اخبار الاردن

وكالة مدار الساعة الإخبارية

سياسة

الرداد يكتب: كيف نقرأ التصعيد الأوروبي الجديد تجاه اسرائيل؟

الرداد يكتب: كيف نقرأ التصعيد الأوروبي الجديد تجاه اسرائيل؟

klyoum.com

يتزايد القلق الأوروبي بشأن الأوضاع الإنسانية وانتهاكات القانون الدولي من قبل حكومة نتنياهو في غزة والضفة الغربية، وقد تمت ترجمة هذا القلق عبر سلسلة من المواقف السياسية المعلنة من قبل بريطانيا وفرنسا بالاضافة لألمانيا ودول اخرى، وفي الوقت الذي يشكك فيه كثيرون بمرجعيات هذا القلق وفيما إذا كان بالفعل "صحوة ضمير" أم أنه تعبير عن هواجس أوروبية استراتيجية حول وجودها وتأثيرها في المنطقة، فان نتائج تحول هذا القلق إلى تصعيد عبر الضغوط الدبلوماسية وربما عقوبات اقتصادية، وصولاً إلى تغييرات ذات دلالات استراتيجية في في العلاقات بين اوروبا واسرائيل، تؤكد انه لا يمكن انكار حقيقة ان هناك تغييرات، او على الاقل ان ان هذا التصعيد يأتي بمرجعيات تحولات كبرى ستفضي لاعادة ترسيم العلاقات بين الجانبين.صحيح ان تطورات حرب غزة وتجاوزات اسرائيل للقانون الانساني،اسهمت في هذه التحولات بالمواقف الاوروبية، ولا يستبعد ان تصل لسحب السفراء وخفض التمثيل الدبلوماسي وتجميد الحوارات والزيارات الرسمية، كما لا يستبعد ان يزيد التصعيد الأوروبي من عزلة إسرائيل الدولية،ويضعها تحت ضغط متزايد في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة لا سيما وان التسريبات الاوروبية تشير الى مراجعات لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل، وخاصة المرتبطة باحترام حقوق الإنسان، وقد يؤدي ذلك إلى تعليق بعض بنود الاتفاقية التجارية والعلمية ، بالإضافة الى تشديد تطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي التي تلزم بتمييز المنتجات المصنعة في المستوطنات الإسرائيلية، مما يؤثر على اقتصاد هذه المستوطنات.غير ان الاهم من وجهة نظر فلسطينية وعربية في المواقف الأوروبية هو توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فبعد اعتراف دول أوروبية مثل إسبانيا والنرويج وإيرلندا بدولة فلسطين، بدات دول أوروبية فاعلة بالتلويح بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في إطار ما يعرف بحل الدولتين، وربما تفرض الدول الاوربية شروطا محددة على إسرائيل للالتزام بهذا الحل، ويبدو ان المبادرة الفرنسية – السعودية المطروحة للحل في غزة، والتي تتضمن " نوع سلاح حماس وتحولها الى حزب سياسي،اعادة الاعمار، وعقد مؤتمر دولي لدعم حل الدولتين" تأتي في إطار هذه التحولات الاوروبية، مع ملاحظة ان فرنسا ذهبت للطرف العربي الفاعل وهو السعودية.ورغم كل ذلك، فانه وعلى اهمية المواقف والتحولات الأوروبية التي لا يمكن تجاوزها تجاه القضية الفلسطينية والمنطقة، فان هناك حقيقتين تشكلان مرجعية لفهم سياقات هذه التحولات، وهما:الأولى: ان هذا التصعيد جاء بعد تحولات جديدة في المواقف الامريكية تجاه الحكومة الاسرائيلية، عبرت عنها تلك المساحات الجديدة التي أظهرت اختلافات في معالجة قضية غزة، أبرز عناوينها ان الاولوية هي لإنهاء قضية الرهائن ثم مناقشة قضية ما بعد الحرب ،مع إيلاء ادخال المساعدات الاغاثية اهمية، خلافا لرؤية نتنياهو واليمين الاسرائيلي، غير ان الاهم في المواقف الامريكية الجديدة ان الادارة الجديدة أصبحت تبني مواقفها تجاه اسرائيل بمرجعية الفصل بين نتنياهو ومعه اليمين المتطرف ومفهوم "الدولة والشعب" في اسرائيل، وهو المفهوم الأقرب لتفسير المواقف الأوروبية في محاكاة المواقف الامريكية، وهو ما يعني ان المبالغة في تقدير المواقف الاوروبية والبناء عليها قد يفضي لنتائج وتقديرات تنتمي للرومانسية السياسية والتحليلات الرغائبية لدينا.الثانية: ان التحولات الأوروبية تعكس ازمات، معقدة ومتشابكة ، مرتبطة بمكانة أوروبا ودورها في النظام العالمي قيد التشكل،اكثر من كونها تعكس تحولات بمرجعيات انسانية، فالنظام العالمي الجديد وفقا لمفاهيم الإدارة الأمريكية الجديدة" بناء التحالفات على أساس الشراكات والمصالح الاقتصادية الكبرى وليس على أساس القوة فقط" يجعل اوروبا قوة غير قادرة على التحرك الا بحدود ما تسمح به امريكا وتقبل به، فاذا كان النظام الدولي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية اظهر قوتين عالميتين جديدتين وهما "امريكا والاتحاد السوفيتي" فيما تراجعت اوروبا، فان النظام الجديد يتشكل بقطبية "امريكا والصين" وقد أظهرت اوروبا ضعفا في محطات تاريخية مفصلية منها: عدم قدرتها على مواجهة روسيا في اوكرانيا بدون امريكا، وتراجع دورها في مناطق نفوذ تاريخية في أفريقيا لصالح قوى اخرى خشنة" فاغنر الروسية" وناعمة" المشاريع الاقتصادية الصينية العملاقة في افريقيا"، فيما تعد امريكا الأقدر على ضبط ايقاع القوى الناعمة والخشنة في افريقيا.أوروبا تدرك ان حرب غزة محطة ترسيم جديدة للشرق الأوسط الجديد بمقاربات امريكية واسرائيلية بعناوين متعددة، تشكل مخرجاتها تراجعا في تأثيرها بالمنطقة، فاوربا اليوم تلهث وراء الأمريكي و تبني مقاربات تابعة له لضمان بقائها والبحث عن حصصها في النظام الدولي الجديد بحدود ما تسمح به امريكا، وربما كانت محطات : حرب غزة والتغيير العميق في سوريا والدور الامريكي الحاسم في لبنان، وتحذير اوروبا من التوصل لاتفاق بين امريكا وايران، لا يأخذ مخاوفها من تهديدات الصواريخ الايرانية التي تستطيع الوصول لاوروبا، ما يقدم إضاءة على مستجدات المواقف الأوروبية تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية.

