اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الثاني ٢٠٢٢
حمد السلامة وفهاد الفحيمان -
استمراراً لمسلسل فرض الوصاية بدعوى «حراسة الأخلاق» والحفاظ على القيم المجتمعية، واصلت لجنة الظواهر السلبية البرلمانية توجيه سهامها إلى الحريات والتضييق على الأنشطة والفعاليات، مستهدفةً هذه المرة الماراثونات التي تعد نشاطاً رياضياً وصحياً وخيرياً.
وأسفرت الضغوط التي مارسها أعضاء اللجنة، أخيراً، عن قيود طوقت إقامة فعاليات الماراثونات، بل هددت بوقف تنظيمها، عبر تصريحات واتصالات مع مسؤولين وأسئلة نيابية، وغيرها، وتزامن ذلك مع تحرك تيارات أخرى متشددة لمنع الاختلاط في الماراثونات الرياضية والاعتراض على وجود فرق موسيقية مصاحبة لها.
وجاءت هذه الهجمة على الماراثونات بعد استهداف هؤلاء المتشددين لرياضة اليوغا ومسابقات البادل والحفلات الفنية والثقافية وغيرها.
حالة الجمود
ووصف مراقبون وناشطون التضييق على الحريات في الكويت بأنه «رجوع إلى الوراء»، وتكريس لحالة الجمود، في الوقت الذي تشهد فيه دول الخليج خطوات واسعة على طريق الانفتاح والترفيه، بل تنظيم فعاليات رياضية عالمية، بينما تغرق الكويت في ظلام «الظواهر السلبية».
وانتقد الناشطون ما يحدث من بعض النواب الذين نصبوا انفسهم حراساً للفضيلة وأوصياء على الأخلاق، بدل الاهتمام بالمشكلات الحقيقية والقضايا الجوهرية.
وأشار الناشطون إلى أن الماراثونات تحظى باهتمام كبير من دول العالم، وهي نشاط رياضي وصحي واجتماعي محبب للكبار والنساء، لافتين إلى أن بعض الماراثونات يشارك فيها آلاف الأشخاص من الجنسين ومن مختلف الأعمار، فما العيب في تنظيمها؟
وبينما كشف بعض منظمي الماراثاونات أنهم أُبلغوا بمنع الفرق الموسيقية المصاحبة لهذه الفعاليات، وهذا مطلب غريب، فالموسيقى تشجع على رياضة المشي والجري، وليس فيها أي خروج على القيم والأخلاق والآداب العامة.
وبعد أن أرسلت لجنة الظواهر السلبية تحذيرا ضمنيا عبر سؤال برلماني تقدم به أحد أعضائها إلى وزير الداخلية، عبر فيه عن رفضه زيادة ظاهرة تنظيم عدد من الجهات والمؤسسات لفعاليات رياضية، مثل الماراثونات، تتضمن ما لا يراعي عادات وقيم المجتمع الكويتي، وتكون مدعاة للاختلاط المنهي عنه شرعا بين المشاركين من الرجال والنساء، اضطرت بعض الجهات المنظمة للفعاليات الرياضية إلى الرضوخ للتعليمات التي تلقتها من «الداخلية» بدلاً من إلغاء الماراثون.
عالية الخالد: أستغرب طلب «الداخلية» إلغاء ماراثون البنك الوطني
طالبت النائبة عالية الخالد وزارة الداخلية بعدم الرضوخ للتيارات المتشددة.
وقالت الخالد: «ان صح الخبر، فإنني أستغرب وأستنكر طلب وزارة الداخلية الغاء ماراثون بنك الكويت الوطني بحجة الاختلاط ووجود موسيقى».
وأضافت: «ان الفعاليات والتجمعات الرياضية لها اهدافها الصحية والمجتمعية وتعمل على توطيد العلاقات بين افراد المجتمع، إضافة الى الأهداف الترويحية والتي تخفف من الضغوط النفسية التي يمر بها المواطن والمقيم».
وأردفت: «ممارسة الوصاية بحجة الدين هو عبارة عن استغلال سيئ له ولا يوجد له حجة دامغة، فالاخلاق نهج تربى عليه كل الكويتيين وهذا نهجهم ومسلكهم».
وشددت بالقول: «على وزارة الداخلية تطبيق القانون بالايجاب وعدم ممارسة التسلط خوفا من استجواب او تهديد، فان كنا اليوم نريد الاصلاح والتطور فهذا النهج لا يخدم الرؤية المأمولة التي اعلن عنها سمو امير البلاد وسمو ولي العهد بخطابهما».