العمرو يكتب: صولجة القانون تحصّن الوجود وتطحن تهديدات الظلام
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
قرارات مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصةفي ظل تحولات جيوسياسية عاصفة تهدد كيان الدول وهويتها، برز إعلان وزير الداخلية الأردني اليوم كصوت صارخ يجسد صلابة السلطة في الدفاع عن العقد الاجتماعي، ويعيد تشكيل حدود الفعل السياسي في فضاء قانوني لا يسمح بتجاوز الثوابت، فلم يكن الإعلان مجرد رد أمني على تهديدات طارئة، بل تأسيساً لعهد جديد يعيد ترسيم العلاقة بين الحرية والمسؤولية، وبين الحق الوطني في الأمن والاستقرار ومحاولات الاختراق التي تستغل الفضاءات المفتوحة لزرع الفوضى.جاء وقع البيان كالصاعقة على التنظيم المنحل؛ فالقرارات المعلنة لم تقتصر على حظر جماعة سياسية أو مصادرة ممتلكاتها، بل امتدت لتلامس أعصاب المشهد السياسي برمته، فبتفكيك البنى التحتية للجماعة المنحلة، وإغلاق مكاتبها، ومنع الترويج لأفكارها، ومساءلة المنتسبين إليها، تكون الدولة قد رسمت حداً فاصلاً بين العمل السياسي المشروع والانزياح نحو الانحراف الممنهج، هنا، لا يمكن فصل الخطاب عن سياقه التاريخي؛ فالدولة التي منحت شرعية التعددية السياسية منذ عقود، تعلن اليوم أن التسامح مع من يخرق القانون ويهدد الوحدة الوطنية لم يعد خياراً قائماً.اللافت في الخطاب الوزاري تركيزه على "الإنفاذ الفوري" كآلية لاستعادة هيبة القانون، وليس مجرد تهديد إعلامي، فبتسريع عمل لجان الحل ومصادرة الممتلكات، تكون السلطة قد حولت القرارات القضائية إلى فعل ميداني لا يقبل التأويل، وهذا التحول من القرار القضائي إلى التنفيذ الآني يشير إلى تحوّل استراتيجي في إدارة الملفات الأمنية؛ فالدولة لم تعد تكتفي برد الفعل، بل تنتقل إلى استباق التهديدات عبر تفعيل آليات الرقابة الشاملة، بدءاً من الممتلكات المنقولة إلى النشاطات الرقمية على منصات التواصل.وكما لاحظ الجميع، لم يكن كشف محاولات تهريب الوثائق وتصنيع المتفجرات مجرد تفاصيل إعلامية، بل شهادة على عمق التشابك بين الجماعة المنحلة وأجندات العنف، فاكتشاف صواريخ مخبأة في أطراف العاصمة، وعمليات تدريب وتجنيد، يقدم دليلاً مادياً على تحوّل الجماعة من فصيل سياسي إلى بنية عسكرية، تضرب في الداخل مدعية سعيها لعبور حدود الوطن.هنا، يصبح خطاب الوزير تعبيراً عن "القلق الوجودي" للدولة؛ فتهديد الأجهزة الأمنية والمواقع الحساسة ليس اعتداءً على مؤسسات فحسب، بل اختراقاً لحرمة السيادة.في هذا السياق، يكتسب التحذير من التعامل مع الجماعة بعداً أعمق؛ فالدولة تعلن أن حماية النسيج المجتمعي ليست مسؤولية الأجهزة الأمنية وحدها، بل التزام وطني يشمل الإعلام والأحزاب والمجتمع المدني، فهذا الموقف يعيد تعريف مفهوم "الجبهة الداخلية"؛ فالأمن لم يعد حكراً على المواجهات المسلحة، بل أصبح مرهون بوعي الجميع بخطورة التطبيع مع الخطاب المتطرف، حتى لو تخفى وراء شعارات براقة.الرسالة الأكثر إيلاماً في الخطاب كانت إشارته إلى أن الجماعة المنحلة حاولت إتلاف وثائقها ليلة الإعلان عن المخططات، ما يؤكد أنها تدرك عمق التورط الذي تخفيه، هذه التفاصيل تكشف أن المواجهة ليست بين سلطة وقوة معارضة، بل بين مشروعية الدولة القائمة على القانون، ومشروعية جماعة تعمل في الظلام لتقويض هذه المشروعية، وهنا، يصبح القرار بإغلاق المكاتب حتى تلك المشتركة مع جهات أخرى، ضربة استباقية لمنع تحالفات الظل التي تستغل الشرعيات الجزئية لتمرير أجندات خفية.وكما تابعنا جميعاً، لم يغفل الخطاب التأكيد على التمسك بالحريات السياسية ضمن القانون، كتأكيد على أن المواجهة ليست مع الفكر أو الرأي، بل مع الانحراف عن القواعد القانونية، وهذه النقطة بالغة الأهمية؛ فالدولة تذكّر بأنها لم تغلق أبواب المشاركة، بل فتحتها على مصراعيها لكل من يلتزم بقواعد اللعبة السياسية، لكنها في الوقت ذاته تعلن أن أي عبث بالأمن سيواجه بحزم يليق بتاريخ دولة ظلت قلعة منيعة في محيط مضطرب.إن الخطاب، بهذا المعنى، ليس نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة تعيد فيها الدولة تعريف شروط التعايش الوطني في زمن اللايقين.
