اخبار الاردن

سواليف

سياسة

المجاعة تفتك بأهالي غزة…الطحين يُباع بأسعار خيالية وغاضبون يُغلقون الأسواق

المجاعة تفتك بأهالي غزة…الطحين يُباع بأسعار خيالية وغاضبون يُغلقون الأسواق

klyoum.com

#سواليف

"من سيطعم أطفالي الخمسة؟ هذا اليوم الثالث دون خبز.. ابنتي لمى ذات الثلاث سنوات لم تنم من #شدة_الجوع"، هكذا قال أبو أحمد الهسي، وهو يطأطئ رأسه خجلا من دمعة حاول حبسها، بعد عودته خالي الوفاض من سوق #مخيم_النصيرات وسط قطاع #غزة، بحثا عن كيلو #طحين يسد رمق أطفاله الذين باتوا ليلتهم بلا عشاء.

يقول الهسي ، إنه صدم بأسعار #الطحين التي وصلت إلى ما بين 90 إلى 100 شيكل للكيلو الواحد (26–30 دولارا)، في وقت يعيش فيه الغزيون ظروفا معيشية هي الأسوأ منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

يقطن أبو أحمد وعائلته في خيمة قرب شاطئ الزوايدة، ولا يملك أي دخل، كحال مئات آلاف النازحين المنتشرين على طول الساحل، والذين يعيشون في ظروف قاسية تحت لهيب الشمس وغياب المقومات الأساسية للحياة.

" #هندسة_التجويع " تشتد

ومع تصاعد درجات الحرارة، وانعدام الأمن الغذائي، تفجرت مشاعر الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في غزة، حيث اتهم ناشطون الاحتلال الإسرائيلي بممارسة "هندسة التجويع" كسياسة ممنهجة لتجويع أكثر من مليوني إنسان.

ويرفض الاحتلال إدخال المواد الغذائية الأساسية، وفي مقدمتها الطحين، منذ إغلاقه كافة المعابر في 2 آذار/ مارس الماضي، ما دفع أسعار السلع إلى مستويات غير مسبوقة، ووفقا لمراسل "قدس برس" في جنوب القطاع وصلت أسعار بعض أصناف الخضروات الأساسية إلى ما يزيد عن 40 دولارا للكيلو الواحد.

العصيان الغذائي.. الأسواق تغلق

وفي مشهد بات مألوفا بين الفينة والأخرى، شهدت مدن ومخيمات قطاع غزة، اليوم الجمعة، إغلاقا جماعيا للأسواق في وجه عمليات البيع والشراء، احتجاجا على تفاقم أزمة الغذاء وارتفاع الأسعار الجنوني.

ففي مدينة غزة، أغلق شبان حي الزيتون سوق الصحابة، فيما أُغلقت أسواق السرايا والشيخ رضوان، وفي دير البلح تم إغلاق السوق المركزي بالكامل، كما أُغلقت أسواق النصيرات، البريج، والمغازي.

وفي محافظة خان يونس، شهد سوقا الأقصى والعطار مواجهات بين تجار ومواطنين غاضبين، أجبروا خلالها التجار على سحب بضائعهم ووقف البيع، حتى يتم خفض الأسعار إلى مستوى يمكن للناس تحمله.

رغيف الخبز.. عملة نادرة

لم يعد الخبز في غزة غذاء يوميا متاحا، بل تحول إلى "عملة نادرة"، وسط نفاد الطحين من الأسواق والمخازن، بعد انقطاع الإمدادات لأشهر طويلة.

ويعد الخبز الوجبة الأساسية لمعظم سكان القطاع في ظل غياب البدائل، غير أن ارتفاع سعر الطحين وتكاليف الحصول عليه جعله بعيد المنال.

فالكيلو الواحد من الطحين، الذي ينتج 10 أرغفة بالكاد تكفي لوجبة واحدة لعائلة متوسطة، قد تصل تكلفته النهائية إلى نحو 150 شيكل (44 دولارا)، بسبب عمولات الشراء النقدي التي تجاوزت 50 بالمئة.

وأمام هذه المعادلة المستحيلة، يلجأ كثير من السكان لخلط الطحين بما يتوفر من عدس أو فاصولياء أو معكرونة، لصناعة خبز سيء المذاق لكنه يسد الجوع.

يقول الشاب ماهر، وهو نازح عشريني أصيب بشظية قبل أسابيع، إنه كان يتردد على مراكز توزيع المساعدات الأمريكية في رفح، لكنه كاد يفقد حياته آخر مرة، موضحا لـ"قدس برس": "أصبت بشظية في ظهري، والآن لا أستطيع مغادرة الخيمة، لم يبق لدينا طحين ولا طعام سوى بعض الحشائش".

ماذا يأكل الغزيون؟

في ظل انعدام السلع الأساسية، يعتمد سكان القطاع على معلبات الطعام منتهية الصلاحية، من فاصولياء وبازيلاء وحمص وتونة، والتي يتم الحصول عليها بشق الأنفس، آخرون يخاطرون ويذهبون إلى مناطق خطرة قريبة من تمركز القوات الإسرائيلية، لجمع نباتات برية مثل الخبيزة والرجلة والزعتر البري، ليطهوا منها حساء يسد الرمق.

وترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

*المصدر: سواليف | sawaleif.com
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com