أسرى سوريون محررون من سجون الاحتلال يروون أساليب التحقيق والتعذيب
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
وزير الاستثمار يؤكد أهمية مشاريع النقل وخطوط السكك الحديد#سواليف
في بيت صغير ببلدة "صيصون" في حوض اليرموك جنوب #سوريا، عادت الفرحة بعد غياب دام أكثر من خمسة أشهر، مع وصول شابين من أبناء البلدة عقب الإفراج عنهما من #سجون_الاحتلال الإسرائيلي. غير أن هذه الفرحة سرعان ما تداخلت مع روايات ثقيلة عن #تجربة_اعتقال_قاسية تركت آثارًا عميقة على المستويين النفسي والجسدي.
اعتقال دون تهم… وتعذيب متواصل
يقول أحمد، أحد الأسرى المحررين، إن قوات الاحتلال اعتقلته في حزيران/يونيو الماضي خلال عملية مداهمة، حيث جرى اقتياده مكبّل اليدين ومعصوب العينين قبل نقله إلى سجن " #سديه_تيمان " في بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة. ويوضح أنه أمضى نحو أربعة أشهر دون توجيه تهم أو عرضه على محكمة، وسط ظروف احتجاز صعبة شملت الاكتظاظ، الحرمان من النوم، وسوء التغذية.
ويشير أحمد إلى تعرضه لتعذيب جسدي ونفسي متواصل، تمثل في "الضرب المبرح، الشبح لساعات طويلة، التقييد المؤلم، والزج في زنازين انفرادية"، إضافة إلى الإهانات والتهديد والتعامل العنيف أثناء التفتيش والتنقل بين الأقسام.
تحقيقات قاسية في سجن عوفر
لاحقًا، نُقل أحمد إلى سجن "عوفر" قرب رام الله، حيث بقي قرابة شهرين، وبدأت هناك جلسات تحقيق وصفها بأنها "الأشد قسوة". ويقول إن التحقيق كان يجري داخل قاعة مغلقة مع تشغيل موسيقى صاخبة بشكل متواصل بهدف التشويش الذهني وحرمان المعتقلين من النوم، مشيرًا إلى أن الجلسة الواحدة كانت تمتد بين خمس وست ساعات وتتكرر بشكل شبه يومي.
وتركزت أسئلة المحققين – وفق روايته – حول تحركاته داخل بلدات "صيصون" و"معرية" والقرى المجاورة، والأشخاص الذين التقاهم، إضافة إلى أسئلة متكررة حول الوضع الأمني في المنطقة ومحاولات لاستدراجه للحديث عن مستقبل الجنوب السوري.
شهادات إضافية عن العقوبات الجماعية
شاب آخر من البلدة، فضّل عدم ذكر اسمه، روى لـ"قدس برس" تفاصيل مشابهة، مشيرًا إلى أن إدارة السجون كانت تلجأ إلى "العقوبات الجماعية"، واقتحام الأقسام، ورمي القنابل الصوتية داخل الزنازين، ما تسبب بحالات هلع وإصابات. وأكد أن الضرب كان يتم "بشكل منظم"، وأحيانًا يستمر لأربع ساعات متواصلة بهدف كسر إرادة المعتقلين وانتزاع المعلومات بالقوة.
اعتقالات متكررة ومصير مجهول
وتشير شهادات الأسرى المحررين ومتابعات حقوقية محلية إلى أن اعتقال سوريين من الجنوب السوري على يد قوات الاحتلال لم يكن حالات فردية. فقد وثقت مصادر محلية وناشطون "عشرات حوادث الاعتقال" خلال الأشهر الماضية، خصوصًا في قرى حوض اليرموك والمناطق القريبة من خط الفصل، بعضها جرى خلال توغلات عسكرية مباشرة، وبعضها عبر كمائن أو اختطاف مدنيين من أماكن عملهم أو أثناء تنقلهم.
وبحسب هذه المتابعات، فإن عددًا من المعتقلين ما زالوا "مجهولي المصير" حتى الآن، دون معلومات عن أماكن احتجازهم أو أوضاعهم القانونية، في وقت يفرج فيه الاحتلال عن بعضهم بعد فترات متفاوتة تمتد من أسابيع إلى عدة أشهر، دون توجيه تهم أو اتباع إجراءات قانونية واضحة.
وتعكس هذه الشهادات نمطًا متكررًا من سياسة الاعتقال التي ينتهجها الاحتلال في الجنوب السوري، والقائمة على "الاحتجاز التعسفي، التحقيق القاسي، والإفراج الانتقائي"، ما يفاقم حالة القلق لدى السكان المحليين، ويعيد طرح ملف المعتقلين السوريين في سجون الاحتلال، وسط مطالبات متزايدة بالكشف عن مصير المفقودين ووقف هذه الانتهاكات المستمرة.