اخبار الاردن

وكالة مدار الساعة الإخبارية

سياسة

الرجوب يكتب: حين تصبح الدولة قلبًا.. لا سلطة

الرجوب يكتب: حين تصبح الدولة قلبًا.. لا سلطة

klyoum.com

في زمنٍ تتزاحم فيه المصالح، وتتهافت فيه الأنظمة على إشباع جشع الأرقام، تنشأ لحظات فارقة تصنع مجد الأمم، وتعيد ترتيب الوجدان الوطني في صدور الناس. في هذا الوطن الذي تتقاذفه الأزمات، وتتنازعه المصالح، وتغشاه هواجس الأرقام، يبقى الإنسان هو الأصل، والمواطن هو المعنى، والكرامة هي السقف، اليوم تجلّت لحظة فارقة حين قررت الحكومة الأردنية، ممثلة بدولة الدكتور جعفر حسان، أن تنحاز لما هو أهم، للإنسان قبل الحساب، للمواطن قبل القانون، فألغت مشروع قانون ضريبة الأبنية الجديد.ليس القرار مجرد تعديل قانوني، إنه رسالة مكتوبة بحبر الوجدان، تقول مصلحة المواطن أولًا. صار المواطن معادلة لا يمكن تجاوزها، لا رقمًا يُدرج بين الضرائب، ولا بندًا يُهمَّش خلف الموازنات.في وطن يضيق أحيانًا على بنيه، جاء هذا القرار ليبعث طمأنينة بأن الكرامة ما زالت على جدول الأولويات، وأن الأرض التي نمشي عليها، ما زالت تحمل نبض قلوبنا، لا أثقال ظهورنا.ملكنا المفدّى عبدالله الثاني بن الحسين قالها ذات يوم: ليس هناك أغلى من الإنسان الأردني، ولا أسمى من كرامته وحقوقه.واليوم يتجسّد صدى هذه الكلمات بموقف حكيم وقرار راق. سيقول الاقتصاديون ما يشاؤون، وسيتداول الساسة حساباتهم، لكن الحقيقة أن الأوطان لا تبنيها الضرائب، بل القلوب الراضية، والضمائر الحية. فحين تنحني الحكومة لنبض الناس، ترتفع قيمة الوطن في صدورهم.وهذا ليس إلغاء قانون، بل إحياء لفكرة أن الإنسان هنا ليس رقمًا ولا مقيمًا ولا حالةً ضريبية، بل وجدان وطن، وصدى ملك، ومرآة حكومة.وحين تصير الحكومات قلوبًا لا سلاطين، وحين تكون الدولة أبًا لا جابيًا، حينها فقط يحيا الوطن.وأنا، أقول: إن أعظم الأوطان ليست تلك التي تُرسم حدودها بالحبر، بل التي تُنسج خرائطها من نبض القلوب، حيث يصبح الوطن فكرة أبدية عابرة للجغرافيا، لا تختزلها ضرائب، ولا تعلو عليها سلطات، بل تُسطّرها ضمائر الأحرار على بياض الذاكرة الجمعية. هنالك، حيث الوطن وطن، والمواطنة انتماء يتجاوز الطين، ليصبح وجودًا يتماهى مع الكرامة، ووجدانًا يتحد مع فكرة الخلود.حينها فقط — يحيا الوطن.

في زمنٍ تتزاحم فيه المصالح، وتتهافت فيه الأنظمة على إشباع جشع الأرقام، تنشأ لحظات فارقة تصنع مجد الأمم، وتعيد ترتيب الوجدان الوطني في صدور الناس. في هذا الوطن الذي تتقاذفه الأزمات، وتتنازعه المصالح، وتغشاه هواجس الأرقام، يبقى الإنسان هو الأصل، والمواطن هو المعنى، والكرامة هي السقف، اليوم تجلّت لحظة فارقة حين قررت الحكومة الأردنية، ممثلة بدولة الدكتور جعفر حسان، أن تنحاز لما هو أهم، للإنسان قبل الحساب، للمواطن قبل القانون، فألغت مشروع قانون ضريبة الأبنية الجديد.

ليس القرار مجرد تعديل قانوني، إنه رسالة مكتوبة بحبر الوجدان، تقول مصلحة المواطن أولًا. صار المواطن معادلة لا يمكن تجاوزها، لا رقمًا يُدرج بين الضرائب، ولا بندًا يُهمَّش خلف الموازنات.

في وطن يضيق أحيانًا على بنيه، جاء هذا القرار ليبعث طمأنينة بأن الكرامة ما زالت على جدول الأولويات، وأن الأرض التي نمشي عليها، ما زالت تحمل نبض قلوبنا، لا أثقال ظهورنا.

ملكنا المفدّى عبدالله الثاني بن الحسين قالها ذات يوم: ليس هناك أغلى من الإنسان الأردني، ولا أسمى من كرامته وحقوقه.

واليوم يتجسّد صدى هذه الكلمات بموقف حكيم وقرار راق. سيقول الاقتصاديون ما يشاؤون، وسيتداول الساسة حساباتهم، لكن الحقيقة أن الأوطان لا تبنيها الضرائب، بل القلوب الراضية، والضمائر الحية. فحين تنحني الحكومة لنبض الناس، ترتفع قيمة الوطن في صدورهم.

وهذا ليس إلغاء قانون، بل إحياء لفكرة أن الإنسان هنا ليس رقمًا ولا مقيمًا ولا حالةً ضريبية، بل وجدان وطن، وصدى ملك، ومرآة حكومة.

وحين تصير الحكومات قلوبًا لا سلاطين، وحين تكون الدولة أبًا لا جابيًا، حينها فقط يحيا الوطن.

وأنا، أقول: إن أعظم الأوطان ليست تلك التي تُرسم حدودها بالحبر، بل التي تُنسج خرائطها من نبض القلوب، حيث يصبح الوطن فكرة أبدية عابرة للجغرافيا، لا تختزلها ضرائب، ولا تعلو عليها سلطات، بل تُسطّرها ضمائر الأحرار على بياض الذاكرة الجمعية. هنالك، حيث الوطن وطن، والمواطنة انتماء يتجاوز الطين، ليصبح وجودًا يتماهى مع الكرامة، ووجدانًا يتحد مع فكرة الخلود.

حينها فقط — يحيا الوطن.

*المصدر: وكالة مدار الساعة الإخبارية | alsaa.net
اخبار الاردن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com