اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٨ كانون الأول ٢٠٢٥
صدر أخيراً الجزء الثاني من السلسلة المعرفية «واحة الكتب» للكاتب المصري أحمد السعداوي، يواصل فيه مشروعه الثقافي الطموح نحو إعادة اكتشاف الفكر الإنساني في أعمق تجلياته. لا يقدّم السعداوي كتاباً عادياً، بل رحلة فكرية شاسعة تتجاوز حدود الزمان والمكان، تُعيد للقارئ العربي متعة القراءة بوصفها مغامرة مثيرة يراهن عليها الكاتب، حيث تتقاطع الفلسفة بالعلم، والتاريخ بالأدب، في نسيج معرفي يأسر العقل والوجدان معاً.في هذا الإصدار الجديد، يعيد السعداوي الذي يعيش في دولة الإمارات منذ سنوات، جمع أبرز المقالات التي نشرها على مدى سنوات في جريدة الاتحاد الإماراتية، مستعرضاً من خلالها مختارات من الكتب العالمية التي أصدرها مشروع «كلمة» التابع لهيئة الثقافة والسياحة في أبوظبي، ليُتيح للقارئ نافذة ثرية على الفكر العالمي بلغة عربية رشيقة وأسلوب يوازن بين العمق والوضوح. وقد صدر الكتاب عن دار صفصافة للنشر، ليشكل جسراً جديداً بين الثقافة العربية والإنسانية في أوسع معانيها، حيث تتحول القراءة إلى مساحة للتأمل والتساؤل، وإلى دعوة حقيقية للتفكير النقدي في واقعنا المعاصر.انتحار الغرب وتتجلى في «واحة الكتب» قدرة السعداوي على تبسيط الأفكار الكبرى وإضفاء الحيوية على النصوص الفلسفية والعلمية، فيجعلها قريبة من القارئ دون أن يفقدها عمقها. وبين دفّتي الكتاب، يقدّم المؤلف نماذج لأعمال أثارت نقاشات فكرية واسعة، مثل كتاب «انتحار الغرب» لريتشارد كوك وكريس سميث، الذي يتناول أزمة القيم الغربية الحديثة من خلال ستة أعمدة رئيسية هي: المسيحية، والتفاؤل، والعلم، والنمو الاقتصادي، والليبرالية، والفردية. ويستعرض كيف أدى تآكل هذه الركائز إلى اهتزاز المشروع الحضاري الغربي من الداخل، قبل أن يخلص المؤلفان إلى أن الأمل لا يزال قائماً في إعادة بناء تلك القيم بما يضمن للغرب استعادة روحه الإنسانية.الخوف من البرابرة
صدر أخيراً الجزء الثاني من السلسلة المعرفية «واحة الكتب» للكاتب المصري أحمد السعداوي، يواصل فيه مشروعه الثقافي الطموح نحو إعادة اكتشاف الفكر الإنساني في أعمق تجلياته. لا يقدّم السعداوي كتاباً عادياً، بل رحلة فكرية شاسعة تتجاوز حدود الزمان والمكان، تُعيد للقارئ العربي متعة القراءة بوصفها مغامرة مثيرة يراهن عليها الكاتب، حيث تتقاطع الفلسفة بالعلم، والتاريخ بالأدب، في نسيج معرفي يأسر العقل والوجدان معاً.
في هذا الإصدار الجديد، يعيد السعداوي الذي يعيش في دولة الإمارات منذ سنوات، جمع أبرز المقالات التي نشرها على مدى سنوات في جريدة الاتحاد الإماراتية، مستعرضاً من خلالها مختارات من الكتب العالمية التي أصدرها مشروع «كلمة» التابع لهيئة الثقافة والسياحة في أبوظبي، ليُتيح للقارئ نافذة ثرية على الفكر العالمي بلغة عربية رشيقة وأسلوب يوازن بين العمق والوضوح. وقد صدر الكتاب عن دار صفصافة للنشر، ليشكل جسراً جديداً بين الثقافة العربية والإنسانية في أوسع معانيها، حيث تتحول القراءة إلى مساحة للتأمل والتساؤل، وإلى دعوة حقيقية للتفكير النقدي في واقعنا المعاصر.
انتحار الغرب
وتتجلى في «واحة الكتب» قدرة السعداوي على تبسيط الأفكار الكبرى وإضفاء الحيوية على النصوص الفلسفية والعلمية، فيجعلها قريبة من القارئ دون أن يفقدها عمقها. وبين دفّتي الكتاب، يقدّم المؤلف نماذج لأعمال أثارت نقاشات فكرية واسعة، مثل كتاب «انتحار الغرب» لريتشارد كوك وكريس سميث، الذي يتناول أزمة القيم الغربية الحديثة من خلال ستة أعمدة رئيسية هي: المسيحية، والتفاؤل، والعلم، والنمو الاقتصادي، والليبرالية، والفردية. ويستعرض كيف أدى تآكل هذه الركائز إلى اهتزاز المشروع الحضاري الغربي من الداخل، قبل أن يخلص المؤلفان إلى أن الأمل لا يزال قائماً في إعادة بناء تلك القيم بما يضمن للغرب استعادة روحه الإنسانية.
الخوف من البرابرة
وفي فصل آخر، يتوقف السعداوي أمام كتاب «الخوف من البرابرة: ما وراء صدام الحضارات» للمفكر تزفيتان تودوروف، الذي يحذّر فيه من أن الخوف من الآخر قد يحوّلنا نحن إلى برابرة، وأن التوتر بين الشعوب لا يُحلّ بالقوة أو العزلة، بل بالحوار والفهم المتبادل. يضيء السعداوي من خلال هذا العمل على مفارقة إنسانية مؤلمة: أن السعي لحماية الهوية قد يقود إلى تدميرها إن غابت عنها روح التسامح.
ويمتد التحليل إلى قضايا السياسة الدولية من خلال عرض لكتاب «أراضٍ طالت وعود عودتها» للدبلوماسي الأميركي آرون ديفيد ميلر، الذي يقدّم شهادة دقيقة من قلب محاولات التسوية في الشرق الأوسط، كاشفًا أسباب الإخفاقات المتكررة في الوصول إلى سلام دائم. ومن خلال قراءته، يُبرز السعداوي الجانب الإنساني خلف الأحداث السياسية، مقدّماً رؤية نقدية متوازنة لا تنحاز إلا للحقيقة.
البحث عن المعنى
بهذا التنوع الفكري، يبرهن الجزء الثاني من «واحة الكتب» على أن الثقافة ليست ترفاً، بل وسيلة لفهم الذات والعالم. فكل صفحة من الكتاب تفتح نافذة جديدة على العقل الإنساني، وتدعو القارئ إلى استئناف رحلته في البحث عن المعنى. وكما يقول السعداوي في مقدمته: إن الكتاب هو الرفيق الذي لا يكتفي بأن يعلّمنا، بل يعيد تعريفنا بأنفسنا.


































