إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أميركا" ويخوض انتخابات 2026
klyoum.com
#سواليف
"أُعلن تأسيس #حزب_أميركا لاستعادة حريتكم، وسنخوض #انتخابات_التجديد_النصفي لعام 2026".
بهذه العبارة انضمّ الملياردير الأميركي #إيلون_ماسك إلى سلسلة طويلة من عمالقة الأعمال والسياسة الذين تطلّعوا ولا يزالون يتطلّعون إلى كسر نظام الحزبين الذي هيمن على #السياسة_الأميركية منذ بداياتها تقريبًا.
وعلى الرغم من أنّ الحزبين الجمهوري والديمقراطي يسيطران على السلطة السياسية منذ الحرب الأهلية (1861–1865)، فإنّهما أعادا تشكيل نفسيهما مرارًا، لا سيما عند مواجهة خطر خسارة الناخبين لصالح أحزاب ثالثة.
وقد يبدو اسم "حزب أميركا"، الذي اختاره ماسك، باهتًا مقارنة ببعض الأحزاب الثالثة الأكثر شهرة في التاريخ الأميركي، والتي وإن كانت لم تفز بالبيت الأبيض أو تحقّق الأغلبية في الكونغرس، فقد تركت بصمات واضحة على الحياة السياسية.
مَن هم أبرز الأحزاب الثالثة؟
كانت الأحزاب السياسية الناشئة سمة شبه دائمة في الحياة السياسية الأميركية. ورغم أنّ بعضها كان مؤثرًا، فإنّ معظمها لم يدم طويلًا. من أبرز هذه الأحزاب:
1- "الحزب المناهض للماسونية" (Anti-Masonic Party)
يُعدّ حزب "مناهضة الماسونية" أول حزب ثالث في الولايات المتحدة. ووفقًا لموقع "هيستوري"، ظهر الحزب عام 1828 كحركة احتجاج على اختفاء ويليام مورغان، الماسوني السابق الذي هدد بكشف أسرار الجماعة، ما أثار شكوكًا واسعة النطاق بشأن الماسونية التي اعتقد كثيرون أنها تُسيطر سرًا على الحكومة.
تحوّلت الحركة لاحقًا إلى حزب مناهض للنخبة، وكان أول حزب يعقد مؤتمرًا لترشيح رئيس ويتبنّى برنامجًا سياسيًا، ما أسّس لمفاهيم ديمقراطية جديدة عام 1830.
حقق الحزب بعض الزخم، لا سيما في نيويورك وعدد من ولايات الشمال الشرقي، وبلغ ذروته في انتخابات عام 1832 بحصوله على 25 مقعدًا في مجلس النواب.
وفي تلك الانتخابات، فاز مرشحه الرئاسي ويليام ويرت بولاية فيرمونت، ليصبح أول مرشح من حزب ثالث يحصل على أصوات من المجمع الانتخابي (7 أصوات)، لكنّها لم تؤثر في فوز أندرو جاكسون على هنري كلاي.
مع تراجع الحماسة لقضية مورغان وظهور قضايا سياسية جديدة، تقلّصت شعبية الحزب، وانضمّ كثير من أعضائه لاحقًا إلى حزب اليمين (Whig Party).
2- حزب الأرض الحرة (Free Soil Party)
تأسس "حزب الأرض الحرة" خلال الانتخابات الرئاسية لعام 1848 في أعقاب الحرب المكسيكية الأميركية، وركّز على قضية واحدة هي معارضة توسّع العبودية إلى الغرب الأميركي.
دعا الحزب إلى حظر العبودية في الأراضي الجديدة، من دون المطالبة بإلغائها في الولايات التي كانت قائمة فيها.
وبحسب موقع "npshistory.com"، اتخذ الحزب شعار: "أرض حرة، حرية تعبير، عمل حر، ورجال أحرار"، وعارض العبودية لأسباب اقتصادية لا أخلاقية، إذ رأى أن توسعها سيهدد وظائف العمال البيض في الشمال.
فاز الحزب بعدد محدود من مقاعد مجلس النواب بين عامي 1848 و1854، وكان الرئيس السابق مارتن فان بورين مرشحه الرئاسي عام 1848، لكنّه لم يحصل على أي أصوات انتخابية.
عام 1854، انحلّ الحزب إثر تمرير قانون كانساس–نبراسكا، الذي أعاد الصراع حول العبودية إلى الواجهة. وانضمّ معظم أنصاره إلى الحزب الجمهوري.
3- حزب "لا أدري" (Know-Nothings)
انبثق هذا الحزب من حركة قومية سرية مناهضة للكاثوليكية والهجرة، وخصوصًا هجرة الكاثوليك. كان يُطلب من أعضائه إنكار معرفتهم به عند الاستجواب، ومن هنا جاء اسمه: لا أدري.
ووفقًا لمؤسسة "سميثسونيان"، قامت أيديولوجية الحزب على النزعة القومية البيضاء، والاعتقاد بأنّ الأميركيين المولودين في البلاد متفوقون على المهاجرين الذين يشكّلون تهديدًا للقيم والثقافة الأميركية.
فاز مرشحه ميلارد فيلمور، وهو رئيس سابق عن حزب اليمين، بولاية ماريلاند وأصواتها الثمانية عام 1856.
