غزة تحت العطش: دمار ممنهج للبنية المائية وجرائم إبادة صامتة
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
ناسا تنشر أقرب لقطات مصورة لطبقات الغلاف الجوي للشمس#سواليف
تعيش مناطق وسط وجنوب قطاع #غزة واحدة من أسوأ أزماتها الإنسانية، إذ يواجه أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني #خطر #العطش الشديد، في ظل توقف شبه كامل لمحطات تحلية المياه بسبب نفاد الوقود، ووسط ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة.
#انهيار #المنظومة_المائية في القطاع
تفاقمت الأزمة المائية مؤخرًا بشكل حاد بعد أن أوقفت سلطات الاحتلال تشغيل خط "ميكروت" (يأتي من قبل الاحتلال)، الذي يُعد أحد أهم مصادر المياه العذبة التي يعتمد عليها سكان القطاع منذ بداية العدوان في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
في معسكرات وسط القطاع (دير البلح، النصيرات، البريج، الزوايدة، المغازي، المصدر)، بات السكان يعتمدون بشكل رئيسي على مياه مالحة ومعالجة جزئيًا للشرب، بعد خروج محطة تحلية دير البلح عن الخدمة نتيجة لانقطاع الكهرباء ورفض الاحتلال إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولداتها.
أما محافظة خان يونس جنوبي القطاع، التي تؤوي نحو مليون ومئتي ألف نازح في منطقة المواصي، فتعتمد على مياه البحر في الاستخدامات اليومية من استحمام وغسيل وتنظيف، بعد أن دمّر الاحتلال عددًا كبيرًا من آبار المياه خلال اجتياحه لمناطق المقابر والمسلخ.
دمار شامل في شبكة المياه وخروج الآبار عن الخدمة
بدوره وصف رئيس قسم المياه في بلدية خان يونس سلامة شراب، الوضع المائي في المدينة بـ"الكارثي"، موضحًا أن خط "ميكروت" كان يزود المدينة بنحو 3850 مترًا مكعبًا يوميًا، ما يعادل 60 في المئة من احتياجات السكان، قبل أن يتضاعف الاستهلاك مع نزوح ربع مليون من أهالي رفح.
وأشار شراب إلى أن "75 في المئة من منظومة المياه في المدينة أصبحت خارج الخدمة، حيث دمّر الاحتلال 25 من أصل 37 بئرًا رئيسيًا بشكل كامل، فيما تعمل 12 بئرًا بطاقة لا تتجاوز ثلث قدرتها التشغيلية، بسبب شح الوقود والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي".
وفي وسط القطاع، أدى توقف محطة تحلية دير البلح عن العمل – والتي كانت تنتج أكثر من ألفي كوب من المياه العذبة يوميًا – إلى تفاقم أزمة المياه، بعدما كانت تسد العجز في خان يونس عبر ضخ نحو 500 كوب يوميًا لبعض أحيائها.
تعطيش ممنهج كجريمة حرب
بحسب مكتب الإعلام الحكومي بغزة، تمارس سلطات الاحتلال "حرب تعطيش ممنهجة"، ارتُكبت خلالها أكثر من 112 مجزرة بحق مدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المياه، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 700 فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال، وإصابة آلاف آخرين.
وكشف المكتب أن "الاحتلال دمّر عمدًا أكثر من 720 بئرًا، وحرم نحو 1.25 مليون فلسطيني من الوصول إلى المياه النظيفة، إلى جانب منعه إدخال 12 مليون لتر من الوقود شهريًا، ما أدى إلى توقف محطات التحلية والصرف الصحي وتعطُّل منظومة النفايات، متسببًا في انتشار الأوبئة، خصوصًا بين الأطفال".
وأكد البيان أن سلطات الاحتلال قطعت آخر خط مياه "ميكروت" منذ 23 كانون الثاني/ يناير 2025، ثم تبعته في 9 آذار/ مارس بقطع آخر خط كهرباء يغذي محطة التحلية المركزية جنوب دير البلح، مما فاقم الأزمة وأوقف إنتاج كميات كبيرة من مياه الشرب.
جريمة إبادة جماعية صامتة
ووصف المكتب الإعلامي هذه الإجراءات بأنها "جريمة إبادة جماعية صامتة" تُرتكب بدعم مباشر أو غير مباشر من عدة دول غربية، على رأسها الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا، والمملكة المتحدة.
وترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلًا وتجويعًا وتدميرًا وتهجيرًا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وقد خلفت هذه الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلًا عن دمار واسع طال كافة مناحي الحياة.