اخبار الاردن

زاد الاردن الاخباري

سياسة

تراجع إنتاج الزيتون يثير القلق: هل تلجأ الحكومة إلى استيراد الثمار لتغطية العجز؟

تراجع إنتاج الزيتون يثير القلق: هل تلجأ الحكومة إلى استيراد الثمار لتغطية العجز؟

klyoum.com

زاد الاردن الاخباري -

يتزايد القلق في الأوساط الزراعية والاقتصادية مع تصاعد المؤشرات على تراجع إنتاج الزيتون في الأردن هذا الموسم، نتيجة شح الأمطار في العام الماضي، ما يضع البلاد أمام تساؤلات حقيقية حول قدرة الإنتاج المحلي على تلبية الطلب الداخلي، وإمكانية لجوء الحكومة إلى خيار استيراد ثمار الزيتون لتعويض النقص المتوقع.

ويخشى خبراء ومزارعون أن يؤثر هذا التراجع على مكانة زيت الزيتون الأردني المرموقة في الأسواق الإقليمية والدولية، خاصة وأنه يُعد أحد رموز الهوية الوطنية والاقتصادية في البلاد.

تراجع مقلق في الإنتاج

بحسب التقديرات الأولية، من المتوقع ألا يتجاوز إنتاج زيت الزيتون هذا العام 22 ألف طن فقط، وهو تراجع حاد مقارنة بالموسم الماضي الذي بلغ فيه الإنتاج نحو 35.8 ألف طن، أي بانخفاض يقارب 40%.

ويُعزى هذا التراجع إلى شح الأمطار، حيث لم تتجاوز كميات الهطل نصف المعدل السنوي، ما أثر مباشرة على حمل الأشجار وقدرتها الإنتاجية.

ويمثل الزيتون أحد أهم المحاصيل الزراعية في الأردن، إذ تغطي أشجاره ما يقارب 72% من مساحة الأشجار المثمرة في المملكة، وتشكل مصدر دخل رئيسي لآلاف العائلات الريفية.

قلق على الأمن الغذائي

الخبير الدولي في الأمن الغذائي الدكتور فاضل الزعبي أكد أن الموسم الحالي يثير قلقًا مشروعًا، مشيرًا إلى أن الاستهلاك المحلي من زيت الزيتون يتراوح بين 30 و32 ألف طن سنويًا، ما يعني أن الإنتاج المتوقع لن يغطي سوى جزء محدود من حاجة السوق المحلي.

وقال الزعبي إن الأردن، رغم التحديات، يتمتع بميزة تنافسية كبيرة تتمثل في جودة الزيت والبنية التحتية للعصر، إلا أن تراجع الإنتاج قد يضع البلاد أمام معادلة صعبة بين تغطية الطلب المحلي والحفاظ على قدرات التصدير.

وأضاف أن قيمة إنتاج زيت الزيتون في الموسم الماضي بلغت نحو 224 مليون دينار، مع تصدير كميات معتبرة إلى أسواق عربية وأوروبية، وهو ما يجعل الحفاظ على استقرار القطاع ضرورة اقتصادية لا يمكن تجاهلها.

الاستيراد كخيار مطروح

أمام هذا الواقع، يرى الزعبي أن خيار استيراد ثمار الزيتون من دول مجاورة مثل مصر، التي تمتلك إنتاجًا وفيرًا، قد يشكل حلاً مؤقتًا لتجاوز الأزمة، شريطة أن يكون ضمن إطار قانوني وتنظيمي واضح يضمن التمييز بين الزيت المحلي والمستورد.

ويشير إلى أن هذا التوجه قد يحقق فوائد عدة، منها:

الحفاظ على تشغيل المعاصر بكامل طاقتها.

منع ارتفاع الأسعار في السوق المحلي.

ضمان استمرار الصادرات الأردنية من خلال مزج مدروس بين الزيت المحلي والمستورد.

غير أنه شدد على ضرورة أن ترافق هذا التوجه شفافية كاملة وإشراف رسمي دقيق، حتى لا يتحول إلى تهديد للمزارع الأردني أو يفقد المستهلك الثقة بالمنتج الوطني.

تداعيات مناخية واضحة

من جانبه، أكد أمين سر نقابة أصحاب المعاصر السابق حسين البشارات أن الموسم الحالي يُعد من أضعف المواسم في السنوات الأخيرة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة أثناء فترة الإزهار وانخفاض كميات الأمطار في معظم المناطق، مشيرًا إلى أن التراجع في الإنتاج “فاق كل التوقعات”.

وقال إن قرار وزارة الزراعة وقف تصدير ثمار الزيتون الأخضر جاء في محله لحماية السوق المحلي، لكنه لن يمنع حدوث نقص فعلي في الزيت، ما يجعل خيار الاستيراد منطقيًا ومطلوبًا إذا استدعت الحاجة.

أما وزير الزراعة الأسبق سعيد المصري، فاعتبر أن فتح باب استيراد ثمار الزيتون – وليس الزيت الجاهز – يحافظ على جودة المنتج المحلي، ويمنع عمليات الغش التي قد ترافق الاستيراد العشوائي، مضيفًا أن “الاستيراد المشروط والمراقب” سيحمي السوق والمعاصر في الوقت ذاته.

بين التحدي والفرصة

الناطق الإعلامي لنقابة أصحاب المعاصر ومنتجي الزيتون الأردنية محمود العمري، توقع رغم الصعوبات تحقيق اكتفاء ذاتي قريب من الطلب المحلي البالغ 25 ألف طن، مؤكدًا أن الأسعار ستبقى مستقرة ضمن مستويات الموسم الماضي.

وأوضح أن النقابة قررت تثبيت أجور العصر عند 65 قرشًا للكيلوغرام دعماً للمزارعين، رغم ارتفاع التكاليف التشغيلية، في محاولة للحفاظ على استقرار السوق وتجنب أي موجة تضخم جديدة.

الخلاصة: اختبار حقيقي لسياسات الزراعة

يرى مراقبون أن هذا الموسم يشكل اختبارًا حقيقيًا لسياسات وزارة الزراعة في التعامل مع تقلبات الإنتاج المناخية، خصوصًا مع تزايد الحديث عن ضرورة تنويع مصادر التوريد وتطوير تقنيات الري الحديثة لرفع كفاءة الإنتاج في المستقبل.

وبينما تسعى الحكومة للحفاظ على التوازن بين دعم المزارع وضمان استقرار السوق، يبقى زيت الزيتون الأردني رمزًا لهوية وطنية، ومنتجًا اقتصاديًا لا يحتمل التراجع أو التهاون في حمايته.

فالأردن، الذي لطالما تغنى بـ"زيت بلاده"، يقف اليوم أمام تحدٍّ استراتيجي بين الحفاظ على الأصالة وضمان الاستدامة — تحدٍّ يتطلب قرارات جريئة وإدارة رشيدة تحفظ هذا الإرث للأجيال القادمة.

*المصدر: زاد الاردن الاخباري | jordanzad.com
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com