«قمر أحمر» و«في سوق المنامة» ترويان حكايات الإنسان والذاكرة بمهرجان المونودراما

تتواصل عروض مهرجان الكويت الدولي للمونودراما، حيث شهد تقديم مجموعة من الأعمال المسرحية الفردية على مسرح متحف الكويت الوطني، والتي تمثل مدارس فنية مختلفة من دولٍ عربية وأجنبية، وسط إقبال جماهيري وتفاعل نقدي واسع من المهتمين بالمسرح. وتناقش الأعمال قضايا تهم الإنسان في أي بقعة بالعالم.

ففي مسرحية «قمر أحمر» من العراق، يتحسَّس العرض معنى الحلم والمسافة الفاصلة بين الحياة واللا حياة، عندما يتحوَّل الرصيف إلى شاهد عيان على العديد من القصص والمآسي القاسية، في لعبة الإرهاب الأعمى الذي يسعى جاهداً لإنهاء كل جميل والقضاء على الأمل.

فالعمل يرصد تلك اللحظة الفاصلة قبل التفجير وبعده، وما بين الحكايات وسطور القصة تدور رحى حكايا أخرى ليست بعيدة عن الأصل، فالجميع أضحوا داخل اللعبة كالدمي، تُحوِّلهم التفجيرات إلى أشلاء الحكاية ذاتها، وكلٌ يروى معاناته (الابنة، والأم الثكلى، والأم المتوفاة، والمثقف الفقير)، في تعريةٍ للواقع والموت، وكشف فاضح لوهم الحياة وسط اللا حياة.

العمل إخراج علي السعيدي، وتمثيل كاترين هاشم، وإنتاج نقابة الفنانين العراقيين، وبالتعاون مع دائرة السينما والمسرح.

أما مسرحية «في سوق المنامة»، فقد تفاعل العرض مع التراث، بصفته عنصراً مهماً يجب أن يبقى شاهداً على الماضي، وما قام به الآباء والأجداد من جهودٍ في سبيل تطوير الوطن.

واختار العرض «سوق المنامة» كرمزٍ للتراث في البحرية، مع الإسقاط على بعض الظواهر التي يجب أن يتخلَّص منها أي مجتمع، مثل «التطبيل»، أي النفاق والمظاهر الكذابة، والضعف.

وملخص العمل يتحدث عن خياطٍ شعبي في سوق المنامة- ينام في كنانة، وينهض من نومه مفزوعاً، ويتشاجر مع أم وابنتها، ولم يعرف مَنْ هي الأم ومَنْ هي البنت، ومن هنا تبدأ المشاكل التي حصلت والتهديد ونهاية الشجار، فوجد نفسه وحيداً بالسوق، ولا أحد يقترب منه، وكل زبائنه تركوه وحيداً.

المسرحية تأليف وإخراج جمال الصفر، وتمثيل عبدالله سويد.