يتزايد القلق الأوروبي بشأن الأوضاع الإنسانية وانتهاكات القانون الدولي من قبل حكومة نتنياهو في غزة والضفة الغربية، وقد تمت ترجمة هذا القلق عبر سلسلة من المواقف السياسية المعلنة من قبل بريطانيا وفرنسا بالاضافة لألمانيا ودول اخرى، وفي الوقت الذي يشكك فيه كثيرون بمرجعيات هذا القلق وفيما إذا كان بالفعل "صحوة ضمير" أم أنه تعبير عن هواجس أوروبية استراتيجية حول وجودها وتأثيرها في المنطقة، فان نتائج تحول هذا القلق إلى تصعيد عبر الضغوط الدبلوماسية وربما عقوبات اقتصادية، وصولاً إلى تغييرات ذات دلالات استراتيجية في في العلاقات بين اوروبا واسرائيل، تؤكد انه لا يمكن انكار حقيقة ان هناك تغييرات، او على الاقل ان ان هذا التصعيد يأتي بمرجعيات تحولات كبرى ستفضي لاعادة ترسيم العلاقات بين الجانبين.

صحيح ان تطورات حرب غزة وتجاوزات اسرائيل للقانون الانساني،اسهمت في هذه التحولات بالمواقف الاوروبية، ولا يستبعد ان تصل لسحب السفراء وخفض التمثيل الدبلوماسي وتجميد الحوارات والزيارات الرسمية، كما لا يستبعد ان يزيد التصعيد الأوروبي من عزلة إسرائيل الدولية،ويضعها تحت ضغط متزايد في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة لا سيما وان التسريبات الاوروبية تشير الى مراجعات لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل، وخاصة المرتبطة باحترام حقوق الإنسان، وقد يؤدي ذلك إلى تعليق بعض بنود الاتفاقية التجارية والعلمية ، بالإضافة الى تشديد تطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي التي تلزم بتمييز المنتجات المصنعة في المستوطنات الإسرائيلية، مما يؤثر على اقتصاد هذه المستوطنات.

