الهيئة الخيرية الهاشمية .. منارة إنسانية عالمية تنبض من عمّان"
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
وزير الدفاع الباكستاني: لا يوجد اجتماع مقرر لأعلى هيئة نووية في البلادرم - الدكتور يعرب العجلوني
في زمنٍ تَرجُح فيه المصالح وتَخفُ فيه القيم، تُطالعنا بعض الأصوات بالنقد الموجه نحو الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية، تحديدًا في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة. لكنني، كمن عمل في ظل هذه الهيئة على المستويين الإقليمي والدولي، أرى أن هذه الهيئة لم تتوانَ يومًا عن أداء رسالتها النبيلة في خدمة الإنسان أينما كان، وفي أصعب الظروف، حين يغيب الآخرون.
هيئة تعمل حين يصمت الجميع
منذ تأسيسها، والهيئة الخيرية الهاشمية تعمل بلا ضجيج، وبلا رغبة في الأضواء. ليست بحاجة لحملات إعلامية مدفوعة، ولا لحوافز تقدمها للمنصات الرقمية كي تتحدث عن إنجازاتها. بل على العكس، تعمل بصمت وفاعلية، وهذا ما لا يحتمله بعض المأجورين ممن تعودوا على تسليط الأضواء حول أنفسهم لا حول الفعل الحقيقي.
فمن يرغب في تقييم أداء الهيئة عبر الأقمار الصناعية، فلن يرى الكثير، لأن العمل الخيري الحقيقي لا يُرصَد من السماء، بل يُلمَس على الأرض: في يدٍ تُسعف، وخيمةٍ تُنصب، وشاحنةٍ تُحمّل بالمساعدات، وقلبٍ نابض بالإخلاص.
الممر الإنساني... برعاية ملكية
الممر الإنساني الذي أراده جلالة الملك عبد الله الثاني، ونُفّذ على أرض الواقع بإشراف مباشر من الهيئة الخيرية الهاشمية، لم يكن مجرد خطوة لوجستية، بل موقف إنساني نبيل يحمل نكهةً ملكية خالصة. لقد سخّر جلالة الملك، والهيئة من خلفه، كل ما يلزم لتقديم يد العون لأهلنا في غزة، وللأشقاء من الدول الصديقة. لم يكن ذلك بقرار بيروقراطي، بل بنداء من القلب إلى القلب، ومن عمّان إلى العالم.
صوت العمل يعلو على ضجيج التشكيك
نحن لا نستغرب هذا الهجوم على الهيئة، لأن من يقف ضد العمل النبيل، إما مأجور، أو متورط في منظومات لا ترى في العمل الخيري إلا تجارة أو دعاية. هؤلاء هم الذين يتوجب على شعوبهم أن تقيمهم وتساءلهم، لا نحن.
الهيئة الخيرية الهاشمية لا تخاطب النخب، بل تخاطب الوجع الإنساني، وتمد يدها لكل محتاج، دون تمييز. كل من عمل معها، من مئات المانحين وآلاف المتبرعين، يعرف حجم الثقة والمصداقية والشفافية التي تتمتع بها. هؤلاء هم من يقيّمون أداءها، لا المتربصون خلف الشاشات.
الأردن... بلد ولد من نار وسيستمر
الهجوم على الهيئة ليس إلا تجليًا لحقدٍ على الأردن نفسه؛ بلدٍ وُلد من نار واشتد عوده في وجه العواصف. بلدٌ شُهِد له بالعطاء رغم شحّ الموارد، وبالشهامة رغم ضيق الحال، وبالقيادة الراسخة التي كانت على الدوام في خندق الإنسان، لا في خنادق المصالح.
نحن نقف خلف الهيئة لأنها تمثلنا، ونفخر بأنها عنواننا أمام العالم، وبأنها الوجه المشرق للعمل الخيري الأردني.
كلمة أخيرة
لا نحتاج للدفاع عن الهيئة الخيرية الهاشمية، لأن أفعالها تتحدث بصوت أعلى من أي بيان. هي منارة إنسانية عالمية، تنبض من عمّان، وتضيء طريق كل من أظلمت في وجهه الأيام.
ولمن يهاجم، نقول: لا تُرهق نفسك، فالهيئة باقية، لأنها تأسست على الصدق، وعلى عهد القيادة الهاشمية، وستبقى في خدمة الإنسان، هنا وهناك، حيث ينادي الواجب، ويعلو صوت الضمير.