أوزبكستان والأردن .. نحو آفاق جديدة للتعاون
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
الخميس: أجواء صيفية معتدلة في أغلب المناطقيقوم جلالة الملك عبدالله الثاني بزيارة دولة إلى أوزبكستان، في الفترة من 25 إلى 26 أغسطس، وذلك بدعوة من الرئيس شوكت ميرضيائيف
وتأسست العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية أوزبكستان والمملكة الأردنية الهاشمية في فبراير 1993. وعلى مدى العقود الماضية، تطورت هذه العلاقات من اتصالات رسمية إلى تعاون شامل يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية - الإنسانية.
في يونيو 1994، افتتحت سفارة الأردن في طشقند. وحاليًا، يتولى سفير أوزبكستان المقيم في الرياض التمثيل الدبلوماسي في عمان بشكل متزامن. بالإضافة إلى ذلك، منذ أغسطس 2007، يعمل نظام القنصل الفخري لأوزبكستان في الأردن، ويتولى هذا المنصب المواطن الأردني لؤي أبو غزالة.
منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية، تم إجراء الحوار السياسي بين أوزبكستان والأردن على أعلى المستويات بشكل رئيسي من خلال اللقاءات في المنصات الدولية، والمكالمات الهاتفية، والرسائل الرسمية، وزيارات رفيعة المستوى في بعض الأحيان.
وفي السنوات الأخيرة، اكتسبت العلاقات الثنائية زخمًا جديدًا. يظهر الجانبان التزامًا واضحًا بتوسيع وتعميق التعاون، مستندين إلى إمكانات كبيرة للمنفعة المتبادلة.
في عام 2025، زار وفد تمثيلي من أوزبكستان برئاسة وزير الخارجية بختيار سعيدوف العاصمة الأردنية عمان، حيث تم نقل رسالة شخصية وتحيات من الرئيس شوكت ميرضيائيف إلى الملك عبدالله الثاني، التقى الوفد بجلالة الملك، وأجرى محادثات مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي، بالإضافة إلى لقاءات مع ممثلي وزارات الاستثمار، التعليم العالي، الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، وشركات كبرى.
ومن أبرز النتائج توقيع اتفاقية إلغاء التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، بالإضافة إلى برنامج التعاون المشترك بين وزارتي الخارجية للفترة 2025-2027. تعكس هذه الخطوات النية المتبادلة لإضفاء طابع منهجي على العلاقات ورفعها إلى مستوى جديد.
وتتبع أوزبكستان بشكل عام سياسة الانفتاح والدبلوماسية متعددة الأطراف. في السنوات الأخيرة، طورت طشقند بنشاط التعاون مع دول الشرق الأوسط، كما يتضح، على سبيل المثال، من الزيادة شبه الخماسية في التجارة مع دول مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة 2020-2023. توفر مشاركة أوزبكستان في صيغ متعددة الأطراف مثل منظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة التعاون الاقتصادي، وغيرها من الجمعيات الدولية منصة إضافية لتعميق التفاعل الأوزبكي - الأردني.
ويبقى التعاون الاقتصادي بين أوزبكستان والأردن عند مستوى متواضع نسبيًا؛ ومع ذلك، فقد حدد الجانبان بالفعل استراتيجية لتكثيفه. في عام 2024، بلغ حجم التجارة الثنائية حوالي 4.6 مليون دولار أمريكي. يصدر الأردن الأدوية والمنتجات الكيميائية والمعدات والآلات إلى أوزبكستان، بينما تصدر أوزبكستان النحاس والفواكه المجففة والمكسرات والمنسوجات.
وأكدت المحادثات بين وزراء الاستثمار والصناعة والتجارة في البلدين في عام 2025 الاستعداد لتوسيع الشراكة. ومن بين المجالات الرئيسية توقيع اتفاقية تجارة تفضيلية لتسهيل الوصول إلى الأسواق المتبادلة، والتعاون في قطاع التعدين - بما في ذلك استخراج ومعالجة الفوسفات والنحاس وغيرها من المعادن - وتعزيز الروابط في الزراعة والصناعات الغذائية، وتنفيذ مشاريع مشتركة في الأدوية والمنسوجات والصناعات الخفيفة والاقتصاد الرقمي.
ومن الأهمية بمكان النية لإنشاء مجلس الأعمال الأوزبكي - الأردني، الذي سيعزز التواصل المباشر بين رواد الأعمال، وينظم المعارض القطاعية والمنتديات التجارية والبعثات التجارية. يقترح الأردن أيضًا استخدام موقعه الجغرافي المميز كمركز لدخول السلع الأوزبكية إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتُبنى العلاقات بين أوزبكستان والأردن على أساس روحي عميق. ويوحد البلدين الثقافة الإسلامية، والتراث التاريخي المشترك، والتقاليد العريقة للتبادل الديني والثقافي. ويخلق هذا جوًا من الثقة والتفاهم المتبادل، وهو أمر مهم بشكل خاص للبعد الإنساني في العلاقات الثنائية.
وتشمل المجالات الواعدة للتعاون الثقافي والإنساني توسيع التبادل الأكاديمي، والبرامج التعليمية المشتركة والمنح الدراسية للطلاب، وتنظيم المهرجانات الثقافية والمعارض والمؤتمرات المخصصة للتراث التاريخي والثقافي المشترك، والتعاون في الدراسات الإسلامية واللاهوت والتاريخ والآثار، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في الرعاية الصحية، بما في ذلك البرامج الطبية المشتركة والتدريب والطب عن بُعد.
وتوفر قرب القيم الروحية أساسًا متينًا للشراكة طويلة الأمد، حيث يصبح التبادل الثقافي جزءًا لا يتجزأ من التطور العام.
وفي السنوات الأخيرة، شارك ممثلو الأردن بنشاط في الفعاليات الثقافية التي أقيمت في أوزبكستان، بما في ذلك مهرجان فن المقام الدولي (سبتمبر 2018، شهريسابز) ومهرجان الحرف اليدوية الدولي (سبتمبر 2019، كوكاند).
ولا شك أن أوزبكستان والأردن قادرتان على بناء شراكة متبادلة المنفعة تقوم على الثقة والقيم الثقافية المشتركة والإمكانات الاقتصادية التكميلية. وتنفيذ المبادرات المخطط لها لن يعمق التعاون فحسب، بل سيحوله أيضًا إلى عامل مهم للاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وفي هذا السياق، ستفتح زيارة الملك إلى أوزبكستان آفاقًا جديدة لتكثيف التعاون الثنائي. وستخلق الإرادة السياسية لكلا الجانبين، المدعومة باتفاقيات ملموسة، ظروفًا لنمو التجارة، وتنفيذ مشاريع استثمارية، وتعزيز الروابط الإنسانية.