
وقال الرئيس عون في هذا الإطار: «آن الأوان ونحن بانتظار المملكة، لاسيما انني أكدت مرارا بأن حماية لبنان تأتي من محيطنا العربي».
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفدا من «حركة غد الإنقاذ» برئاسة الإعلامي محمد بركات.
وأكد رئيس الجمهورية تفهمه «لوجع ابن الجنوب الذي يعاني منذ وقت طويل»، مشيرا إلى ان «الاوضاع ستتغير بوجود الجيش الذي تنبع قوته من شرعيته ومن التفاف الناس حوله والثقة المتينة التي يمنحها اهالي الجنوب له».
وأوضح الرئيس عون انه عندما اصدر بيان تكليف الجيش بالرد والتصدي لأي محاولات توغل اسرائيلية برية، كان هدفه ايصال رسالة للجميع بأن الجيش اصبح صاحب القرار في الجنوب وهو مكلف بحمايته. وقال: «أنا كرئيس دولة مسؤول وعلي واجبات تجاه وطني، اتحمل مسؤولية قراراتي التي هدفها مصلحة بلدي وشعبي ومصلحة الجنوب وابن بيئة الجنوب، وان بناء دولة قوية هو اساس بحيث ان الولاء النهائي يجب ان يكون للوطن». رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، طالب في بيان الرئيس نبيه بري، بالدعوة إلى جلسة عامة قبل 20 نوفمبر لتمكين الهيئة العامة من ممارسة دورها في قبول التعديلات أو رفضها مشروع القانون المعجل، الذي أرسلته الحكومة إلى المجلس النيابي بخصوص تعديل لجهة اقتراع المغتربين في الانتخابات النيابية.
وقال جعجع: «الادعاء بأن طريقة تحويل مشاريع واقتراحات القوانين ومكان تحويلها هي من صلاحيات الرئيس بري، كلام غير دقيق. إن هذه الصلاحية مقيدة بعوامل، وأي محاولة لربح الوقت عبر تحويل مشروع القانون المتعلق بتعديل قانون الانتخابات النافذ تحضيرا للانتخابات عن مساره، تشكل فعلا واضحا ومتعمدا لعرقلة إجراء الانتخابات في مواعيدها».
في الجانب الاقتصادي، دخل مؤتمر «بيروت 1» الذي تنطلق أعماله في 18 الجاري في «بيروت سي سايد أرينا» بالواجهة البحرية للعاصمة بحضور رئيس الجمهورية العماد جوزف عون حفل الافتتاح، ومشاركة رئيس الحكومة د. نواف سلام في اليوم الثاني الختامي، العد التنازلي. وعلمت «الأنباء» ان مشاركة كثيفة من أجانب وعرب ولبنانيي الانتشار والداخل، أحصي تسجيلها في المؤتمر التي تنظمه وزارة الاقتصاد والتجارة بالشراكة مع المجلس الاقتصادي الاجتماعي.
ولعل البارز في المؤتمر التركيز على الإضاءة على تعزيز الاستثمار في البلاد، وتعريف رجال الأعمال على الاتجاه الحالي الحاصل. والهدف الاقتصادي، بحسب أحد المنظمين، «إطلاق عجلة الاستثمار».
وفي شق مالي، أعلن مصرف لبنان في بيان، انه «انطلاقا من العمل على إخراج لبنان من اللائحة الرمادية لمجموعة العمل المالي FATF، اتخذنا اليوم الخطوة الأولى ضمن سلسلة من الإجراءات تتمثل في فرض الإجراءات الوقائية على كل المؤسسات المالية غير المصرفية المرخصة من قبل مصرف لبنان، لمنع انتقال الأموال غير المشروعة أو المكتسبة بطرق غير قانونية عبر هذه المؤسسات».
وزارة السياحة أعلنت إعادة فتح مغارة جعيتا أمام الزوار اعتبارا من السبت 15 نوفمبر. وذكرت «ان التقرير النهائي الصادر عن اللجنة المكلفة بتقصي الأضرار المحتملة في مغارة جعيتا، بعد الكشف الميداني الذي أجري عقب الحفل الخاص الذي أقيم داخل المغارة بتاريخ 30 أكتوبر الماضي، تضمن عدم تسجيل أي أضرار ميكانيكية أو جيولوجية أو بيئية في المواقع التي جرى تفحصها، وأن النظام البيئي الجوفي لا يزال مستقرا، مع ضرورة الاستمرار في تطبيق أعلى درجات الحماية والرقابة العلمية».











































