في ظل تحولات جيوسياسية عاصفة تهدد كيان الدول وهويتها، برز إعلان وزير الداخلية الأردني اليوم كصوت صارخ يجسد صلابة السلطة في الدفاع عن العقد الاجتماعي، ويعيد تشكيل حدود الفعل السياسي في فضاء قانوني لا يسمح بتجاوز الثوابت، فلم يكن الإعلان مجرد رد أمني على تهديدات طارئة، بل تأسيساً لعهد جديد يعيد ترسيم العلاقة بين الحرية والمسؤولية، وبين الحق الوطني في الأمن والاستقرار ومحاولات الاختراق التي تستغل الفضاءات المفتوحة لزرع الفوضى.
جاء وقع البيان كالصاعقة على التنظيم المنحل؛ فالقرارات المعلنة لم تقتصر على حظر جماعة سياسية أو مصادرة ممتلكاتها، بل امتدت لتلامس أعصاب المشهد السياسي برمته، فبتفكيك البنى التحتية للجماعة المنحلة، وإغلاق مكاتبها، ومنع الترويج لأفكارها، ومساءلة المنتسبين إليها، تكون الدولة قد رسمت حداً فاصلاً بين العمل السياسي المشروع والانزياح نحو الانحراف الممنهج، هنا، لا يمكن فصل الخطاب عن سياقه التاريخي؛ فالدولة التي منحت شرعية التعددية السياسية منذ عقود، تعلن اليوم أن التسامح مع من يخرق القانون ويهدد الوحدة الوطنية لم يعد خياراً قائماً.
اللافت في الخطاب الوزاري تركيزه على "الإنفاذ الفوري" كآلية لاستعادة هيبة القانون، وليس مجرد تهديد إعلامي، فبتسريع عمل لجان الحل ومصادرة الممتلكات، تكون السلطة قد حولت القرارات القضائية إلى فعل ميداني لا يقبل التأويل، وهذا التحول من القرار القضائي إلى التنفيذ الآني يشير إلى تحوّل استراتيجي في إدارة الملفات الأمنية؛ فالدولة لم تعد تكتفي برد الفعل، بل تنتقل إلى استباق التهديدات عبر تفعيل آليات الرقابة الشاملة، بدءاً من الممتلكات المنقولة إلى النشاطات الرقمية على منصات التواصل.
وكما لاحظ الجميع، لم يكن كشف محاولات تهريب الوثائق وتصنيع المتفجرات مجرد تفاصيل إعلامية، بل شهادة على عمق التشابك بين الجماعة المنحلة وأجندات العنف، فاكتشاف صواريخ مخبأة في أطراف العاصمة، وعمليات تدريب وتجنيد، يقدم دليلاً مادياً على تحوّل الجماعة من فصيل سياسي إلى بنية عسكرية، تضرب في الداخل مدعية سعيها لعبور حدود الوطن.
هنا، يصبح خطاب الوزير تعبيراً عن "القلق الوجودي" للدولة؛ فتهديد الأجهزة الأمنية والمواقع الحساسة ليس اعتداءً على مؤسسات فحسب، بل اختراقاً لحرمة السيادة.
في هذا السياق، يكتسب التحذير من التعامل مع الجماعة بعداً أعمق؛ فالدولة تعلن أن حماية النسيج المجتمعي ليست مسؤولية الأجهزة الأمنية وحدها، بل التزام وطني يشمل الإعلام والأحزاب والمجتمع المدني، فهذا الموقف يعيد تعريف مفهوم "الجبهة الداخلية"؛ فالأمن لم يعد حكراً على المواجهات المسلحة، بل أصبح مرهون بوعي الجميع بخطورة التطبيع مع الخطاب المتطرف، حتى لو تخفى وراء شعارات براقة.
الرسالة الأكثر إيلاماً في الخطاب كانت إشارته إلى أن الجماعة المنحلة حاولت إتلاف وثائقها ليلة الإعلان عن المخططات، ما يؤكد أنها تدرك عمق التورط الذي تخفيه، هذه التفاصيل تكشف أن المواجهة ليست بين سلطة وقوة معارضة، بل بين مشروعية الدولة القائمة على القانون، ومشروعية جماعة تعمل في الظلام لتقويض هذه المشروعية، وهنا، يصبح القرار بإغلاق المكاتب حتى تلك المشتركة مع جهات أخرى، ضربة استباقية لمنع تحالفات الظل التي تستغل الشرعيات الجزئية لتمرير أجندات خفية.
وكما تابعنا جميعاً، لم يغفل الخطاب التأكيد على التمسك بالحريات السياسية ضمن القانون، كتأكيد على أن المواجهة ليست مع الفكر أو الرأي، بل مع الانحراف عن القواعد القانونية، وهذه النقطة بالغة الأهمية؛ فالدولة تذكّر بأنها لم تغلق أبواب المشاركة، بل فتحتها على مصراعيها لكل من يلتزم بقواعد اللعبة السياسية، لكنها في الوقت ذاته تعلن أن أي عبث بالأمن سيواجه بحزم يليق بتاريخ دولة ظلت قلعة منيعة في محيط مضطرب.
إن الخطاب، بهذا المعنى، ليس نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة تعيد فيها الدولة تعريف شروط التعايش الوطني في زمن اللايقين.