النادي الأرثوذكسي يستضيف الشاعر العراقي محمد نصيف
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
طقس صيفي اعتيادي في أغلب المناطق الثلاثاءالوقائع الإخبارية : - استضاف النادي الأرثوذكسي الأحد الشاعر العراقي المعروف محمد نصيف في ندوة أدبية نظمها نادي الكتاب، استعرض خلالها ديوانه الشعري الجديد بعنوان "عشتار وجراح الأندلس"، وذلك بحضور الدكتور رجائي نفاع أمين سر النادي، والكاتبة رلى السماعين رئيسة لجنة النشرة ، إلى جانب عدد من أعضاء النادي وضيوف الشاعر.
ويذكر بأن محمد نصيف هو شاعر وإعلامي عراقي، من مواليد بغداد. حاصل على شهادة البكالوريوس في الإعلام، وله مسيرة مهنية متميزة في عدد من المؤسسات الإعلامية داخل العراق وخارجه. عُرف بإسهاماته في المجالين الثقافي والإعلامي، حيث جمع بين الكلمة المكتوبة والمنطوقة، فكان صوته حاضرًا في المشهد الأدبي العربي.
صدر له عدد من الدواوين الشعرية، من أبرزها "عشتار وجراح الأندلس"، الذي يُعد شهادة شعرية على وجع الوطن، حيث يستحضر من خلاله رموز التاريخ والحضارة ليعبر عن قضايا الإنسان والهوية والكرامة.
تميّزت كتاباته بصدق التعبير وعمق الشعور، ومزج فيها بين التجربة الشخصية والهمّ الجمعي، مما أكسبه تقديرًا واسعًا في الأوساط الأدبية والثقافية.
افتتحت السماعين الأمسية بكلمة ترحيبية قالت فيها:
"معنا اليوم شاعرٌ لا يكتفي بأن يكتب.. بل يسكب من قلبه حبرًا، ومن تجاربه مدادًا، ومن غربته موسيقى، ليصوغ قصيدةً تمشي على جمر العراق، وتحلّق في سماء الحب والإنسان والكرامة.
إنه الشاعر محمد نصيف .. ذاك الذي خبّأ العراق بين سطوره، ونسج من "عشتار" أسطورة شعرية جديدة، وأصرّ أن تكون القصيدة عنده شاهدةً لا صامتة، صادقة لا متصنّعة، وطنية لا تجمّل الواقع، بل تواجهه وتُلامسه. هو ابن بغداد، شاعرُ النَّفَس الطويل، والمقام العروبي، والإحساس العابر للحدود. إعلاميٌّ حمل الكلمة من شاشةٍ إلى منبر، ومن منبر إلى ديوان، دون أن يفقد نقاء القصيدة أو حرارة الحرف.
فمرحبًا بشاعرٍ يعرف متى يصمت ليُصغي للقصيدة، ومتى ينطق لتكون القصيدة لسانه.
مرحبًا بمحمد نصيف، الذي لا يُشبه إلا نفسه."
وفي كلمته أمام الحضور، تحدث الشاعر نصيف عن ملامح الطفولة التي لا تزال تسكنه حتى اليوم، مستحضرًا ذكريات "بيوت الطين" وبساتين القمح التي تعانقها أشعة الشمس الذهبية، كما تطرّق إلى أثر والديه في تكوينه الإنساني والشعري، جامعًا بين حنان الأم وصرامة الأب.
وعن ديوانه قال الشاعر بأن عشتار ليست مجرد رمز من تراث الرافدين، بل كانت المرأة، والحبيبة، والأم، والوطن. وحين تحدّث محمد نصيف عن سقوط بغداد، لم يكن يتكلم عن حدث سياسي فحسب، بل عن لحظة انكسار إنساني... عن ذاكرة تشظّت، ومدينة فقدت وجهها وأحلامها، وعن ماضٍ لم يبقَ منه إلا الذكريات..
قال بأنه كتب بالحبر، لكن الحبر كان أشبه بالدم، والحبر لم يخرج من القلم، بل من صدره وكأنه الورقة ، واضاف بأنه كشاعر لم يكتب ليتسلى بل هي الوسيلة للبقاء لمقاومة الالم بالكلمة.
وأكد نصيف أن القصيدة الحقيقية تولد من الداخل، من لحظة صادقة يلمس فيها الشاعر حدثًا أو شخصًا أو شعورًا يحرّك وجدانه، مشيرًا إلى أن الشعر هو تعبير تلقائي عن الإحساس والفكر حين يتلاقيان في لحظة دهشة أو وجع أو فرح.
ومن زاوية كونه إعلاميًا، أشار نصيف إلى أن الإعلام يمكن أن يكون منصة قوية تدفع الشاعر من العزلة نحو مزيد من الإبداع والانفتاح، وتمكّنه من الوصول إلى شرائح أوسع من الناس، معتبرًا أن "القمة الغنية التي يسكنها الشعر تستحق أن يتقاسمها الجميع".
وفي ختام اللقاء، عبّر عن رؤيته للحياة، قائلًا إن جمالها ومرارتها وجهان لعملة واحدة، والإنسان هو من يختار زاوية نظرته. فحتى التحديات، كما قال، تحمل في طياتها فرصًا لاكتشاف الذات والتعمق في فهم جوهر الحياة.
وتخللت الأمسية قراءات شعرية آسرة أسعدت الحضور بجمال الصور وعمق المعاني وعذوبة الأداء. واختتمت بجلسة نقاشية مفتوحة عبّر فيها الحضور عن إعجابهم وتقديرهم لتجربة الشاعر المتميزة.