شهد الحزب ذروة تأثيره في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر، وانتُخب له حكام ونواب، لكنه سرعان ما تلاشى مع تصاعد قضية العبودية وصعود الجمهوريين.
4- الحزب الشعبوي (Populists)
ظهر الحزب الشعبوي في أواخر القرن التاسع عشر مدفوعًا بالأزمة الزراعية، ودعا إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية عميقة.
عرف رسميًا باسم "حزب الشعب"، وطالب بتأميم السكك الحديدية، وفرض ضريبة دخل تصاعدية، وانتخاب أعضاء مجلس الشيوخ مباشرةً. ودعا إلى سكّ الفضة بحرية بدلًا من الالتزام بقاعدة الذهب.
ووفقًا لمؤسسة "TeachingAmericanHistory"، انهار الحزب بعد تحالفه مع الديمقراطي ويليام جينينغز بريان في انتخابات 1896. لاحقًا، انضم "حزب الشعب" إلى الحزب الديمقراطي، فيما واصلت فصائل محدودة منه نشاطها حتى العقد الأول من القرن العشرين دون أن تستعيد زخمها السابق.
ساهمت الضائقة الزراعية في ظهور الحزب الشعبوي
ساهمت الضائقة الزراعية في ظهور حزب الشعبوية- اسوشييتد برس
5- الحزب التقدمي (Progressive Party)
تأسّس عام 1912 لدعم عودة تيدي روزفلت إلى البيت الأبيض بعد خسارته ترشيح الجمهوريين لصالح ويليام هوارد تافت. وكان يُعرف أيضًا بـ"حزب بول موس".
بحسب المكتبة العامة الرقمية الأميركية، تبنّى الحزب أجندة إصلاحية متقدمة، واستقطب كبار الإصلاحيين على المستوى الوطني. كما ارتبط أيديولوجيًا ارتباطًا وثيقًا بالتقاليد الليبرالية الراديكالية الأميركية.
شملت الإصلاحات التي نادى بها، دعم حق المرأة في التصويت، وتقليص ساعات العمل، ومكافحة الاحتكارات.
لاحقًا، تبنّى الحزبان الرئيسيان عددًا كبيرًا من هذه الإصلاحات. لكن الحزب التقدمي سرعان ما تراجع بعد خسارته الانتخابات الرئاسية، واختفى تمامًا بحلول عام 1920.
6- حزب "ديكسيكراتس" (Dixiecrats)
كان حزب "ديكسيكراتس" والذي يُشار إليه أيضًا باسم "حزب الديمقراطيين الجنوبيين"، حزبًا سياسيًا قصير الأمد مؤيدًا للفصل العنصري وحقوق الولايات، وفقًا لموقع "presidency.ucsb.edu".
وكان ينشط بشكل أساسي في الجنوب، وهو ما يُفسّر اسمه "ديكسيكراتس"، وهي كلمة مركبة من "ديكسي" (أي جنوب الولايات المتحدة)، و"ديموكرات" (أي ديمقراطي).
نشأ هذا الحزب نتيجة انقسام إقليمي جنوبي معارض للحزب الديمقراطي الوطني، بعد أن أمر الرئيس هاري إس. ترومان زعيم الحزب الديمقراطي، بدمج الجيش عام 1948 واتخاذ إجراءات أخرى لمعالجة الحقوق المدنية للأميركيين من أصل أفريقي، بما في ذلك أول مقترح رئاسي لحقوق مدنية وتصويتية شاملة.
خاض الحزب انتخابات واحدة فقط عام 1948، رشّح فيها حاكم كارولينا الجنوبية ستروم ثورموند، الذي فاز بأربع ولايات جنوبية.
انضمّ قادة الحزب لاحقًا إلى الحزب الديمقراطي، لكنّ ثورموند انتقل إلى الحزب الجمهوري عام 1964.
7- حزب الإصلاح (Reform Party)
أسّسه الملياردير روس بيرو عام 1995 بعد أن حصل على 18.9% من الأصوات الشعبية في انتخابات 1992 كمرشح مستقل، ما شجّعه على إطلاق حزب وسطي بديل.
وبحسب موقعه الرسمي، يسعى الحزب إلى تجاوز الجمود السياسي في واشنطن، وبناء بنية سياسية تنافس الحزبين من دون خضوع للمصالح الخاصة والسلوك الأناني الذي أفسد الحكومة الأميركية.
عام 1996، حصل بيرو كمرشح الحزب على 8.4% من الأصوات الشعبية في الانتخابات الرئاسية، لكنّه لم يحصد أي صوت انتخابي. ومنذ ذلك الحين، لم يحقق أي حزب ثالث أو مرشح مستقل نسبة أعلى في التصويت الشعبي.
ومع إعلان إيلون ماسك عن تأسيس "حزب أميركا"، تُضاف محاولة جديدة إلى سلسلة طويلة من الأحزاب الثالثة التي طمحت إلى تغيير قواعد اللعبة السياسية في الولايات المتحدة، لكنّ التجربة التاريخية تُظهر أن اختراق نظام الحزبين ظلّ مهمةً شبه مستحيلة، حتى لأقوى المرشحين وأكثرهم نفوذًا وشعبية.