السفير الألماني: دور محوري للأردن لحل أزمات المنطقة
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
خطوة للوراء.. صدمة جديدة بشأن عودة برشلونة لكامب نوزاد الاردن الاخباري -
أكّد السفير الألماني لدى عمّان بيرترام فون مولتكه، عمق العلاقات الأردنية – الألمانية، واصفا إيّاها بأنها “نموذج ناجح للشراكة القائمة على الثقة والاحترام المتبادل”، ومشيدا بالدور المحوري الذي يقوم به الأردن في المنطقة، خاصة في ظل الأزمات المتفاقمة، ومؤكدا التزام بلاده بدعم المملكة على مختلف المستويات.
وأشار السفير، خلال كلمته في احتفال السفارة الألمانية بمناسبة يوم الوحدة الألمانية، الذي أقيم في مقر إقامته بحضور وزيرة الدولة للشؤون للخارجية نانسي نمروقة، بالإضافة لحضور رسمي ودبلوماسي واسع، وممثلين عن قطاعات أردنية وألمانية متنوعة، أشار إلى أن ألمانيا ترى في الأردن شريكا موثوقا في منطقة مضطربة، وتثمّن عاليا دوره المتوازن ومساعيه لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
ولفت إلى أن التنسيق بين البلدين يمتد إلى ملفات إقليمية مشتركة وملفات إنسانية وتنموية، وأن دور الأردن كشريك إقليمي لا بد أن يدعم في السعي نحو استقرار المنطقة.
وقال فون مولتكه إن التعاون بين البلدين يمتد ليشمل الملفات السياسية والتنموية والإنسانية، وكذلك التعليم، والطاقة، والبيئة، والثقافة، مضيفا إن “علاقاتنا مع الأردن تتخطى الإطار الدبلوماسي التقليدي، فهي قائمة على قيم ومصالح مشتركة، وعلى رؤية طويلة الأمد لمستقبل مستقر ومزدهر للمنطقة”.
وأشاد السفير بما وصفه “العلاقة الاستثنائية” بين القيادة الأردنية والحكومة الألمانية، والتي تعززت من خلال الزيارات رفيعة المستوى، والمبادرات المشتركة، والدعم المستمر لمشاريع تنموية في مختلف محافظات المملكة.
وأكد أن ألمانيا ستواصل تعزيز شراكتها مع الأردن في مختلف المجالات، متابعا: “نحن ملتزمون بالعمل مع شركائنا الأردنيين من أجل مستقبل يعمه السلام والاستقرار والتنمية، لأننا نؤمن أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا”.
وفي إشارة إلى التحديات الإقليمية، خاصة في الأراضي الفلسطينية، شدد السفير على أهمية الدور الأردني في الدعوة لحل عادل وشامل، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال في هذا السياق، “نحن والأردن نتشارك الموقف نفسه بشأن ضرورة إنهاء معاناة المدنيين، ووقف دوامة العنف، والدفع نحو حل سياسي قائم على القانون الدولي”.
وشدد السفير على التزام بلاده بمبادئ القانون الدولي وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، داعيا إلى وقف العنف وإلى حل سياسي تفاوضي يضمن حياة كريمة ومستقرة للشعوب في المنطقة.
وأكد أن ألمانيا تواصل دعم جهود الأردن في المجالات الإنسانية، خصوصا ما يتعلق بتخفيف تداعيات الصراع في غزة، مشيرًا إلى أن برلين قدّمت أكثر من 350 مليون يورو كمساعدات إنسانية للقطاع منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
واستحضر السفير درس توحيد ألمانيا بعد سقوط جدار برلين عام 1989 باعتباره دليلاً على أن التغيرات الكبيرة ممكنة، واستخدم هذه الذكرى ليدعو إلى الأمل وإلى العمل من أجل حل النزاعات.
وأشار إلى أرقام ضحايا الأزمة الإنسانية الكبيرة في غزة، مؤكّدا أن هذا الوضع يلامس ضمير المجتمع الدولي ويستدعي تدخلا عاجلا لإنقاذ المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية.
كما بيّن أن الموقف الألماني يدعم بناء أسس الدولة الفلسطينية المستقبلية عبر المساعدة المادية والتقنية والدبلوماسية، متوافقًا مع رؤى تعتمد على حل الدولتين كأساس للتسوية السياسية.
وقال السفير إنه مقتنع بأن “الظلام لن يدوم إلى الأبد” وأن التغيير الممكن الذي شاهدناه في أوروبا ذات يوم يمكن أن يلهم حلولا سلمية تعيد المنطقة إلى مسار الاستقرار والازدهار، مع تشديده على أن ذلك يتطلب إرادة سياسية والتزاما عمليًا بالقانون الدولي والجهود الإنسانية.
وعلى الصعيد الثقافي، قال السفير إن العلاقات بين عمان وبرلين لا تقتصر على السياسات والمصالح، بل تمتد إلى الناس، والمجتمعات، والمبادرات الإبداعية، لافتًا إلى أن التعاون الثقافي يشكّل بُعدًا مهمًا في العلاقات الثنائية.
وسلّط الضوء على مشروع فني مشترك في حي الحازمي شرق عمّان، حيث يعمل فنانون أردنيون وألمان على إنتاج جداريات تعبّر عن التعدد الثقافي والحوار المجتمعي، مؤكدًا أن “الفن والهوية أدوات قوية لبناء التفاهم وتعزيز الروابط بين الشعوب”.