غير ان الاهم من وجهة نظر فلسطينية وعربية في المواقف الأوروبية هو توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فبعد اعتراف دول أوروبية مثل إسبانيا والنرويج وإيرلندا بدولة فلسطين، بدات دول أوروبية فاعلة بالتلويح بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في إطار ما يعرف بحل الدولتين، وربما تفرض الدول الاوربية شروطا محددة على إسرائيل للالتزام بهذا الحل، ويبدو ان المبادرة الفرنسية – السعودية المطروحة للحل في غزة، والتي تتضمن " نوع سلاح حماس وتحولها الى حزب سياسي،اعادة الاعمار، وعقد مؤتمر دولي لدعم حل الدولتين" تأتي في إطار هذه التحولات الاوروبية، مع ملاحظة ان فرنسا ذهبت للطرف العربي الفاعل وهو السعودية.

ورغم كل ذلك، فانه وعلى اهمية المواقف والتحولات الأوروبية التي لا يمكن تجاوزها تجاه القضية الفلسطينية والمنطقة، فان هناك حقيقتين تشكلان مرجعية لفهم سياقات هذه التحولات، وهما:

الأولى: ان هذا التصعيد جاء بعد تحولات جديدة في المواقف الامريكية تجاه الحكومة الاسرائيلية، عبرت عنها تلك المساحات الجديدة التي أظهرت اختلافات في معالجة قضية غزة، أبرز عناوينها ان الاولوية هي لإنهاء قضية الرهائن ثم مناقشة قضية ما بعد الحرب ،مع إيلاء ادخال المساعدات الاغاثية اهمية، خلافا لرؤية نتنياهو واليمين الاسرائيلي، غير ان الاهم في المواقف الامريكية الجديدة ان الادارة الجديدة أصبحت تبني مواقفها تجاه اسرائيل بمرجعية الفصل بين نتنياهو ومعه اليمين المتطرف ومفهوم "الدولة والشعب" في اسرائيل، وهو المفهوم الأقرب لتفسير المواقف الأوروبية في محاكاة المواقف الامريكية، وهو ما يعني ان المبالغة في تقدير المواقف الاوروبية والبناء عليها قد يفضي لنتائج وتقديرات تنتمي للرومانسية السياسية والتحليلات الرغائبية لدينا.

الثانية: ان التحولات الأوروبية تعكس ازمات، معقدة ومتشابكة ، مرتبطة بمكانة أوروبا ودورها في النظام العالمي قيد التشكل،اكثر من كونها تعكس تحولات بمرجعيات انسانية، فالنظام العالمي الجديد وفقا لمفاهيم الإدارة الأمريكية الجديدة" بناء التحالفات على أساس الشراكات والمصالح الاقتصادية الكبرى وليس على أساس القوة فقط" يجعل اوروبا قوة غير قادرة على التحرك الا بحدود ما تسمح به امريكا وتقبل به، فاذا كان النظام الدولي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية اظهر قوتين عالميتين جديدتين وهما "امريكا والاتحاد السوفيتي" فيما تراجعت اوروبا، فان النظام الجديد يتشكل بقطبية "امريكا والصين" وقد أظهرت اوروبا ضعفا في محطات تاريخية مفصلية منها: عدم قدرتها على مواجهة روسيا في اوكرانيا بدون امريكا، وتراجع دورها في مناطق نفوذ تاريخية في أفريقيا لصالح قوى اخرى خشنة" فاغنر الروسية" وناعمة" المشاريع الاقتصادية الصينية العملاقة في افريقيا"، فيما تعد امريكا الأقدر على ضبط ايقاع القوى الناعمة والخشنة في افريقيا.

أوروبا تدرك ان حرب غزة محطة ترسيم جديدة للشرق الأوسط الجديد بمقاربات امريكية واسرائيلية بعناوين متعددة، تشكل مخرجاتها تراجعا في تأثيرها بالمنطقة، فاوربا اليوم تلهث وراء الأمريكي و تبني مقاربات تابعة له لضمان بقائها والبحث عن حصصها في النظام الدولي الجديد بحدود ما تسمح به امريكا، وربما كانت محطات : حرب غزة والتغيير العميق في سوريا والدور الامريكي الحاسم في لبنان، وتحذير اوروبا من التوصل لاتفاق بين امريكا وايران، لا يأخذ مخاوفها من تهديدات الصواريخ الايرانية التي تستطيع الوصول لاوروبا، ما يقدم إضاءة على مستجدات المواقف الأوروبية تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية.

*المصدر: وكالة مدار الساعة الإخبارية | alsaa.net
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com