الكويت تفقد عبد المطلب الكاظمي

فقدت الكويت، عبد المطلب الكاظمي، السياسي والاقتصادي البارع، ووزير النفط بالبلاد (في الفترة من 1975 إلى 1978).

الكاظمي مواليد 14 أكتوبر 1936، درس في سن السادسة في مدرسة المباركية، ثم سافر إلى مصر، تحديدا كلية التجارة، ليتخصص في المحاسبة والإدارة العامة، ومكث فيها أربع سنوات ليتخرج فيها عام 1961 ويعود للكويت، مدشنا حياته العملية، ليتم ترشيحه للعمل في وزارة الأشغال العامة، كما تم تعيينه رئيسا لقسم الميزانية العامة في وزارة المالية، وتدرج في المناصب، فأصبح مراقبا للميزانية ثم مديرا، وكانت مهام عمله في وزارة المالية تمثيل الكويت في المؤتمرات الدولية.

سافر الكاظمي إلى الخارج في بعثة لاستكمال دراسته في جامعة بولدر في ولاية كلورادو الأميركية، وتخصص في الإدارة العامة، ونال درجة الماجستير. وحين عودته إلى البلاد انشغل بالانتخابات النيابية، إذ دخل معترك السياسة بشكل رسمي، حين نال عضوية مجلس الأمة بعد نجاحه في انتخابات مجلس 1971 عن الدائرة السابعة، ثم فاز بعضوية المجلس للدورة التالية بعد أن نجح عن نفس الدائرة في انتخابات مجلس 1975.

وفي عام 1975 تم تعيينه وزيرا، ليكون أول وزير للنفط في الكويت، وبعد أن ترك وزارة النفط في عام 1978 عُرض عليه أن يتولى وزارة التخطيط، إلا أنه رفض، وحينما سئل عن سبب رفضه قال إنه يُفترض أن يكمل في وزارته، وخرج من الحكومة ليعمل في العقارات والاستثمارات والأسهم.

ولم يقف الكاظمي، وهو في لندن، خلال فترة الغزو، مكتوف اليدين، بل شارك الكويتيين في فتح ديوانية للاجتماع فيها ليلا للتباحث عن الطريقة الأسلم لتحرير الكويت، ووصل صوتهم إلى مؤتمر الطائف الذي كان يدعو إلى عودة الشرعية إلى الكويت.

عاصر الكاظمي أحداثا مهمة في حياته، منها أحداث كان في عينها، أبرزها اغتيال الملك فيصل، كما شهد خلال اجتماع حضره الكاظمي لوزراء دول أوبك في مقر المنظمة في فيينا، عملية انتهت باحتجازه مع مجموعة من الوزراء الذين اختُطفوا من قبل الإرهابي العالمي كارلوس. شغل الكاظمي مناصب عديدة أخرى في مسيرته، منها عضويته في لجنة نزع الملكية للمنفعة العامة، ومدير الميزانية العامة في وزارة المالية والنفط، وعضو مؤسس لشركة النقل البري الكويتية، وعضو مؤسس لشركة الكويت والخليج لصناعة السجاد، ورئيس مجلس إدارة الشركة العربية للتأمين وإعادة التأمين.

والقبس، التي آلمها المصاب، تتقدم من أسرة الفقيد الكاظمي بأحر التعازي، متضرعة إلى الله أن يلهمها الصبر والسلوان، وأن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة.