الطريفي يكتب: استمرار محاولات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن: دلالات مقلقة في مرحلة ما بعد الأسد
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
ترامب: الضربات الهندية على باكستان مخزيةمدار الساعة - كتب: الدكتور موسى داوود الطريفي - على الرغم من سقوط نظام الأسد وتشكّل حكومة جديدة في سوريا، إلا أن محاولات تهريب المخدرات من الجنوب السوري نحو الأردن ما زالت تتكرر بوتيرة مقلقة. فالقوات المسلحة الأردنية، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية، تحبط بين الحين والآخر عمليات تسلل محملة بالمخدرات، مما يثير تساؤلات جوهرية حول أسباب ودلالات هذا الاستمرار، ويضع الملف في خانة التهديدات الإقليمية التي تتجاوز الأبعاد الأمنية التقليدية.شبكات التهريب لم تسقط بسقوط النظاميُظهر الواقع الميداني أن سقوط النظام السابق في سوريا لم يكن كفيلاً بتفكيك شبكات التهريب المنظمة، بل على العكس، يبدو أن هذه الشبكات قد أعادت تنظيم نفسها وتكيّفت مع المعطيات الجديدة، وواصلت عملها بدوافع الربح والنفوذ. هذه الحقيقة تكشف عن مدى تجذر هذه المنظومات الإجرامية في الجنوب السوري، واستقلالها النسبي عن السلطة المركزية.غياب السيطرة الفعلية في الجنوب السوريتكشف وتيرة التهريب عن ضعف سيطرة الحكومة السورية الجديدة على المناطق الحدودية، لا سيما في محافظتي درعا والسويداء. هذه المناطق تحولت إلى ممرات ومسارات رئيسية لتجارة المخدرات، وسط تواطؤ محلي، أو تقاعس سلطوي، أو حتى عجز فعلي عن ضبط الحدود. وهذا يعني أن الخطر لم يتغير بتغيّر النظام، بل ربما تفاقم في ظل هشاشة الدولة.المخدرات الصناعية: الكبتاجون والكريستال في الواجهةالأخطر من التهريب ذاته هو نوعية المواد التي يتم إدخالها. فقد باتت المخدرات الصناعية، وعلى رأسها حبوب الكبتاجون المخدرة و”الكريستال ميث”، تشكل التهديد الأكبر. هذه المواد لا تُحدث فقط ضرراً جسدياً ونفسياً بالغاً، بل تُستخدم كأدوات لتدمير المجتمعات واستهداف فئة الشباب تحديداً. الكبتاجون، المعروف بتأثيره المنشط والإدماني، يشكّل خطراً حقيقياً على الصحة العامة، بينما يُعد الكريستال من أخطر المواد المخدرة على الإطلاق بسبب تأثيره المدمر على الجهاز العصبي وقدرته السريعة على التسبب في الإدمان.المصلحة الإقليمية في زعزعة الاستقرارلا يمكن النظر إلى استمرار التهريب بمعزل عن المصالح الجيوسياسية. فقد تكون بعض الأطراف الخارجية المستفيدة من تجارة المخدرات تسعى إلى استخدام هذه الآفة كوسيلة غير تقليدية لإضعاف الدول المجاورة، وعلى رأسها الأردن، الذي ظل صامداً في وجه الأزمات المحيطة. وهذا يعزز من فرضية أن تهريب المخدرات يحمل أهدافاً تتجاوز الربح المادي إلى التخريب المجتمعي المتعمد.دور الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات في مواجهة المعلومات المضللةفي ظل هذه التحديات، تلعب الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات دوراً محورياً في التصدي ليس فقط للآفة نفسها، بل أيضاً للمعلومات المغلوطة التي تروّج لتبرير أو التقليل من خطورة بعض أنواع المخدرات، أو تلك التي تدّعي أنها “آمنة” أو “طبيعية”. وتقوم الجمعية، ضمن برامجها التوعوية، برصد هذه المعلومات وتصويبها من خلال تقديم الأدلة العلمية والطبية، وذلك بهدف رفع الوعي العام وتصحيح المفاهيم، خصوصاً لدى الشباب وطلبة المدارس والجامعات.الأردن في مواجهة مفتوحةإن استمرار التهريب عبر الحدود الشرقية يشير إلى معركة مفتوحة، تتطلب جهداً متكاملاً على المستويات الأمنية، التوعوية، والدبلوماسية. فالأردن لا يحمي حدوده فقط، بل يحمي بوابة الاستقرار في المنطقة، ويؤدي دوراً محورياً في صدّ هذه الحرب غير التقليدية.خاتمة:تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن لم يتوقف، بل بات أكثر تعقيداً وتنظيماً. وهو ما يؤكد أن مواجهة هذا الخطر تتطلب استراتيجيات شاملة: من ضبط الحدود، إلى تفكيك الشبكات، مروراً بتكثيف التوعية الداخلية، وتعزيز دور المجتمع المدني، وعلى رأسه الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات، التي تقف بثبات في خط الدفاع الأول ضد الجهل والإدمان والتضليل.*رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات
مدار الساعة - كتب: الدكتور موسى داوود الطريفي - على الرغم من سقوط نظام الأسد وتشكّل حكومة جديدة في سوريا، إلا أن محاولات تهريب المخدرات من الجنوب السوري نحو الأردن ما زالت تتكرر بوتيرة مقلقة. فالقوات المسلحة الأردنية، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية، تحبط بين الحين والآخر عمليات تسلل محملة بالمخدرات، مما يثير تساؤلات جوهرية حول أسباب ودلالات هذا الاستمرار، ويضع الملف في خانة التهديدات الإقليمية التي تتجاوز الأبعاد الأمنية التقليدية.
شبكات التهريب لم تسقط بسقوط النظام
يُظهر الواقع الميداني أن سقوط النظام السابق في سوريا لم يكن كفيلاً بتفكيك شبكات التهريب المنظمة، بل على العكس، يبدو أن هذه الشبكات قد أعادت تنظيم نفسها وتكيّفت مع المعطيات الجديدة، وواصلت عملها بدوافع الربح والنفوذ. هذه الحقيقة تكشف عن مدى تجذر هذه المنظومات الإجرامية في الجنوب السوري، واستقلالها النسبي عن السلطة المركزية.
غياب السيطرة الفعلية في الجنوب السوري
تكشف وتيرة التهريب عن ضعف سيطرة الحكومة السورية الجديدة على المناطق الحدودية، لا سيما في محافظتي درعا والسويداء. هذه المناطق تحولت إلى ممرات ومسارات رئيسية لتجارة المخدرات، وسط تواطؤ محلي، أو تقاعس سلطوي، أو حتى عجز فعلي عن ضبط الحدود. وهذا يعني أن الخطر لم يتغير بتغيّر النظام، بل ربما تفاقم في ظل هشاشة الدولة.
المخدرات الصناعية: الكبتاجون والكريستال في الواجهة
الأخطر من التهريب ذاته هو نوعية المواد التي يتم إدخالها. فقد باتت المخدرات الصناعية، وعلى رأسها حبوب الكبتاجون المخدرة و”الكريستال ميث”، تشكل التهديد الأكبر. هذه المواد لا تُحدث فقط ضرراً جسدياً ونفسياً بالغاً، بل تُستخدم كأدوات لتدمير المجتمعات واستهداف فئة الشباب تحديداً. الكبتاجون، المعروف بتأثيره المنشط والإدماني، يشكّل خطراً حقيقياً على الصحة العامة، بينما يُعد الكريستال من أخطر المواد المخدرة على الإطلاق بسبب تأثيره المدمر على الجهاز العصبي وقدرته السريعة على التسبب في الإدمان.
المصلحة الإقليمية في زعزعة الاستقرار
لا يمكن النظر إلى استمرار التهريب بمعزل عن المصالح الجيوسياسية. فقد تكون بعض الأطراف الخارجية المستفيدة من تجارة المخدرات تسعى إلى استخدام هذه الآفة كوسيلة غير تقليدية لإضعاف الدول المجاورة، وعلى رأسها الأردن، الذي ظل صامداً في وجه الأزمات المحيطة. وهذا يعزز من فرضية أن تهريب المخدرات يحمل أهدافاً تتجاوز الربح المادي إلى التخريب المجتمعي المتعمد.
دور الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات في مواجهة المعلومات المضللة
في ظل هذه التحديات، تلعب الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات دوراً محورياً في التصدي ليس فقط للآفة نفسها، بل أيضاً للمعلومات المغلوطة التي تروّج لتبرير أو التقليل من خطورة بعض أنواع المخدرات، أو تلك التي تدّعي أنها “آمنة” أو “طبيعية”. وتقوم الجمعية، ضمن برامجها التوعوية، برصد هذه المعلومات وتصويبها من خلال تقديم الأدلة العلمية والطبية، وذلك بهدف رفع الوعي العام وتصحيح المفاهيم، خصوصاً لدى الشباب وطلبة المدارس والجامعات.
الأردن في مواجهة مفتوحة
إن استمرار التهريب عبر الحدود الشرقية يشير إلى معركة مفتوحة، تتطلب جهداً متكاملاً على المستويات الأمنية، التوعوية، والدبلوماسية. فالأردن لا يحمي حدوده فقط، بل يحمي بوابة الاستقرار في المنطقة، ويؤدي دوراً محورياً في صدّ هذه الحرب غير التقليدية.
خاتمة:
تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن لم يتوقف، بل بات أكثر تعقيداً وتنظيماً. وهو ما يؤكد أن مواجهة هذا الخطر تتطلب استراتيجيات شاملة: من ضبط الحدود، إلى تفكيك الشبكات، مروراً بتكثيف التوعية الداخلية، وتعزيز دور المجتمع المدني، وعلى رأسه الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات، التي تقف بثبات في خط الدفاع الأول ضد الجهل والإدمان والتضليل.
*رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات