"التصويت الإلكتروني".. ما أهم المزايا التي يقدمها وما المخاوف التي يثيرها؟

محمد أبو رزق - الخليج أونلاين

ما الدول الخليجية التي طبَّقت الانتخابات الإلكترونية؟

عُمان والإمارات والسعودية والكويت.

ما أهم إيجابيات التصويت الإلكتروني؟

يوفر الوقت والجهد، وسهولة الفرز.

مع التطورات التي يشهدها العالم والخليج العربي، وظهور الأوبئة التي تمنع المواطنين من التحرك، أخذت عدة دول تتجه إلى التصويت الإلكتروني في الانتخابات البرلمانية والجمعيات والمؤسسات؛ وذلك لتسهيل العملية الانتخابية على الناخبين.

ويوفر التصويت الإلكتروني الوقت والجهد على الناخب، ولجان الانتخابات التي تعمل على فرز وعدِّ الأصوات.

ورغم السهولة التي يوفرها التصويت الإلكتروني، فإن هناك مخاوف من إمكانية حدوث تزوير في الانتخابات، خاصةً أن الأجهزة الإلكترونية معرضة لاختراق، إضافة إلى أن من يتحكم في الأنظمة الخاصة بالبرنامج الانتخابي قد يتلاعب النتائج.

وطبقت بعض دول مجلس التعاون الخليجي التصويت الإلكتروني في الانتخابات النيابية وقطاعات مختلفة، حيث جرت بطريقة ديمقراطية ونزيهة.

انتخابات عُمانية

وفي أكتوبر 2019 جرت انتخابات مجلس الشورى عبر نظام إلكتروني، مكَّن الناخبين من الإدلاء بأصواتهم عبر أجهزة إلكترونية في جميع مراكز الاقتراع.

ويهدف النظام الإلكتروني في الانتخابات العُمانية حينها، إلى الحفاظ على حقوق المرشح والناخب، وتسهيل نقل المعلومات والبيانات إلكترونياً، بدلاً من النقل اليدوي المتبع في الفترات السابقة.

وتمت عملية التصويت الإلكتروني في عُمان، من خلال إدخال البطاقة المدنية، والبصمة، وشاشه تُظهر المرشحين، مع حرية الاقتراع بتعدد خيارات المرشحين، وأيقونة تأكيد العملية.

انتخابات إماراتية

استخدمت دولة الإمارات نظام التصويت الإلكتروني في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي عام 2018، وفي مشاركة الجمهور في تقييم الخدمات الحكومية وتطويرها.

وخلال إجراء تلك الانتخابات، تم تزويد المراكز بجهاز التصويت الإلكتروني الذي فعَّلته حكومة الإمارات لتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم.

وحسب السلطات الإماراتية، هدفت المبادرة إلى تمكين الشباب من التعرف على الآليات والطرق المتبعة في العملية الانتخابية، واختيار الناخبين، إضافة إلى تقديمها نظرة شاملة حول أهمية أنظمة التصويت الإلكتروني، وأثرها الإيجابي، وسهولة استخدامها، وما تتمتع به من دقة وشفافية وسرعة لإعلان النتائج.

واعتمدت دولة الإمارات في انتخابات المجلس الوطني على نظام تصويت إلكتروني متقدم، يحتوي على بطاقات ذكية مستندة إلى البيانات البيولوجية للتحقق من هوية الناخبين.

وتمت عملية التصويت الإلكتروني باستخدام أجهزة حاسوب مزودة بشاشات تعمل باللمس لاختيار المرشحين بدلاً من استخدام بطاقات الاقتراع الورقية التقليدية.

ويعتمد النظام الإماراتي على تكنولوجيا تشفير إلكتروني خاصة في عملية فرز واحتساب الأصوات، بشكل يضمن سلامة الإجراءات ويوفر حماية للناخبين من عمليات سرقة الهوية، وتجنب التزوير.

ويهدف نظام التصويت الإلكتروني الإماراتي إلى ضمان أعلى معايير الدقة والسرعة والشفافية والموثوقية والحماية في الانتخابات.

تجارب مهمة

في الكويت كانت هناك تجربة مهمة بانتخابات غرفة تجارة وصناعة الكويت، والتي تم الاقتراع فيها إلكترونياً، ومن ثم يمكن مراجعة تجربتها ومعرفة كيف يمكن تطوير الفكرة إلى انتخابات مجلس الأمة، وبعدها كل عملية انتخابية في البلاد.

أيضاً شهدت السعودية تصويتاً إلكترونياً في انتخابات الغرف التجارية، التي أجريت في ديسمبر 20219، بقرار رسمي من وزارة التجارة والاستثمار.

وحينها، أكدت وزارة التجارة والاستثمار، أن تطبيق التصويت الإلكتروني لانتخابات الغرف التجارية والصناعية يهدف إلى تسهيل الإجراءات للناخبين والناخبات وتطوير طريقة التصويت من يدوي إلى إلكتروني عن بُعد دون الحاجة للحضور إلى مقر الانتخاب.

ووفرت وزارة التجارة والاستثمار خدمة التصويت، على الموقع الإلكتروني للوزارة عبر رابط موحد لجميع الغرف، حيث يمكّن كل ناخب وناخبة من التصويت بانتخابات الغرفة التجارية والصناعية الخاصة بمنطقتهم إلكترونياً دون عناء أو انتظار.

البحرين تتوجه لتطبيق التصويت الإلكتروني في الانتخابات النيابية والبلدية في نوفمبر المقبل، بحسب ما ذكرته صحيفة 'الأيام' المحلية.

قطر أيضاً اعتمدت التصويت الإلكتروني، لانتخاب مجالس الكليات والمجلس التمثيلي الطلابي بجامعة قطر عام 2020.

المزايا والعيوب

وحول التصويت الإلكتروني، يؤكد الخبير في شؤون الانتخابات جميل الخالدي، أن 'التصويت عبر الإنترنت له مزايا عدة وعيوب أيضاً'.

وحول أبرز مزايا التصويت الإلكتروني، يوضح الخالدي في حديثه لـ'الخليج أونلاين'، أنه 'يوفر كثيراً من الوقت والجهد والمال على لجان الانتخابات، وعدم الحاجة للآلاف من موظفي الاقتراع والأمن، وأماكن الاقتراع'.

ويوفر التصويت الإلكتروني للانتخابات، حسب الخالدي، على الدولة يوم إجازة للموظفين، وعدم حاجة المقترعين للذهاب إلى مراكز الاقتراع، خاصةً الذين يقطنون في أماكن بعيدة.

كما يسهم التصويت الإلكتروني- وفق الخالدي- 'في زيادة عدد الناخبين خلال يوم الانتخابات، ولكن بشرط وجود ثقة لدى الناخبين بالنظام الإلكتروني للتصويت'.

وحول عيوب التصويت الإلكتروني، يبين أن 'أبرزها يتمثل في عدم معرفة الجهة التي قامت بتصميم النظام الإلكتروني للتصويت، وإمكانية التلاعب بنتائج الاقتراع'.

كما يسهل الطعن القانوني، وفق الخبير بشؤون الانتخابات، بنتائج التصويت الإلكتروني من قبل المرشحين، وهو ما حدث خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة، حيث شكك الرئيس السابق دونالد ترامب، في نتائج التصويت الإلكتروني لعدد من الولايات.