اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٢
محمد جمعة-
تعتبر سرقات البنوك المسلحة من أروع قصص الجريمة في السينما والتلفزيون على وجه التحديد، حيث تجذب قطاعا كبيرا من الجمهور الذي يبحث عن التشويق والإثارة مع دموية أقل، حيث قليلا ما يتعرض الضحايا او الرهائن في مثل هذه النوعية من الأعمال إلى الضرر خصوصا اذا كان الفيلم ينطوي على العديد من المكائد.
وهناك أفلام عدة استعرضت قصصا واقعية لجرائم السطو المسلح على البنوك باسلوب درامي مشوق، من بينها قصة «اللص الطائر» في كندا، الذي استطاع ان يسطو على 50 مصرفا على مدار 3 سنوات، حيث ارتكب السرقات في جميع المقاطعات الكندية باستثناء اثنتين فقط، ويبدو أن المخرج ألان أونغار وضع أولوية بأن يقرأ قصة جيلبرت جالفان جونيور او «اللص الطائر» قبل ان يشرع في ترجمة تلك القصة الجذابة بصريا بفيلم Bandit الذي كشف خبايا القصة ذات الرسائل الغامضة التي صدمت الدولة الواقعة في أميركا الشمالية.
سجن أميركي
ويتتبع Bandit قصة جيلبرت جالفان جونيور (جوش دوهاميل)، مجرم محترف يهرب من سجن أميركي في ميشيغان ليجد نفسه مستقرًا عبر الحدود في كندا، حيث ينتحل هوية روبرت وايتمان. وبعد أن وقع في حب أندريا (إليشا كوثبرت) التي التقاها صدفة في احدى الكنائس، لجأ إلى سرقة البنوك واكتشف أنه يجيدها بالفعل. ويبدأ جيلبرت (المعروف أيضًا باسم روبرت) الطيران في جميع أنحاء البلاد للسرقة بين عدة مدن في يوم واحد، وفي النهاية لفت انتباه وسائل الإعلام الوطنية التي أطلقت عليه لقب «اللص الطائر». حتى مع محاولة الشرطة الوقوف في طريقه، ولا سيما المحقق المثابر سناديس (نيستور كاربونيل)، الذي لا يريد أكثر من إسقاطه، فإن شهوة روبرت للمال تجعله يتجه نحو تحقيق هدفه بدقة متناهية ويتجاوز أي عائق قد يقف في طريقه.
الترفيه والخيال
واستنادًا إلى الرواية التي كتبها روبرت ناكل والمُقتبسة من سيناريو كريج وينمان، يقدم Bandit الترفيه مع محاكاة الواقع على الرغم من بعض خيارات الإخراج التي تمنع المشاهدين من استخدام خيالهم. حيث اهتم المخرج أونغار بجيلبرت جالفان جونيور الحقيقي أكثر مما قد يستحق، وغالبًا ما يدمج المخرج ملاحظات «حدث هذا بالفعل» عبر التسلسلات الزمنية للحدث الدرامي والتي تبدو جامحة للغاية، لكن تضمينها غالبًا ما يزعج روح الدعابة وذكاء النص. قد تكون هذه الإضافات قد نجحت إذا تم القيام بذلك بمزيد من الدقة، ولكن لسوء الحظ، فإنها تدعو إلى التشكيك في صدق الجزء الأكبر من سرد القصة.
إثارة طبيعية
تتضمن قصة الفيلم إثارة طبيعية وترفيها ومع ذلك، هناك نهج تعاطفي يؤطر من خلاله القصة، مما دفع المشاهدين إلى الاعتقاد بأن هناك إحساسًا بالإعجاب بسيرة اللص المخضرم، وربما يرجع ذلك إلى قدرة جوش دوهاميل الخارقة على لعب شخصية جيلبرت جالفان بأسلوب ساحر، ومع ذلك لا توجد أبدًا لمحة موضوعية عن حياة جالفان، دائما ما تتسلل هذه المشاعر الجانبية عند كل منعطف من القصة.
ربما يرجع جزء من ذلك التعاطف إلى قصة الحب الرئيسية بين جالفان جونيور وأندريا كوثبرت، حيث يفكر وايتمان في تنفيذ أول سرقة له بعد أن أدرك أنه لا يستطيع توفير متطلباتها، اعتقد جالفان أن سبب قيامه بكل هذا هو أنه أراد هذه العائلة. أراد أن يبني معها أسرة، لقد أحب أندريا حقًا، ولذا، بدافع اليأس، قرر أن السطو على البنوك هو أفضل خيار له ليكون قادرًا على إعالة أسرته.
قد تبدو تلك قصة سهلة البيع للجمهور، لأن البعض يميل إلى تصديق فكرة أن الناس يفعلون أشياء سيئة لأسباب وجيهة. ومع ذلك فإن هذا السبب لا يعكس عقلية لص البنك الحقيقي ورغبته في سرقة البنوك من أجل المال فقط. من ناحية أخرى، فإن الكيمياء بين جوش وإليشا استثنائية، لذا فإن مشاهدة فيلم الإثارة والجريمة تتطور إلى قصة حب مع هذين الشخصين ما يجعل تجربة المشاهدة ممتعة.
فريق العمل
بعد هروبه من سجن ميشيغان، ينتحل مجرم محترف هوية جديدة في كندا، وينفذ العديد من عمليات السرقة في المصارف ومتاجر المجوهرات، مما يضعه في مطاردة مستمرة مع الشرطة. والفيلم من ﺇﺧﺮاﺝ: ألان أونغار ومن ﺗﺄﻟﻴﻒ: روبرت ناكلو كريج ونمان، ومن بطولة ميل جيبسون وإليشا كوثبرت وأوليفيا دابو وجوش دوهاميل ونيستور كاربونيل وراشيل ماركاريان.
الجوانب الحقيقية
يمكن للجمهور أن يرى جوانب من شخصية جالفان الحقيقية، حتى وان ظهر في البداية تحت الاسم المستعار لشخصية روبرت وايتمان، تظهر تلك الجوانب حتى قبل أن يتورط في السرقة. إنه ساحر - أو أكثر من ذلك، مثير لاهتمام الناس. كما إنه قادر على الحفاظ على موقف إيجابي وبهجة الحياة في نفسه حتى عند العمل في وظيفة بيع الحلوى على عربة، والاضطرار إلى النوم في الكنيسة ليلاً.
