الابتكار المؤسسي يفتح أسواقاً جديدة

سمي القرن الواحد والعشرون بالقرن التكنولوجي لدخول التكنولوجيا والتقنيات الجديدة في كل المجالات الاقتصادية والطبية والهندسية والتعليمية والزراعية والصناعية وغيرها، إذ أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من كل المجالات.

وأجمعت الأسرة الدولية على أهمية مخرجات الابتكار على جميع المستويات «الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي»، والذي من خلاله أصبح سباق العالم إلى إنقاذ البشرية من الكارثة الصحية كوفيدــ19 والتوصل إلى اللقاح الناجح لهذا الفيروس عبر تطبيقات الابتكار أو الابتكار المؤسسي.

الابتكار والتكنولوجيا وجهان لعملة واحدة، ففي وقت يستخدم الابتكار المؤسسي (وهو نوع من أنواع الابتكار) التقنية المعرفة المفيدة من داخل المؤسسة المعنية وخارجها بدلاً من العمل داخل المؤسسة، وذلك من أجل تفعيل إمكانات الابتكار في الشركات المختلفة، والتوسع في الإنتاج والتسويق وتحقيق الأرباح وشراكات بين الكيانات المختلفة لتوسيع فرص السوق وزيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي.

وهناك طريقتان للابتكار المؤسسي: الأولى تتعلق بالأفكار التي تأتي من خارج المؤسسة، والثانية تتعلق بدفع الابتكار الناشئ داخل المؤسسة إلى خارجها.

فوائد اقتصادية

فوائد الابتكار المؤسسي على الاقتصادين المحلي والعالمي:

1 - يشجع المستثمرين المحليين والعالميين على الاستثمار المحلي، مما يساعد على توافر تمويل ومنتجات متنوعة ورفع النمو الاقتصادي وزيادة الإنتاج والمنتجات وزيادة الاستثمارات.

2 - توفير فرص عمل جديدة واستحداث قطاعات تكنولوجية جديدة، وكذلك فتح أسواق جديدة، فتوافر الابتكارات يحتم توافر عاملين داخل المنظمات الابتكارية، يقومون على إنتاج الابتكارات من مراحلها الأولية حتى تصبح ابتكارات قائمة بذاتها مما يعني توفير فرص عمل جديدة وأسواق جديدة تتوافر فيها المنتجات النهائية.

3 - تدعيم القدرة التنافسية العالمية بين الدول حيث في عالم الابتكارات نجد تنافساً قوياً بين المنظمات وبين الدول عبر المؤشرات والتصنيفات التنافسية، فالابتكار المؤسسي عمل على تشجيع الدول والمنظمات في ما بينها للبدء في طرح خدمات ومنتجات ابتكارية جديدة تنافس محلياً وإقليمياً ودولياً.

4 - تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي من خلال مخرجات الابتكار، يحيث يزدهر اقتصاد الدول في المجالات الاقتصادية المختلفة، مما يساعد الدول على تحقيق نمو مستدام وشامل.

أفضل التطبيقات

أثبتت النتائج العالمية أن أفضل التطبيقات العملية للابتكار المؤسسي تؤدي إلى:

1 - دعم الابتكار المؤسسي من الخارج إلى الداخل، حيث يتم الاعتماد على الشق الخارجي من الابتكار المؤسسي في عدد من المراحل، أي تولية أكبر قدر من الاهتمام للبحث الأكاديمي والممارسات التجارية الناجحة.

2 - التركيز على الابتكار المؤسسي من الداخل إلى الخارج، إذ يوفر الابتكار من الداخل إلى الخارج الحصول على قيمة أعلى من التقنيات والمعارف غير المستخدمة أو غير المستغلة بالكامل من خلال الخروج من نطاق المؤسسة الواحدة ودعم المشاريع المشتركة أو المساهمات في المشاريع الخارجية.

3 - الابتكار المؤسسي يؤدي إلى تقليل نفقات المزيد من الخدمات.

5 عوامل للنجاح

1 - خلق بيئة ملائمة للابتكار.

2 - اتباع القاعدة الابتكارية.

3 - الاهتمام بالأفراد المبتكرين.

4 - تشجيع الأفكار الابتكارية.

5 - إدارة الأفكار والمساهمة في تشجيع إنتاجها.

4 إستراتيجيات

1 - جعل الابتكار يحقق تقدماً من خلال تحوله إلى إستراتيجية ثقافية.

2 - تعيين الأفراد الأكثر ابتكاراً وتمايزا، وتشجعهم على إبراز مواهبهم الابتكارية.

3 - خلق أسواق الفكرة داخل المنظمة.

4 - تطبيق المعايير والمؤشرات المحلية والعالمية للابتكار مما يؤدي إلى تقدمها السريع.

د.هنادي مبارك المباركي

مستشارة في التنويع الاقتصادي