A House of Dynamite.. السيناريو النووي الأكثر رعباً
klyoum.com
أخر اخبار الكويت:
البيئة تنفذ مبادرة لزراعة 300 شتلة من نبات القرم في شاطئ المسيلةعبدالله التميمي -
يعد سباق التسلح النووي من الأمور الأكثر رعباً للإنسانية في العصر الحديث، حيث يمكن محو مجاميع بشرية كاملة بضغطة زر، وربما في السيناريو الأكثر رعباً محو البشرية كلها في ضغطة أزرار بين الدول النووية، وهذا هو محور اهتمام فيلم A House of Dynamite الجديد من «نتفليكس»، والذي استطاع إعلاء قائمة الأكثر مشاهدة على المنصة عالمياً بـ 22 مليون مشاهدة الأسبوع الماضي.
وليس هناك أفضل من المخرجة كاثرين بيغلو لتتولى رواية قصة تتناول هذا الموضوع المرعب، بيغلو الفائزة بجائزة الأوسكار مرتين، وترشيح آخر، والمختصة بإخراج أفلام الحرب المثيرة، منها فيلم K-19: The Widowmaker لعام 2002 من بطولة ليام نيسون وهاريسون فورد والذي يروي قصة أزمة الغواصة النووية الروسية، ثم إخراجها الفيلمين الحربيين Zero Dark Thirty و The Hurt Locker الذي ربحت من خلاله جائزتي الأوسكار عام 2008، منها أول جائزة أوسكار لمخرجة في التاريخ.
وجهات نظر مختلفة
وقامت المخرجة كاثرين بيغلو بعرض قصة فيلم A House of Dynamite من وجهات نظر وفصول مختلفة للقصة نفسها، حيث تبدأ القصة من خلال غرفة عمليات البيت الأبيض، وضابطة المراقبة أوليفيا والكر (تؤدي دورها ريبيكا فيرغسون)، التي تراقب العمليات الجيوسياسية في العالم كالمناورات العسكرية في العالم، والتطورات المهمة في العالم.
تفاصيل الفيلم
يكتشف أحد الرادارات الأمريكية في المحيط الهادئ إطلاق صاروخ باليستي من جهة كوريا الشمالية، والذي كان يبدو أحد الإطلاقات الكورية التجريبية، إلا أن الأمور تأخذ انعطافة خطيرة عندما يأخذ الصاروخ مساراً منخفضاً، ومساراً باتجاه ولاية شيكاغو الأمريكية خلال عشرين دقيقة.
لتنطلق اجتماعات عاجلة عبر الفيديو بين غرفة العمليات، والبنتاغون، ومجلس الأمن القومي، ومختلف القوات المسلحة، والرئيس الأمريكي، مع رفع حالة التأهب العسكري لأمريكا، وقيام وحدات أمريكية دفاعية في آلاسكا بإطلاق صواريخ اعتراضية لإسقاط الصاروخ الباليستي قبل وصوله أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن تلك المهمة لا تنجح، مؤدية إلى السيناريو الأكثر رعباً، وهو احتمالية أن يكون الصاروخ يحمل رؤوساً نووية.
وتتكرر ذات القصة التي تمتد قرابة العشرين دقيقة فقط مرة ثانية، وثالثة، ولكن عبر وجهات نظر أخرى منها، وجهة نظر القائد العسكري الجنرال برادي (يؤدي دوره تريسي ليتس) قائد مدير القيادة الاستراتيجية للعمليات العسكرية، والذي يمثل العسكري الذي يضغط على الإدارة السياسية لشن هجوم نووي استباقي على الصين وروسيا وكوريا الشمالية بغض النظر عن نتيجة وصول الصاروخ للأراضي الأمريكية، وهو الأمر الذي يعارضه نائب مستشار الأمن القومي الشاب العقلاني جايك بارينجتون (يؤدي دوره غابرييل باسو)، الذي يرى أنه يجب انتظار نتائج التحليل وعدم ارتكاب مذبحة نووية عالمية.
القرار الأخير
سيناريوهات مرعبة، وقرارات كبيرة على المحك، والقرار الأخير سيقع على الرئيس الأمريكي الذي يؤدي دوره ببراعة النجم إدريس إلبا، وهنا تأتي الإثارة السياسية والعسكرية، فيجد الجمهور نفسه على الحافة، منتظراً ردة فعل الرئيس الأمريكي هل ينحاز للقرار العسكري الانتقامي المدمر، والذي سيكون كارثياً على الكرة الأرضية كلها، أم ينحاز لصوت الدبلوماسية والحوار وضبط النفس، والانتظار والتريث.
