جولات جلالة الملك… دبلوماسية اقتصادية
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
ساعر وبن غفير وسموتريتش ضمن طاقم تنفيذ ثاني مراحل اتفاق غزةفي عالم باتت فيه المصالح الاقتصادية تقود حركة السياسة وتوجه تفاعل الدول، وتحوّل فيه الاستثمار إلى لغة مشتركة لفهم الواقع وصناعة النفوذ، تبدو جولات جلالة الملك عبدالله الثاني، كأحد أبرز أدوات الدبلوماسية الاقتصادية التي يستند إليها الأردن لإعادة تقديم نفسه للعالم بصورة جديدة، ولتعزيز حضوره على خريطة القرار الاقتصادي الدولي، وفتح آفاق أوسع للشراكات والفرص.
لم تعد زيارات الملك مجرد محطات بروتوكولية أو لقاءات دبلوماسية تقليدية؛ بل تحولت إلى مشروع وطني متكامل للترويج لفرص الاستثمار في المملكة، وصياغة سردية اقتصادية عصرية، وتأكيد أن الأردن بيئة مستقرة وجاذبة يمكن الوثوق بها. فخلال لقاءاته مع قادة دول العالم والمؤسسات الاقتصادية الكبرى، يحرص جلالته على إبراز عناصر القوة الأردنية: الاستقرار السياسي والأمني، الموقع الجغرافي الذي يشكّل نقطة وصل بين أسواق المنطقة، إضافة إلى منظومة الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية التي تعزز وضوح البيئة الاستثمارية وتنافسيتها.
وتحمل هذه الجولات رسائل اقتصادية واضحة تتجسد في السعي لاستقطاب الشركات العالمية، وتوسيع مجالات التجارة، وبناء شراكات جديدة. وقد ظهرت نتائج هذه الجهود في مشاريع استثمارية نوعية، وفي توسيع التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، وفي فتح مسارات اقتصادية جديدة تعزز حضور الأردن في الاقتصاد العالمي.
وفي موازاة هذا الحراك الخارجي، يواصل جلالته متابعة ملف الاستثمار داخلياً؛ من خلال زيارات ميدانية تسلط الضوء على الإمكانات المتوفرة في المحافظات، وتوجيهات مستمرة لإزالة العقبات من أمام المستثمرين، وتبسيط الإجراءات الحكومية، وتطوير البنية التحتية، وتمكين القطاع الخاص ليكون شريكاً أساسياً في التنمية. هذا النهج أسهم في رفع مستوى الجدية والمساءلة لدى المؤسسات الرسمية، ودفعها للتعامل مع الاستثمار باعتباره أولوية وطنية.
وفي وقت تتنافس فيه الدول على جذب رأس المال، يصرّ الملك على أن يكون الأردن حاضراً في كل منبر اقتصادي مهم، وأن تكون الفرص الأردنية واضحة أمام كل جهة تبحث عن بيئة آمنة وتشريعات مستقرة وكفاءات بشرية مؤهلة.
لقد أصبحت جولات جلالة الملك ركيزة أساس في بناء اقتصاد مرن وقادر على النمو، وأداة فاعلة لإعادة تموضع الأردن كوجهة استثمارية تمتلك مستقبلاً واعداً. إنها دبلوماسية اقتصادية نابضة بالحياة، تتجاوز مجرد التعريف بالفرص، لتسهم في صناعتها، وتحفّز المؤسسات على تحولها إلى واقع، وتجسد رؤية الأردن الحديث القائم على الإنتاجية والشراكات وخلق فرص العمل.