اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
* كيف يقيّم أداء «غيتهاوس» في السوق البريطانية، وما أبرز الشراكات والاتفاقيات التي أبرمتموها حديثاً؟
- بنك غيتهاوس سجل نتائج مالية استثنائية لعام 2024، بربح صافِ بعد الضرائب بلغ 3.8 ملايين جنيه إسترليني، محققين نمواً بنسبة 20 بالمئة، مقارنة بالعام الماضي، وهذه هي السنة الخامسة على التوالي التي نحقق فيها أرباحاً متصاعدة.
ولم تقتصر إنجازاتنا على الجانب المالي فحسب، فقد حقّقنا رقماً قياسياً جديداً في رضا العملاء بمعدل 71+ على مؤشر صافي الترويج، وهو أعلى معدل في تاريخ البنك. يؤكد هذا الإنجاز التزامنا الراسخ بوضع تجربة العميل في صلب أولوياتنا وحرصنا الدائم على تلبية تطلعاته.
وفي إطار خططنا التوسعية، أبرمنا أخيراً شراكة استراتيجية مع إحدى شركات التقنية المالية الرائدة في بريطانيا لتطوير حساب رقمي متخصص، يهدف إلى تسهيل الاستثمار العقاري البريطاني للمقيمين خارج المملكة المتحدة. تأتي هذه الخطوة استجابة للطلب المتزايد على حلول استثمارية مرنة ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
كل هذه التطورات تعكس التزامنا بدعم نمو قطاع التمويل الإسلامي في بريطانيا، وحرصنا على توفير حلول مالية مبتكرة تلبّي احتياجات العملاء، سواء كانوا مقيمين في المملكة المتحدة أو خارجها.
* ما هي حصة البنك من إجمالي سوق التمويل الإسلامي في المملكة المتحدة؟
- في حين أننا لا نكشف عن أرقام محددة لحصتنا السوقية، إلا أنني أستطيع القول بثقة إن بنك غيتهاوس يؤدي دوراً ريادياً في تشكيل مستقبل التمويل الإسلامي بالمملكة المتحدة. نحن أحد البنوك القليلة التي تعمل بالكامل وفق أحكام الشريعة الإسلامية في سوق يشهد نمواً متسارعاً تماشياً مع الاتجاهات العالمية للتمويل الإسلامي، الذي يتوقع أن تتجاوز أصوله 4 تريليونات دولار بحلول عام 2030.
لكن تركيزنا لا ينصبّ على النمو الكميّ فحسب، بل أيضاً على تعزيز الوعي وإتاحة الخدمات، ففي العام الماضي، أصدرنا تقريراً استقصائياً حول التمويل الإسلامي والأخلاقي لاستطلاع آراء المستهلكين البريطانيين، وكانت النتائج مبشرة للغاية، حيث تبينّ أنّ 88 بالمئة من المستهلكين المسلمين أعربوا عن استعدادهم للتحول إلى الخدمات المالية الإسلامية إذا كانت المنتجات متاحة وتنافسية.
كما أظهر 77 بالمئة من الفئة العمرية بين 18 و24 عاماً نفس الاستعداد، مما يؤشر لاهتمام خاص بهذا النوع من الصيرفة من قبل الشباب.
وكذلك يُثبت وجود طلب متزايد على الحلول المالية الشاملة التي تحمل قيماً أخلاقية، ويشرّفنا في بنك غيتهاوس أن نكون في صدارة من يقود هذه المسيّرة، من خلال سعينا الدائم لربط الفرص بالاحتياجات في هذا السوق الواعد.
* ما هي المنتجات التي يقدّمها البنك، وما توقعاتكم لقطاع العقارات السكنية في المملكة المتحدة خلال الفترة المقبلة؟
- يحرص بنك غيتهاوس على تقديم مجموعة من المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والأخلاقية، تتضمن خطط شراء المنازل وخطط الشراء للإيجار، المتاحة لكل من المقيمين في المملكة المتحدة والمغتربين البريطانيين والمقيمين خارج المملكة المتحدة.
كما نقدم ضمن هذه الخيارات منتجات تمويل المنازل الخضراء المصممة لدعم شراء العقارات الموفّرة للطاقة، تماشياً مع التوجه العالمي نحو الاستدامة.
أما بالنسبة لقطاع العقارات السكنية في المملكة المتحدة، فإنه يُظهر مرونة ملحوظة على الرغم من التغييرات التنظيمية الأخيرة المتعلقة بعتبات ضريبة الطوابع. وتشير التوقعات إلى ارتفاع أسعار المنازل بنسبة 3.5 بالمئة في 2025، ويعود هذا التوجه الإيجابي لعوامل مثل انخفاض أسعار الفائدة على القروض والطلب المستمر على السكن.
* هل تزيد قيود تملك العقارات والضرائب المفروضة في بعض الدول الأوروبية من جاذبية السوق البريطانية؟
- لا شك في أن الإجراءات الأخيرة مثل الضريبة العقارية بنسبة 100 بالمئة التي تدرسها إسبانيا على المشترين من خارج الاتحاد الأوروبي قد عززت من جاذبية السوق البريطاني للمستثمرين الدوليين، فالمملكة المتحدة تتمتع بإطار قانوني شفاف، وإمكانية تحقيق عوائد إيجارية مجزية من العقارات الاستثمارية، إضافة إلى سياسات تسمح للمستثمرين الأجانب بالاستفادة من خصومات ضريبية على نفقات تشمل تكاليف إدارة العقارات والصيانة والتأمين، مما يجعلها وجهة مفضلة للباحثين عن قيمة استثمارية طويلة الأجل.
* ما متوسط العائد على الاستثمار في القطاع العقاري بالمملكة المتحدة؟
- تختلف العوائد في السوق العقاري البريطاني باختلاف الموقع ونوع العقار، ولكن مع توقع نمو الإيجارات بأكثر من 17 بالمئة خلال السنوات الخمس المقبلة، فإن الفرص واعدة لتحقيق عوائد قوية حالياً ومستقبلاً. ففي لندن وجنوب شرق إنكلترا، تكون العوائد أقل نسبياً، لكنها أكثر استقراراً، بينما في شمال البلاد، خاصة في مدن مثل ليفربول ومانشستر، نشهد عوائد أعلى، سواء من حيث العائد الإيجاري أو نمو رأس المال.
تتصدر منطقة الشمال الشرقي البريطاني قائمة أعلى العوائد الإيجارية حالياً، حيث تبرز مدن شمال إنكلترا مثل سندرلاند وليدز ونيوكاسل كوجهات استثمارية بالغة الجاذبية، وذلك نتيجة لعوامل متضافرة تشمل ارتفاع الطلب الإيجاري، وانتشار مشاريع التطوير العمراني الحديثة.
وعلى نطاق أوسع، تواصل المملكة المتحدة ترسيخ مكانتها كبيئة استثمارية فريدة تقدم عوائد مجزية في المدن الرئيسية، وهي عناصر متكاملة تجعلها تحتلّ موقعاً متقدماً في أولويات المستثمرين الدوليين، خاصة في ظل البحث عن ملاذات استثمارية آمنة وسط تقلّبات الأسواق العالمية.