الشركات الأميركية تخطط لرفع أسعار منتجاتها

عزيزة كاسوموف وأندرو إدجكليف جونسون – فايننشال تايمز

ترجمة: إيمان عطية

تم تحذير المستهلكين بتوقع ارتفاع أسعار السلع التي تتراوح بين ورق التواليت إلى الغسالات والمطاعم، في عدد من الإعلانات الأخيرة التي تؤكد على الضغوط التضخمية على الاقتصاد العالمي. وقد برز ارتفاع الأسعار كموضوع مهيمن في موسم الأرباح الفصلية الذي بدأ في الولايات المتحدة هذا الشهر.

وكان المسؤولون التنفيذيون في شركات شيبوتل وصانعة الأجهزة المنزلية وايربول، بالإضافة إلى عملاقي العلامات التجارية المنزلية بروكتر آند غامبل وكيمبرلي كلار، أبلغوا المحللين في أحاديثهم المتعلقة بالأرباح الأسبوع الماضي إنهم يستعدون لرفع الأسعار لتعويض ارتفاع تكاليف المدخلات، لا سيما للسلع الأساسية.

وقال أندريه شولتن، كبير المسؤولين الماليين في شركة بروكتر آند غامبل، إن الزيادة في تكاليف السلع التي تعاني منها الشركة هي واحدة من أكبر الزيادات التي شهدها في حياته المهنية، وتوقع أن يزداد هذا الضغط على الشركة.

وأضاف أن فروع الشركة في الولايات المتحدة لرعاية الأطفال والرعاية النسائية أعلنت بالفعل عن زيادات في الأسعار من رقم واحد بمعدل متوسط إلى مرتفع، وستدخل حيز التنفيذ في سبتمبر.

الإنفاق الاستهلاكيوتعكس ثقة المديرين التنفيذيين بأنهم سيكونون قادرين على تمرير ارتفاع الأسعار جزئياً قوة التعافي من جائحة فيروس كورونا والإنفاق الاستهلاكي القوي.

وتوقع جون هارتونغ، كبير المسؤولين الماليين في تشيبوتل، الذي أشار إلى ارتفاع تكاليف العمالة باعتباره خطراً محتملاً على هوامش الربح «سيضطر كل شخص في صناعة المطاعم أن يمرر هذه التكاليف إلى الزبون».

وقالت شركة وايرلبول إنها تخطط لرفع الأسعار بنسبة تتراوح بين 5 في المئة و12 في المئة لتعويض ما تتوقع أن يصل إلى مليار دولار هذا العام نتيجة ارتفاع تكاليف المدخلات، وقامت بينتاير، الشركة المصنعة لأجهزة تنقية المياه والمعدات، برفع الأسعار بالفعل لمختلف منتجاتها.

وكانت شركة سناب أونن المصنعة للمعدات أخطرت الزبائن برفع الأسعار في وقت سابق من هذا الشهر، حيث تعمل على حماية الأرباح نيابة عن المساهمين.

ارتفاع التضخموتشير الأسواق المالية إلى ارتفاع التضخم منذ بداية العام. ففي مارس، قفز مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 0.6 في المئة مقارنة بشهر فبراير، وهو أسرع معدل في عقد من الزمن تقريباً.

وبالنسبة إلى ما يقرب من 25 في المئة من الشركات المدرجة في مؤشر ستاندارد آند بورز 500 التي أعلنت نتائجها المالية للربع الأول حتى الآن، أصبح الارتفاع في أسعار السلع أحد أكثر المعوقات التي يتم الاستشهاد بها لما كان سيشكل موسم أرباح ممتازة. وتتجه عائدات الأسهم إلى الارتفاع بنسبة 33.8 في المئة مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، وهي أعلى زيادة سنوية منذ عقد من الزمن، وفقاً لبيانات فاكت سيت.

وفي الأسبوع الماضي، بلغ سعر الخشب أعلى مستوى له على الإطلاق، بعد أن ارتفع بما يقرب من 60 في المئة منذ بداية العام. وارتفع خام النحاس والألمنيوم وخام برنت بشكل حاد منذ يناير بنحو 20 في المئة أو أكثر لكل منها.

تكاليف المواد الخامفي دراسة استقصائية أجريت الشهر الماضي، وجدت الرابطة الوطنية للمصنعين أن 76 في المئة من أعضائها رأوا أن زيادة تكاليف المواد الخام تمثل التحدي الأكبر لهم في عام 2021.

وكان دارا موهسنيان، محلل السلع الاستهلاكية في «مورغان ستانلي»، وصف الأسبوع الماضي بيئة أسعار السلع الأساسية بأنها أسوأ ما شهده على مدى 25 عاما من تغطيته للقطاع، ما يترجم إلى ضغوط خاصة لجهة التكاليف على شركات المنتجات المنزلية حيث يتوقع مراجعات أرباح سلبية كبيرة للعام بأكمله.

وقال داريوس أدامزيك، الرئيس التنفيذي لمجموعة هانيويل الصناعية «التضخم آخذ في الترسخ، ليس هناك شك في ذلك. كنا نعرف ذلك. نحن نراه الآن، إنه حقيقي».