استطلاع الرأي حول الحكومة ورئيسها!
klyoum.com
كان تصدر مشاكل الفقر والبطالة كأولوية في سلم اهتمام المواطن الأردني من مختلف السرائر طبيعياً؛ فالموضوع الاقتصادي هو ما يشغل البال وقد قلنا ونقول إن اطمئنان المواطن لمستوى معيشته ومستقبله وأبنائه هو الأولوية وبعد ذلك تأتي القضايا الأخرى مثل السياسة وغيرها مع أنها مهمة بدرجة تأثيرها على الأوضاع الاقتصادية.
يخاف الناس من التطورات السياسية بقدر تأثيرها على أمنه الاقتصادي والمعيشي ومستقبل أجيالهم.
يسجل لهذه الحكومة وضعها أولى عتبات استعادة الثقة بالحكومات، والسبب هو قراراتها الاقتصادية وأفعالها ويسجل لهذا الرئيس الدكتور جعفر حسان أنه استطاع استبدال الكلام بالأفعال فاتجه إلى العمل الميداني ونال رضا الرأي العام كما في استطلاع الرأي الأخير لمركز الدراسات الاستراتيجية.
جاء الكلام عن التعديل الوزاري في ذيل الاهتمام فمن يبالي طالما ان الأمور تسير في الاتجاه المرغوب مع أن كاتب هذا المقال يعتقد أن مجرد التفكير في اجراء تعديل وزاري يمكن أن يبدأ بعد سنة على تشكيل الحكومة.
استطلاعات الرأي مهمة؛ فهي تمنح صاحب القرار والحكومة فرصة لمعرفة مكانتهم وبالتالي فعل ما ينسجم مع قناعاتهم لان استطلاعات الرأي غالبا ما تأتي بنتائج مختلفة مع مضي الوقت وهي بلا شك متغيرة.
لا يمكن تجاهل نتائج الاستطلاعات، فهي بلا شك مؤشر، والحكمة تقتضي أخذها بعين الاعتبار. عندما يجمع الرأي العام على أن الأوضاع الاقتصادية سيئة، او جيدة او ان الأمور تسير في الاتجاه الصحيح فهي كذلك وعندما يقول إن الحاجة ماسة إلى حلول فورية تنعكس على معيشة الناس فهو قول صائب وعندما يرى أن المشاريع الاستراتيجية مهمة على المديين البعيد والمتوسط فهو محق لكن الأهم هو حلول ومشاريع فورية.. المشكلة أن الحكومة تحاول فعلاً أن تفعل كل هذا، وهي لا تتردد في التعهد به، ومع ذلك فهذا لا يكفي من وجهة نظر الرأي العام.
عندما تقول استطلاعات الرأي إن اكثر من نصف عينة الاستطلاع يثقون بحكومتهم، فهذا لا يعني أن على الحكومة أن تطمئن بل عليها ان تبذل المزيد.
ليس مطلوباً من رئيس الحكومة أن يكون «سـوبر مان»، ينفخ فيغير كل شيء، وليس مطلوباً منه أن يبحث عن الشعبية، فهو ليس زعيم حزب سياسي ولم تأتِ به صناديق الاقتراع بل أن المطلوب منه أن ينال الرضا ليس لشخصه بل لقدرته على اتخاذ القرارات التي تحقق الحلول ومنها الخدمات التي تقدمها حكومته للمواطن ومنها قدرته على صنع تغيير إيجابي في الحياة المعيشية للمواطن، رئيس الحكومة ينحاز إلى الفقراء والمستثمرين، ويراعي مصالح جميع الشرائح يتوسع في الإعفاءات ويزيد الإيرادات، ويحقق التوازن، وأن يكون لكل الناس في كل الأوقات.
الرئيس، حسان رتب الأولويات في حدود خطة التحديث وتجاوزها في موضوع الخدمات الأساسية ويعرف حدود الإمكانيات، فاليد بالنسبة له ليست قصيرة والعين يجب أن تكون بصيرة.. المهم العمل في حدود الإمكانات وأظنها متوافرة.