"تنامي ظاهرة تهريب آثار سورية وبيعها في مزادات فيسبوك بعد سقوط النظام" الغارديان
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
إلهام الفضالة تهدي ابنتها سيارة.. وتلجأ لهذه الحيلةزاد الاردن الاخباري -
تزايدت مؤخراً عمليات نهب وتهريب الآثار في سوريا، وتحاول صحيفة الغارديان البحث في دور فيسبوك في الترويج لهذه التجارة، بينما تتابع الصنداي تايمز السفينة مادلين في رحلتها إلى غزة وأجرت حواراً مع الناشطة غريتا ثونبرغ، في حين تشير الواشنطن بوست الأمريكية إلى "حسم" ترامب المعركة الدائرة حالياً مع إيلون ماسك.
نشرت صحيفة الغارديان تقريراً مطولاً عن نهب الآثار من سوريا وبيعها عبر منصة فيسبوك، وأشارت إلى أن هذه الأعمال زادت بعد سقوط الأسد نظام الأسد العام الماضي.
وأعد مراسل الصحيفة وليام كريستو، التقرير من مدينة تدمر التاريخية في سوريا، وقال إنه بعد انهيار الأجهزة الأمنية التي كانت "مخيفة في السابق"، بالإضافة لتفشي الفقر في البلاد، انتشرت حمى البحث عن الذهب.
وحذر التقرير من أن تدمر ليست الموقع الأثري الوحيد المهدّد، خاصة بعد ارتفاع معدلات نهب الآثار السورية والاتجار بها بصورة غير مسبوقة، منذ أن أطاح المتمردون بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مما زاد من الخطر على تراث البلاد.
ورصد مشروع البحث في الاتجار بالآثار والأنثروبولوجيا التراثية (آثار)، الذي يحقق في تجارة الآثار بالسوق السوداء عبر الإنترنت، أن ما يقرب من ثلث حالات بيع الآثار السورية الموثقة منذ 2012، والتي بلغت 1,500 حالة، حدثت منذ سقوط الأسد.
وقال عمرو العظم، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط والأنثروبولوجيا في جامعة شوني ستيت بولاية أوهايو الأمريكية والمدير المشارك في مشروع (آثار): "عندما سقط نظام الأسد، شهدنا طفرة هائلة في عمليات النهب. كان ذلك انهياراً كاملاً لأي قيود ربما كانت موجودة في عهد النظام والتي كانت تسيطر على عمليات النهب".
تتبع المشروع مسار تهريب آثار الشرق الأوسط عبر الإنترنت، وأنشأ قاعدة بيانات تضم أكثر من 26 ألف لقطة شاشة ومقطع فيديو وصورة توثق الآثار المهربة التي يعود تاريخها إلى عام 2012.
والملفت بحسب التقرير أن عمليات البيع تسير بمعدلات سريعة، على سبيل المثال، كان بيع فسيفساء من الرقة يستغرق عاماً. أما الآن، فتُباع الفسيفساء في غضون أسبوعين.
حثّت الحكومة السورية الجديدة اللصوص على التوقف، وعرضت مكافآت مالية لمن يُسلمون الآثار بدلاً من بيعها، وهددت اللصوص بعقوبات تصل إلى 15 عاماً. لكن سلطة دمشق، التي تعاني لفرض سيطرتها، "لا تملك سوى موارد محدودة لحماية تراثها الأثري."
وبحسب التقرير فإن معظم المتورطين أفراد فقراء بحاجة للمال، لكن هناك شبكات إجرامية مُعقدة أيضا تستخدم معدات ثقيلة وجرافات في الحفر ليلاً ونهاراً، كما أظهرت حالات انتزاع لوحات فسيفساء كاملة سليمة من المواقع، ما يعني قيام خبراء ومحترفين بالعمل.
بمجرد استخراج الآثار من باطن الأرض، تجد طريقها إلى الإنترنت. يقول الخبراء إن فيسبوك برز "كمركز رئيسي لبيع الآثار المسروقة"، بدءاً من العملات القديمة والفسيفساء الكاملة والتماثيل الحجرية الضخمة وتباع لأعلى سعر.
في عام 2020، حظرت شركة فيسبوك بيع الآثار التاريخية على منصتها، وأعلنت أنها ستزيل أي محتوى ذي صلة. ومع ذلك، "نادراً ما تُطبّق هذه السياسة على الرغم من توثيق استمرار عمليات البيع على المنصة."
رفض ممثل عن شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، التعليق على استفسارات الغارديان.
وكشف التقرير أن مجموعات فيسبوك تُستخدم كبوابة للمتاجرين، وتربطهم بشبكات إجرامية تُهرب الآثار إلى الأردن وتركيا المجاورتين، ومن هناك، تُشحن إلى دول أخرى لإصدار فواتير بيع ومصدر مزورة، ليتم غسلها في السوق السوداء للآثار، وبعد 10 إلى 15 عاماً، يمكن بيعها من خلال دور المزادات القانونية، لجامعي التحف وأيضاً للمتاحف، خاصةً في الولايات المتحدة وأوروبا.