هل انتهى دورنا عند حافة الانفعال؟؟؟
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
ولي العهد يهنئ بذكرى المولد النبوي الشريفهل انتهى دورنا عند #حافة_الانفعال؟؟؟
#المهندس #مدحت_الخطيب
في #لحظات_الغضب_الكبرى، يصبح أسهل ما يمكن فعله هو الصراخ.
بكلمات قليلة على #مواقع #التواصل_الاجتماعي، يمكنك أن تشجب، وتدين، وتستنكر، تلعن وفي نفس الوقت تطالب بالقصاص. لا جهد ولا تكلفة، فقط عبارات حادة تتطاير في الفضاء الرقمي وينتهي الأمر.
لكن هل هذا كل ما نملكه؟
الغضب مشروع، والحق في المطالبة بالعدالة لا نقاش فيه. لكن الكوارث لا تُدار بالصوت العالي وحده. ما جدوى أن نضيف صخباً على صخب، بينما الخراب يتمدد والجراح ما زالت تنزف؟ والقتل والتشريد والدمار والإبادة تحيط بأمتنا من كل حد وصوب.
المرحلة لا تحتاج إلى مزيد من الزيت على النار، بل إلى من يمد يده لإخماد الحريق.
إلى من يرمم ما تهدّم، ويؤمّن ما يمكن إنقاذه، ويعيد الأمان ولو جزئياً إلى النفوس ، لأن المعركة بعد الكارثة التي تعيشها أمتنا ليست فقط مع الفاعل، بل مع آثار فعله…
الغضب طاقة لكنه إن لم يُوجَّه بوعي فلا فائدة منه ..
الشتائم واللعن والسب؟ نعم هذا أرخص السلاح وأسرعه.
بضغطة زر، تمتلئ المنصات بكلمات نارية، صور دامية، وعبارات «أدين وأشجب وأستنكر» وكأننا بهذا نعيد الحياة لمن فقدنا، أو نوقف النزيف الذي يغمر الأرض من دماء العرب والمسلمين ..
اليوم ماذا بعد كل هذا الخضوع والاذلال ؟
هل انتهى دورنا عند حافة الانفعال؟
هل المطلوب أن نغذي النار بالغضب فقط حتى تلتهم ما تبقى، أم أن الكارثة تحتاج عقولاً تبني لا ألسنة تلعن؟
نحتاج لمن يرمم البيوت العربية التي تهدّمت، ويؤمّن الدواء والماء لمن ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت، اليوم نحتاج الى من يضمد جراح الأحياء قبل أن يتحولوا إلى أرقام جديدة في قوائم الضحايا…
الغضب حق، لكنه إن لم يتحول إلى فعل، يبقى مجرد دخان يتبدد في الهواء.
والكلمات سلاح، لكن قيمتها في أن تفتح باباً للحل، لا أن تتركنا ندور في حلقة الانتقام اللفظي.
فلنكن صوتاً يصرخ في وجه الباطل لكن بيد تبني، وعقل يخطط، وقلب يعرف أن الانتصار الحقيقي ليس في شدة الصرخة، بل في أثرها.
والله المستعان على حالنا الذي نعيشه اليوم…
الدستور