بأدراجها تنبض الذاكرة .. ورشة سياحة الأدراج تنطلق من قلب عمّان القديمة
klyoum.com
عمان - السوسنة - ديمه الفاعوري
على درج يختزل حكايا التاريخ وممرات العشق بين الجبال والوديان، انطلقت صباح اليوم فعالية افتتاح سياحة الأدراج في العاصمة الأردنية عمّان، بتنظيم من الهيئة الأردنية للفنون الشعبية، في مقرها المؤقت على درج السياحة، وسط حضور ثقافي ورسمي لافت.
وجاءت الفعالية تحت رعاية عطوفة حاتم الهملان، ممثلاً لأمين عمان، والمهندس محمد أبو زيتون مدير تطوير أحياء عمّان القديمة، والأستاذ الدكتور محمد وهيب مكتشف كنوز الأردن وصاحب مبادرة "سياحة الأدراج"، وبمشاركة ممثل عن مديرية الشرطة السياحية، والشاعر عليان العدوان رئيس اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين، إلى جانب نخبة من الأدلاء السياحيين ومثقفي العاصمة.
كما شهد الحدث حضور شخصيات مجتمعية بارزة، منهم مختار جبل القلعة السيد فراس زوانه، والدكتور مهدي العلمي من صالون مهدي العلمي الثقافي، في مشهد يعكس تلاحم المجتمع المحلي مع الحراك الثقافي والسياحي في المدينة.
أدراج عمّان.. ممرات التاريخ وهوية المكان
وخلال الورشة، قدّم المؤرخ الأستاذ عمر العرموطي، والدكتور مهدي العلمي، والدكتور محمود عبدالعزيز، والباحث علي المناصير، والدكتورة جمانة دويكات، والدكتور عبدالناصر الحموري ، سلسلة من المداخلات التاريخية والسياحية حول خصوصية أدراج عمّان، التي لا تُعدّ مجرد ممرات بل تمثّل شرايين نابضة تربط بين سفوح الجبال وأعماق الوديان.
وأكد المتحدثون أن أدراج عمّان ليست مجرد عناصر عمرانية، بل معالم ثقافية تستحق التوثيق والترويج ضمن برامج سياحية مدروسة، تتيح للزائر استكشاف المدينة من زاوية مختلفة، عبر عبور الأدراج القديمة التي تحمل بصمات أزمنة وأجيال مضت.
دعوة لتبني مشروع وطني مستدام
من جهته، شدد الدكتور محمد وهيب، صاحب فكرة "سياحة الأدراج"، على ضرورة تحويل هذه المبادرة إلى مشروع وطني مستدام، يدمج بين السياحة الثقافية والتراث المعماري، ويُسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال فتح مسارات سياحية جديدة داخل أحياء عمّان التاريخية.
كما دعا الحضور إلى رعاية هذه الفكرة مؤسساتيًا، والعمل على تهيئة الأدراج بيئيًا وثقافيًا، وإعداد دليل سياحي خاص بها، لتكون أحد المسارات المعتمدة في البرامج السياحية الرسمية.
تكامل ثقافي وسياحي
وفي ختام الورشة، ثمّن المشاركون جهود الهيئة الأردنية للفنون الشعبية في دعم هذا النوع من المبادرات، التي تمزج بين الثقافة الشعبية والتخطيط السياحي، مؤكدين أن مدينة عمّان تملك ما لا تملكه الكثير من المدن، وهو "الإيقاع العمّاني" المتجسد في تفاصيلها العمرانية وأدراجها التي تختزن ذاكرة المدينة وسحرها.
سياحة الأدراج ليست مجرد فكرة، بل دعوة لإعادة النظر في عمّان بعيون عاشقة، تكتشف فيها المدينة كما لم تُكتشف من قبل، من خلال أدراجها التي تحكي للزائر حكاية مدينة لا تزال تتنفس التاريخ .