اخبار الاردن

جريدة الغد

سياسة

التهديد برفح.. أداة التهديد الرئيسية لإسرائيل

التهديد برفح.. أداة التهديد الرئيسية لإسرائيل

klyoum.com

  نوعا لنداو

 منذ أسابيع كثيرة يتركز الاهتمام الدولي بالحرب في غزة على مسألة رئيسية واحدة وهي هل إسرائيل ستقوم باقتحام رفح. الازمة الطويلة تغذي وتقوي بشكل مباشر في الأساس رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بواسطة التصريحات العلنية المتكررة عن "إعطاء تعليمات للجيش لتقديم خطط" و"المصادقة على الخطط". على سبيل المثال في شهر شباط أعلن مكتب رئيس الحكومة أنه "اعطى تعليمات للجيش وجهاز الأمن لتعرض على الكابينت خطة لاخلاء المدنيين من رفح، وخطة لعملية عسكرية تؤدي الى تدمير كتائب حماس في المدينة". وفي الأسبوع الماضي قال مكتب رئيس الحكومة بأن "رئيس الحكومة صادق على خطة العملية في رفح، وأن الجيش استعد للجانب العملياتي واخلاء السكان المدنيين".

هذا خطاب استثنائي، ليس لأنه من الواضح أن خطط كهذه هي جاهزة من قبل دون إعلانات، بل ايضا لأنها تناقض المنطق الاساسي في "فنون الحرب": من ينوي الهجوم، بشكل عام ببساطة يهاجم. ويفضل أن يكون ذلك بشكل مفاجئ ولا يعلن عنه مرة تلو الاخرى.

 في إسرائيل يؤكد المحللون السياسيون وبحق المكاسب السياسية التي يجنيها نتنياهو من هذه التصريحات. "رفح هي عنصر تسويق"، "حملته تستهدف فقط مصالح قاعدته والحفاظ على اليمين المتطرف في حكومته"، كتب في نهاية الاسبوع الماضي المحلل في "هآرتس" يوسي فيرتر. ولكن في هذا الإصدار لـ "أزمة رفح" هناك لاعبون آخرون الى جانب نتنياهو، قاعدته ومساعدون، مثلا وزير الدفاع يوآف غالنت، أو سفير إسرائيل في الولايات المتحدة جلعاد اردان، الذين يكررون نفس الرسالة.

هناك أيضا رئيس المعارضة بني غانتس، السياسي الإسرائيلي الذي يحبون في واشنطن عناقه، الذي هو ايضا أكد في الفترة الأخيرة على أهمية العملية العسكرية في رفح. الآن ايضا في الأسبوع الماضي وفي نهاية اللقاء مع وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن قال غانتس بأنه في ذاك اللقاء أكد على "التزام اسرائيل بمواصلة المهمة العملياتية وتدمير البنى التحتية العسكرية لحماس، ايضا في رفح". يبدو أن كل الحكومة في اسرائيل مجندة لرسالة أنه لن يكون "نصر" بدون "تطهير" (مثلما جاء في المصدر)، قوات حماس في رفح.

 هنا يدخل لاعب رئيسي آخر إلى الإصدار الجديد للازمة: الإدارة الأميركية. كلما هدد نتنياهو وحكومته بأن إسرائيل ستهاجم على الفور رفح، فإن الإدارة الأميركية تتجند أكثر من أجل منع الهجوم النظري. إلى درجة أن العملية التي لم تحدث بعد أصبحت أساسا لشرخ غير مسبوق في العلاقات بين الدولتين. نتنياهو يوضح أن إسرائيل ستعمل أيضا بدون مصادقة من الولايات المتحدة، في حين أن الولايات المتحدة ترسل بعثات مستعجلة ومعها تحذيرات شديدة كي لا يتجرأ على فعل ذلك.

 أكثر مما تبدو معركة التصريحات هذه مثل حملة انتخابات داخلية، أو حملة انتخابات مزدوجة، حيث ايضا الرئيس الاميركي في سباق انتخابي، هي تبدو مثل ورقة رئيسية في المفاوضات التي تجري في هذه الاثناء في قطر بين إسرائيل وحماس. لم يكن عبثا أن يقترن إعلان مغادرة الوفد الإسرائيلي للمحادثات مع الإعلان عن الموافقة، للمرة المليون، على خطة الهجوم. 

اجتياح رفح ومصير الغزيين هناك هما الآن المسدس الأكبر الذي يمكن لإسرائيل أن تضعه على الطاولة من اجل استدعاء ضغط دولي كثيف من اجل عقد الصفقة، والولايات المتحدة تزيد قوة هذا المسدس من خلال معارضتها الشديدة. اذا كانت هذه التهديدات هي التي ستؤدي الى صفقة لإعادة المخطوفين إلى بيوتهم ووقف اطلاق النار فان هذا سيكون ثمن معقول لدفعه. كل ذلك لا يعني أن إسرائيل لا يمكنها "العمل" في رفح في كل الحالات. ولكن هناك أكثر من طريقة للعمل هناك، كما يعرف الأميركيون ايضا ذلك، وعمليا يصادقون على ذلك أيضا. 

*المصدر: جريدة الغد | alghad.com
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com