عشية وصول البابا إلى لبنان.. استنفار أمني وبلدي شامل وترحيب سياسي وروحي واسع

مع اقتراب وصول البابا لاوون الرابع عشر في زيارة تُصنَّف من الأكثر أهمية للبنان في هذا الظرف الدقيق، تشهد البلاد استنفاراً رسمياً وبلدياً وأمنياً غير مسبوق، تجسّد بقرارات إقفال وتحويل سير ومنع تجوّل للشاحنات، فيما يتصاعد الترحيب السياسي والديني بالحدث الذي يحمل معه جرعة أمل للبنانيين ورسالة سلام ينتظرها الجميع.

وفي هذا الإطار، نشرت وزارة الداخليّة والبلديّات عبر حسابها على “إكس” قرار منع سير الشاحنات في محافظتي بيروت وجبل لبنان بمناسبة زيارة البابا لاوون الرابع عشر.

إلى ذلك، أعلنت بلدية عنايا – كفربعال في بيان أنه، “تزامناً مع الزيارة التاريخية التي سيقوم بها البابا لاوون الرابع عشر إلى دير مار مارون – ضريح القديس شربل، ومن أجل استكمال كل التجهيزات والترتيبات اللوجستية للقاء المنتظر مع الحبر الأعظم، سيتم إقفال بعض الطرقات وتحويل السير إلى طرقات فرعية ابتداء من اليوم السبت”.

وشكرت البلدية الأهالي على تفهمهم ودعمهم.

كما أصدر محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود قـراراً حمل الرقم 41/م.ب ويتعلق بإقفال كافة المؤسسات السياحية والمحال التجارية.

وجاء في التعميم: “إن محافظ مدينة بيروت، بناءً على المرسوم رقم 6482 تاريخ 16/6/2020، بناءً على المرسوم الاشتراعي رقم 118 تاريخ 30/6/1977

وبمناسبة إحتفال الحبر الأعظم البابا لاووو الرابع عشر بالقداس الإلهي على الواجهة البحرية لمدينة بيروت

يُقـرر مـا يلي:

المادة الأولى: تقفل كافة المؤسسات السياحية والمحال التجارية التي تقع ضمن نطاق وسط بيروت (المنطقة الممتدة من نفق الرئيس سليمان فرنجية – جادة فؤاد شهاب وصولاً الى الصيفي) ابتداء من الساعة 12,00 فجر الثلاثاء 2/12/2025 ولغاية الساعة الثانية بعد الظهر من التاريخ نفسه.

المادة الثانية: ينشر ويُبلّغ هذا القرار حيث تدعو الحاجة”.

فيما أصدر محافظ جبل لبنان القاضي محمد المكاوي قراراً يتعلّق بمنع ممارسة رياضة الـ paragliding خلال زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان.

ترحيب سياسي وديني واسع بالزيارة

كتب رئيس “لقاء سيدة الجبل” النائب السابق فارس سعيد على حسابه عبر منصة “أكس”: “خصّص البابا لاوون الرابع عشر زيارة للبنان وهذا شرف ورجاء وفرح نقدّره عالياً. لا يزال لبنان يستدعي انتباه العالم خصوصاً الكرسي الرسولي، وبغيابه يغيب المسيحيون من الأرض حيث ولد المسيح وعاش ومات وقام. حضورنا رغم الظروف، وشهادتنا للمسيح هنا تتكامل مع اندفاعة الفاتيكان. هنا مقامنا”.

نوه رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بزيارة البابا لاوون إلى لبنان، معتبراً أنّها “تشكّل رسالة محبة ورجاء لشعب يتوق إلى بصيص نور وسط الأزمات التي يمرّ بها”.

وأضاف: “إنّ حضور البابا لاوون الرابع عشر، خليفة بطرس، إلى لبنان يحمل معنى عميقاً يتجاوز الطقوس والمراسم، فهو يأتي ليُثبت أنّ هذا البلد، رغم صعوباته، ما زال في قلب الكنيسة وفي قلب العالم. هذه الزيارة ستكون فرصة لتعزيز الثقة في مستقبل لبنان وإعادة التأكيد على رسالته كأرض لقاء وحوار”.

وشدّد على أنّ “زيارة البابا لا تخص المسيحيين وحدهم، بل كل اللبنانيين، لأن رسالة الفاتيكان تقوم على بناء الجسور بين الناس وتعزيز الكرامة الإنسانية والسلام”.

بدوره، رأى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى أنّ “لبنان اليوم في فرح ورجاء وأملٍ كبير من جراء الزيارة المرتقبة لقداسة الحبر الأعظم في هذا الظرف الدقيق الذي نعيشه سواء على المستوى الأمني اوالاجتماعي او الاقتصادي”، مشدداً على أنّ “لبنان بحاجة إلى بارقة الأمل المتمثّلة بهذه الزيارة”.

وقال أبي المنى: “هذه الزيارة في توقيتها وفي الأجواء المحيطة بها هي أكثر من مهمة وفيها نوع من التحدي للواقع الصعب والبابا لاوون جدير بالقيام بهذا التحدي في حمل الرسالة لصناعة السلام، فطوبى لصانعي السلام ولنا جميعاً إذا استطعنا أن نسير بهذه المبادرة ونتلقّف السلام”.

ونوه “بأهمية لقاء الأديان في ساحة الشهداء الذي من شأنه أن يؤكد على التنوع في الوحدة الوطنية والانسانية إذ كلنا نحمل الرسالة، كلٌّ من موقعه والرسالة واحدة وهي الشراكة، وبقدر ما أنّ هذا اللقاء مشهديّ بقدر ما هو يحمّلنا مسؤولية”.

وعن اللقاء في السفارة البابوية في حريصا، أكد أنّه كان له دورٌ أساسي في تأكيد هذا اللقاء لما له من معنى، مشيراً إلى أنه “سيحمل معه سلسلة عناوين إذ لا بد أن يرى قداسته أننا كلبنانيين قلب واحد ويد واحدة ونحن لا يمكن إلّا أن نعيش كإخوة مع بعضنا البعض”.

تجميد مفعول بطاقات تسهيل المرور

صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: 'إعتباراً من تاريخ 29 /11 /2025 حتى تاريخ 3 /12 /2025 يجمد مفعول بطاقات تسهيل المرور الصادرة عن قيادة الجيش في محافظتي بيروت وجبل لبنان وذلك بمناسبة زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان'.