بأيديهن ينهض الريف.. نساء إربد يصنعن التغيير عبر الجمعيات الخيرية
klyoum.com
أخر اخبار الاردن:
التربية تبدأ استقبال طلبات التعليم الإضافي إلكترونيا (رابط)الوقائع الإخبارية : في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة، تقف المرأة الريفية أمام تحديات معيشية معقدة، تتطلب دعمًا حقيقيًا ومساحات أوسع للتمكين والمشاركة، ووسط هذه التحديات، تبرز الجمعيات النسائية الخيرية في محافظة إربد كقوة دافعة للتغيير، تلعب دورًا محوريًا في النهوض بواقع النساء، لا سيما في المناطق الريفية، حيث الفقر والبطالة والفرص المحدودة تُشكل عوائق يومية.
وفي مختلف مناطق المحافظة، تسهم هذه الجمعيات في بناء قدرات النساء وتطوير مهاراتهن، بما يتيح لهن فرصًا جديدة للعمل والإنتاج، ويمكّنهن من الإسهام في دعم أسرهن ماليًا، وسط تحديات اقتصادية ومعيشية متزايدة.
ووفقًا لبيانات دائرة الإحصاءات العامة لعام 2023، فإن نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة في الريف الأردني لا تتجاوز 15 بالمئة، رغم أن أكثر من 40 بالمئة من النساء يمتلكن مهارات يدوية أو فنية تؤهلهن للدخول في سوق العمل، ما يعكس حجم الفرصة الكامنة التي يمكن تفعيلها عبر التمكين المجتمعي.
ورغم التحديات المتعلقة بضعف التمويل، وصعوبة التنقل، وغياب الدعم التقني، فإن هذه الجمعيات تواصل دورها كمراكز إشعاع في القرى والبلدات، وتقدّم نموذجًا عمليًا في كيف يمكن للمجتمع المدني أن يكون شريكًا حقيقيًا في التنمية الشاملة.
تروي أم رعد، السيدة الأربعينية من بلدة الحصن، كيف شكّلت الجمعية النسائية في منطقتها نقطة تحول فارقة في حياتها، بعد سنوات من غياب أي مصدر دخل.
وتقول: "التحقت بدورات تدريبية في إعداد المأكولات التراثية، وشاركت في المعارض والبازارات الموسمية، ما مكنني من تأسيس مصدر دخل ثابت"، مضيفة: "بفضل هذه المبادرة، استطعت دعم أبنائي في دراستهم، وشعرت للمرة الأولى أنني أُقدَّر كعنصر منتج داخل أسرتي".
وفي بلدة الطيبة، تشير سناء القرعان، وهي شابة عشرينية، إلى تجربتها مع إحدى الجمعيات النسائية التي ساعدتها في تطوير مشروعها المنزلي لإنتاج الحرف اليدوية.
وتقول: "تلقيت تدريبات متخصصة في التصميم والتسويق الرقمي، واليوم أمتلك صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي أروّج من خلالها لمنتجاتي، وبدأت أحقق دخلاً يدعمني في بناء مستقبلي".
كما توضح نسرين بني ياسين، الأرملة والأم لخمسة أطفال من بلدة سوم، أن الجمعية النسائية كانت الداعم الأبرز لها بعد وفاة زوجها، حيث أُتيحت لها فرصة تعلم مهارات التطريز، ما مكّنها من البدء بمشروع بسيط ساعدها على إعالة أسرتها.
وتؤكد رئيسة جمعية زخات الخير الخيرية ختام الفايز أن الجمعيات النسائية أصبحت اليوم منصة فعلية لصقل قدرات النساء وإدماجهن في مشاريع مدرة للدخل، موضحة أن الجمعية تقدم مجموعة من البرامج تشمل التدريب على الحرف اليدوية، والتسويق الإلكتروني، إضافة إلى جلسات توعية قانونية ونفسية، تسهم في تعزيز الثقة بالنفس والوعي بالحقوق.
وتقول رئيسة جمعية سيدات سحم الخيرية، هيام طوالبة، إن التحدي الأكبر يتمثل في "التمويل المستمر للمشاريع، وتوفير بيئة لوجستية تساعد النساء على الالتزام بالبرامج"، مؤكدة أن "الكثير من السيدات يمتلكن الرغبة والمهارة، لكنهن يفتقرن للدعم الفني والتسويقي الذي يُترجم هذه القدرات إلى مصادر دخل مستقرة".
وأكدت أن استمرار هذه التحديات دون حلول عملية قد يُبطئ من وتيرة التمكين المجتمعي، ويؤثر على فرص النساء في تحقيق الاستقلال الاقتصادي والمشاركة الفاعلة في التنمية المحلية.
بدوره، أكد رئيس جمعية تحفيز للريادة والتطوير أحمد شتيات أهمية دور الجمعيات النسائية في تعزيز مفهوم الريادة المجتمعية، من خلال استثمار طاقات النساء في مشاريع إنتاجية مستدامة، مشيرًا إلى أن التمكين الاقتصادي للمرأة يُعد أحد المحاور الأساسية لتحقيق تنمية متوازنة وشاملة.
وترى الناشطة في قضايا المرأة، سوسن الطوالبة، أن هذه الجهود تمثل نموذجًا للتنمية القاعدية التي تنبع من احتياجات المجتمع، مؤكدة في الوقت ذاته ضرورة دعم هذه الجمعيات من قبل الجهات الرسمية، وخاصة في ما يتعلق بالبنية التحتية، والتسويق الإلكتروني، وتسهيل تسجيل المشاريع الصغيرة.
وأشارت الطوالبة إلى أنه ورغم النجاحات التي حققتها الجمعيات النسائية في تمكين المرأة، إلا أن الطريق ما يزال محفوفًا بجملة من التحديات، أبرزها محدودية الموارد المالية، وضعف البنية التحتية في بعض المناطق، وغياب وسائل نقل مناسبة تُسهّل وصول المستفيدات إلى مقار الجمعيات أو أماكن التدريب.
ولفتت إلى أن بعض الجمعيات تعاني من نقص الكوادر المتخصصة في مجالات الإدارة والتسويق، ما يحدّ من قدرتها على توسيع نطاق أنشطتها وتحقيق الاستدامة لمشاريعها، إضافة إلى ضعف النفاذ إلى الأسواق، خاصة في ظل المنافسة الكبيرة والحاجة إلى أدوات تسويق رقمية أكثر فاعلية.