«موعد مع معاليه» ومسرح الثمانينيات

بشار جاسم

بنجاح كبير تستمر عروض مسرحية «موعد مع معاليه» التي وصلت عروضها الى ثلاثة عروض في اليوم الواحد منذ بداية العرض الأول في عيد الفطر.

وهي من تأليف وإخراج المميز عبدالعزيز صفر وبطولة العديد من النجوم وهم خالد المظفر، خالد العجيرب، فوز الشطي، محمد الدوسري، ابراهيم الشيخلي، أحمد المظفر، مهدي دشتي، هيا الحوطي، زينب بهمن، سلمان كايد وحسين عوض، مخرج منفذ محمد محب، مساعد مخرج تركي مساعد مخرج 2 سفانة الشواف، ديكور محمد الربيعان إضاءة فهد الفلاح، مؤثرات عبدالعزيز القديري، مهندس الصوت راشد المطوع كلمات الأغاني محمد الشريدة ألحان خالد المظفر.

تعتبر المسرحية التجربة الثالثة التي تجمع الفنان خالد المظفر بالمخرج عبدالعزيز صفر بعد مسرحيتي «مطلوب» و«كومبارس»، وتحمل رسالة وحلم كل مواطن كويتي أوصلها فريق العمل بشكل جميل وخفة دم وتناغم بين الممثلين، حيث تقول قصتها إن زوجا وزوجته لهما أحلام وطموح، فالزوج خالد المظفر أحلامه بسيطة آخرها فنجان قهوة في حديقة بها نافورة، أما الزوجة فوز الشطي فأحلامها كبيرة مثل المال والرفاهية الى أن يأتي الحظ للزوج بعد القرعة، حيث يلتقي بمعاليه محمد الدوسري صاحب النفوذ والجاه والمال.

العمل جميل ببساطته وطرحه ورجعنا لمسرح الثمانينيات بسرد القصة وحبكتها وتوظيف كل ممثل في مكانه، حتى وان كان الدور صغيرا مثلما حصل مع الفنان خالد العجيرب الذي أضاف جرعة كبيرة من الكوميديا في مشاهده، حيث قدم ثلاثة أدوار، وهم اليد اليمنى لمعاليه والأمن والجرسون بكل خفة دم، حيث يشاركه المشاهد كل من سلمان كايد وحسين عوض.

خالد المظفر ابن مسرح طارق العلي استطاع أن ينافس بقية المسرحيات باسمه، حيث يقدم عرضين وأحيانا ثلاثة عروض في اليوم، وهذا يدل على صناعة اسمه، خصوصا بعد خروجه من مسرح طارق مرورا بدخوله في قروب البلام الى أن أصبح نجم شباك وصفا أول، وهذا ذكاء من خالد بالإضافة الى محبة الجمهور لفنه، حيث حفر اسمه وأصبح الجندي الذي يقف بالصفوف الأولى والذي لا يهاب عدوه.

فوز الشطي تطورت جدا وأصبحت لديها سرعة بديهة وكوميديا تعرف حدود الموازنة وقراءة تجاوب الجمهور، محمد الدوسري ممثل درامي له طابع خاص وجوده أو ترشيحه لدور معاليه يحسب له حيث قدم الدور بشكل جاد تماما بعيدا عن الكوميديا.

إبراهيم الشيخلي كعادته ممثل معجون بالكوميديا قدم دور الأب ودور احد الشخصيات الثرية ودور المجنون (برافو) أحمد المظفر طاقة شابة قدم ثلاثة أدوار بالمسرحية، وكل دور مختلف بالأداء.

أحمد مشروع فنان كوميدي كبير ويجب ان ينتقي أدواره، كذلك زينب بهمن لها طاقات كوميدية هائلة وخفة دم وخفة جسد وتعرف كيفية التعامل مع خشبة المسرح زينب، اضافة الى قلة من ممثلات الكوميديا.. مهدي دشتي طاقة شبابية جديدة له كاريزما وحضور لافت، حيث قدم دورين كل واحد بطريقته الخاصة، هيا الحوطي استطاعت أن تقنعنا بأدائها في الدورين دور الأم وزوجة معاليه المرأة الارستقراطية، خصوصا وقوفها لأول مرة على الخشبة.

المسرحية بشكل عام جميلة وهادفة وتحمل أغاني جميلة مثل أغنية «يلا» التي تجاوب معها الجمهور بشكل كبير، الديكور بسيط لكنه أوصل لنا الرسالة، ولا نلوم الربيعان كون مسرح كيفان صغيرا وقديما ومتهالكا نوعا ما، والجميل كذلك بالعرض انه ملتزم بالوقت، فأغلب العروض عرضت في وقت نوعا ما محدد ومحكم، خصوصا أن المسرحية لايف وليست بلاي باك.

وعن المسرحية، يقول المخرج صفر: اتفقت أنا وخالد على ان نقدم جرعات فنية بعد مسرحية مطلوب، وحتى اللي يقول انه مسرح أكاديمي مو جماهيري أنا بوجهة نظري المسرح هو المسرح، لكن في ناس استسهلت كلمة جماهيري وقاموا يكتبون أي كلام، وأيضا الحركة والاستعراض والاضاءة والديكور أي كلام حتى توظيف الموسيقى ومعنى حركة الجسد، وأنا حبيت أقدم عملا فنيا بكل شيء أداء وموسيقى وديكورا وحتى زوايا خشبة المسرح استغلها، وفي موعد مع معاليه حبيت أن الجمهور يركز على قصة المسرحية ونخلي الجمهور يفكر ويحلل ويربط بين الأحداث، خصوصا لما يسأل بعد العرض ويحلل وهذا الشيء اللي مفرحني ومفرح فريق العمل وخالد أحب فكري، خصوصا أننا نختلف أحيانا كثيرة، وعموما الشغل مع المظفر متعة وتأليف المسرحية أخذ مني أربعة شهور تقريبا وحاولنا بالبروفات ان ما يكون في كوميديا وركزنا عالقصة بشكل عام لكن الكوميديا أدخلناها بالبروفات الأخيرة.