اخبار الاردن

وكالة رم للأنباء

سياسة

السياسة تفرقنا والرياضة تجمعنا وتوحدنا

السياسة تفرقنا والرياضة تجمعنا وتوحدنا

klyoum.com

رم - الدكتور زيد احمد المحيسن

بالأمس كانت العاصمة القطرية – الدوحه – على موعد مع ابناء الامة العربية من المحيط الى الخليج العربي, كانت على موعد رتب له باتقان, جمع الاصالة والمعاصرة في ابهى صورها تنظيما ومحتوى ومضمون جسدت فيه معنى الاخوة العربية عندما يلتئم صفها كيف تبدع فكراً وفناً وذوقاً وثقافتاً وحضور انساني حضاري جميل اعاد الينا صورة الماضي التليد بحلته الجديدة المحاكي لصورة الحاضر والمستقبل المنشود باستخدام تكنولوجيا العصر وتقنياته ومضامين الاصالة والعراقة للماضي بقيمه وموروثه الخالد في القلب والوجدان البشري .

كانت الرياضة عنصر جمع و وحدة كما هي اللغة والثقافة والتاريخ والدين المشترك وكان الدمع يخرج من ماق الحضور صادقاً مدراراً متشوقاً لهذا التجمع والوحدة والعمل المشترك فنحن ابناء امة واحدة خلفت عبر مسيرتها التاريخية العظيمة فكراً وثقافة وانجازات خالدة بنى الغرب قيمه واساس نهضته على انجازاتها الروحية والمادية حضارة اليوم الذي وسمها باسمه مجازاً دون الوفاء لروادها الاوائل من العرب والمسلمين نستذكرها اليوم في الدوحة العاصمة العربية التي ذكرتنا بها - مشهداً ومضموناً حيوياً عبر برزخ الهموم والألام - ومتاهات اليأس والقنوط - والهزيمة والضياع .

ذكرتنا الدوحة امس بأننا ابناء امة اسهمت في بناء الحضارة الانسانية لقرون خلت- بقسط وفير من الانجازات والاكتشافات العلمية والاخلاقية وفي مجالات المعرفة والخلق والعطاء الانساني والحضاري لازالت اثارها المادية شاهدة على مر الزمان والعصور والدهور .

فارضنا العربية الطاهرة مهد الديانات السماوية وسماؤنا مصدر الالهام والوحي وانساننا العربي مازال على قيد الحياة وفكرة الوحدة والتوحيد في ارضنا عميقة الجذور والابعاد والافاق ، لم تكن مجرد حركة سياسية او عملية اقتصادية او دعوة مرحلية انها فلسفة وجود وحضور حضاري وانساني فجرها الاسلام العظيم انطلاقاً من الايمان بوحدة الكون ووحدانية خالقه ووحدة النوع البشري .

بالأمس حرّكت الدوحة العاصمة العربية الابية - ذات القامة والقيمة الانسانية والعقلانية العالية - مشاعرنا من اعماق النفس البشرية العربية مشاعر الوحدة العربية لدينا في صورة حضارية فاعادة لنا روحنا المسلوبة وايقظت فينا الشعور الجماعي والآمال الكبار في وحدة الصف ولو بالحد الادنى من ثوابت الامة الواحدة ، فاضفت علينا نشوة الروح العربية المتحدة وايقظتها من سباتها العميق الذي استحال الى عجز وكسل وخمول ، فالمواطن العربي من المحيط الى الخليج العربي الذي يحس بهول الاحباط والمحنة وفداحة النكبة من جراء عوامل الفرقة المصنعة النابعة من تراكمات الماضي السحيق يتطلع اليوم وفي عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الى ضرورة تصويب المسار الحالي واعادة بناء الانسان العربي الجديد - فكرا وعلما وثقافة وتواصلاً انسانياً - يجعل منه مواطناً يؤمن بقيم العروبة والاسلام النقي يحي تراث الأمة المجيد بأليات العصر و وسائله الحديثة من تحقيق وحدة المجتمع العربي الجديد الذي يقوم على مبادىء الديمقراطية والمواطنة والكرامة الانسانية والحرية والعدالة الاجتماعية وقبل هذا وذاك دولة المؤسسات ودولة القانون الذي يسمو ويعلى ولا يعلى عليه ، لقد لعبت الرياضة دورها امس في وحدتنا وهذه خطوة مباركة ومقدرة فعلى المفكرين والمثقفين العرب ان يمارسوا دورهم الطليعي في تعزيز مداميك الوحدة العربية ، فلم تعد الامة العربية امام ترف الاختيار بين ممكنات عديدة انها امام خيارين لا ثالث لهما :- اما ان تنهض وتتقدم وتنفض عنها غبار الشرذمة والتمزق والتأخر والتقهقر واما ستزيد عروتها تفككاً ونسيجها تمزقاً وفكرة وحدتها اندثارا.

ان النهضة اليوم اكثر من خيار بل هي فريضة وجودية من دون القيام بها سقوط وانحلال – ونكون او لانكون .

*المصدر: وكالة رم للأنباء | rumonline.net
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2024 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com