رعب واقعي
وجانب الخوف في سيناريو الفيلم يجعله في مصاف أفلام الرعب المثيرة، ولكنه رعب من نوع واقعي وخاص، ورسالة لقادة العالم، والجمهور، والمستشارين، بأن نهاية العالم تبدو قريبة جداً ما دامت الأسلحة النووية موجودة، فالجميع يضع يده على الزناد، فاستعمال السلاح النووي الاستباقي ربما يخضع لتحليلات ثلة من المحللين المتحمسين أو حتى المتوترين، وهكذا يقع مصير مليارات البشر، بل ومستقبل البشرية كلها بيد هؤلاء المستشارين الذين يصنعون القرار السياسي النهائي.
سؤال مصيري
والمخرجة بيغلو استطاعت أن تضع المشاهد موضع الرئيس الأمريكي، وتسأله السؤال المصيري، ماذا لو كنت مكان الرئيس الأمريكي، هل تضغط الزر الذي ينهي كل شيء ويدمر الكوكب، أم ستغامر بمصير مدينة أمريكية عدد سكانها يصل إلى عشرة مليون نسمة يضربون ضربة ربما تكون نووية تنهي حياتهم، ولا يكون لك رد انتقامي، فكلا الخيارين مر، وبتعبير مستشار الأمن القومي الأمريكي في الفيلم الذي يضع خيارات الرئيس الأمريكي بين «الاستسلام أو الانتحار».
والصدمة التي يتلقاها المشاهد في الفيلم تتعلق أيضاً بالخيارات المحدودة في حال إطلاق صاروخ نووي، وطرق اعتراضه في الحقيقة، فما يظنه بعض المواطنين الأمريكيين شيء والواقع شيء آخر تماماً، فالخيارات محدودة، وطرق استفزاز العالم كثيرة.
آراء الصحف
وأثنت صحيفة النيويورك تايمز على الفيلم، والذي يبدو كأنه يؤقت «لساعة نهاية العالم» والتي تبدو قريبة في سيناريو الفيلم، وتأتي بإيقاع سريع، وهذا أفضل ما صنعته المخرجة كاثرين بيغلو في هذا الفيلم.
وأضافت الصحيفة ثناءها على المخرجة كاثرين بيغلو بقولها إن عملها في الفيلم كان رائعاً و«تضع الأجزاء المتحركة العديدة في الفيلم في مكانها المناسب بتناسق»، وأضافت أنها استطاعت تقديم العالم «كما هو، وكما يمكن أن يكون، وهي تقدم ذلك بعبارات سينمائية بحتة، لا بالكلمات»، وأكدت أنها تفوقت على فيلمها السابق المخيب للآمال Detroit عام 2017.
ورغم كون القصة تخيلية، وبعيدة عن الواقع الفعلي والحالي، إلا أن «النيويورك تايمز» نبهت إلى أن المخرجة بيغلو عندما صنعت الفيلم لم يخطر ببالها موضوع «الإغلاق الحكومي»، والذي يجعل قصة كهذه أكثر واقعية، حيث يترك بعض الموظفين أعمالهم الحيوية في الحكومة الأمريكية مسببين ارتباكاً حقيقياً يؤدي لتهديد الأمن القومي الأمريكي والعالمي.
إلا أن صحيفة النيويوركر انتقدت الفيلم، موضحة أن هناك «إخفاقات في كتابة السيناريو». وكذلك مجلة رولنج ستون التي انتقدت بشدة نهاية الفيلم التي اعتبرتها «مخيبة للآمال». بينما قيمت صحيفة الغارديان البريطانية الفيلم بالعلامة الكاملة لخمسة من خمسة مع احتفاء كبير بأداء المخرجة كاثرين بيغلو.
ومن جانبها، ركزت صحيفة الواشنطن بوست على زاوية أخرى من الفيلم، وهي الحاجة إلى أن يكون شكل الحكومة الأمريكية مكوناً من الكفاءات، فمهما تدربت المجموعات الحكومية على مثل هذه الأحداث، إلا أنهم يحتاجون لنوع من الهدوء والاحترافية في التعامل مع الحدث.
ووصفت الصحيفة الفيلم بكونه «عملا من أعمال الاحتراف»، وهو «فيلم آسر وملحمي»، ويقدم دراما عن الأشخاص الذين يؤدون وظائفهم بكفاءة داخل الحكومة وربما تكون هذه اللحظات هي لحظاتهم الأخيرة في الحياة، مما يجعل اختيار الكفاءات هو الخيار الأمثل للتعيين في البلد.