الاعلامية دانا الزعبي تكتب - الكذب والخداع… وباء يفتك بمروءتنا قبل أن يفتك بمجتمعنا
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
بوابات الجحيم في تركمانستان ستغلق قريبازاد الاردن الاخباري -
كتبت : الاعلامية دانا الزعبي - لم يعد الكذب في مجتمعاتنا مجرّد خطأ عابر أو "زلّة لسان"، بل صار منهجًا معتمدًا عند كثيرين، وكأننا نعيش في زمن باتت فيه الحقيقة عبئًا، والصدق سذاجة، والخداع ذكاءً و"شطارة".
من المسؤول عن هذا الانحدار الأخلاقي؟ كلنا مسؤولون، من البيت الذي يربّي أبناءه على المراوغة تحت مسمّى "التصرّف بحكمة"، إلى المدرسة التي تتغاضى عن الغش في الامتحانات، إلى الإعلام الذي يلمّع الكاذبين بدلًا من فضحهم، وصولًا إلى المسؤول الذي يرى في الكذب وسيلة لتثبيت كرسيه.
مجتمع بلا ثقة… مجتمع بلا مستقبل
عندما يصبح الكذب هو اللغة اليومية بين الناس، تنهار الثقة، ويصبح كل إنسان مشروع محتال محتمل في نظر الآخر. لا استثمار، ولا تعاون، ولا حتى علاقات إنسانية سليمة يمكن أن تقوم على أرضية ملوّثة بالخداع. والنتيجة؟ مجتمع هشّ، يخاف أفراده من بعضهم أكثر مما يخافون من الفقر أو المرض.
الخداع ليس شطارة… إنه انتحار أخلاقي
المفارقة المرة أن بعض الناس باتوا يفتخرون بقدرتهم على الخداع وكأنها مهارة تدرّس في الجامعات. هؤلاء لا يدركون أن كل كذبة يطلقونها، وكل خدعة يمرّرونها، هي مسمار جديد في نعش ما تبقى من المروءة والضمير.
العودة إلى الصدق… قرار شجاع لا رفاهية
إعادة الصدق إلى مكانته ليست "حملة توعوية" موسمية، بل هي معركة يومية تبدأ من أنفسنا قبل أن نطالب الآخرين. الكذب والخداع ليسا قدَرًا، بل اختيار، ومن يختار الكذب يختار أن يهدم بيته بيده، حتى لو كان ذلك البيت اسمه "المجتمع".