اخبار الاردن

جريدة الغد

سياسة

أعمال عبث وتخريب لمشاريع ومرافق خدمية تضع بلدية الكرك في مأزق

أعمال عبث وتخريب لمشاريع ومرافق خدمية تضع بلدية الكرك في مأزق

klyoum.com

الكرك - تتعرض العديد من المرافق الخدمية والمشاريع المختلفة التي تنفذها بلدية الكرك للتخريب والعبث والإتلاف، ما يكبد البلدية خسائر مالية كبيرة بسبب تكرار تنفيذها، ويحرم المواطنين من الاستفادة من تلك الخدمات والمشاريع.

وبشكل مستمر، تتعرض العديد من تلك المرافق للتخريب والعبث، ما يلحق بها ضررا كبيرا، خصوصا أن جميع تلك المرافق والخدمات أنفقت البلدية عليها مبالغ مالية كبيرة، وهي تتضمن مشاريع التشجير والحراج وزراعة الحدائق العامة ومرافق الساحات والميادين والمجسمات، إضافة إلى تخريب شبكات تصريف المياه للأمطار والعبارات ووحدات الإنارة وحاويات النفايات، وتخريب مرافق المتنزهات في عين سارة والظاهر بيبرس وحديقة المشير حابس المجالي وغيرها من الحدائق.

وفي الفترة الأخيرة، شملت عمليات التخريب والعبث مواقع خدمية ومشاريع حديثة وأخرى قديمة تتكرر فيها حالات العبث بشكل دائم، ومنها مشروع تشجير جوانب الطرق ومداخل مدينة الكرك، حيث جرى العبث بالأشجار التي زرعت، حتى إن بعضها تم رعيه من المواشي التي يملكها مواطنون قاطنون بالقرب منها، ناهيك عن عمليات اقتلاع الأشجار بشكل مقصود في مناطق الكرك الجديدة ووادي الكرك.

كما جرى تخريب غالبية مرافق مشروع تطوير وسط مدينة الكرك الذي بلغت كلفته المالية زهاء 300 ألف دينار، ومشاريع تشجير شوارع وأحياء بوسط المدينة، بحيث يجري اقتلاع أشجار حديثة تزرعها البلدية، إلى جانب العبث بالحدائق العامة وكل ما يتعلق بمرافقها من أسيجة وأشجار.

ماذا تقول البلدية؟

وقال رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة "إن مرافق البلدية ومشاريعها تتعرض لتخريب وإتلاف مقصود في كثير من الأحيان، إضافة إلى الاعتداء غير المقصود الناتج عن غياب الوعي لدى من يقوم به"، لافتا إلى أن بعض العابثين من الشبان والأطفال يقومون بتخريب حاويات جمع النفايات، بتحطيمها وحرقها، ما يعرضها للتلف واضطرار البلدية إلى وضع براميل للنفايات بديلا عنها، ناهيك عما يتعرض له موقع عين سارة السياحي في وادي الكرك من تخريب وعبث طوال الوقت.

وبين أنه خلال السنوات الأخيرة، تتعرض العديد من المواقع والمشاريع في الكرك للتخريب، حتى أن بعضها قيد التنفيذ ولم يسلم من العبث والتخريب، لافتا إلى أن تلك المشاريع كلفت البلدية جهودا بشرية ونفقات مالية كبيرة، وهي تؤدي إلى غياب الخدمات الضرورية للمواطنين وتمنعهم من الاستفادة منها.

وأضاف المعايطة، أن آخر حالات العبث والتخريب كانت ما شهدته عمليات التشجير التي تقوم بها البلدية مؤخرا في مواقع مختلفة بجميع مناطق البلدية وعددها 16، وبجهود كبيرة لتشجير الساحات والشوارع والأحياء، بحيث تتعرض الأشجار للاقتلاع في الليل، وهي بفعل فاعل بلا أدنى شك، ما يحيل جهود البلدية إلى فوضى ويحرم المواطنين من الاستفادة والاستمتاع بما تنفذه البلدية من عمليات تشجير للمواقع المختلفة، في حين أن بعضها الآخر يتم بشكل عبثي من خلال رعي المواشي ولعب ولهو الأطفال والشباب بمرافق البلدية المختلفة.

وأكد أن منطقة وسط مدينة الكرك شكلت للمجالس البلدية قلقا كبيرا، بسبب تحولها إلى مكرهة صحية نتيجة الانتشار العشوائي للبسطات والباعة المتجولين فيها، في حين توصلت البلدية، وبعد سنوات، لحل ينهي هذه الحالة بإنشاء مشروع ساحة الشهداء، الذي بدئ العمل به قبل أكثر من عام، بكلفة مالية بلغت زهاء 300 ألف دينار، مشيرا إلى أن هذا المشروع، ومنذ الانتهاء منه، ما يزال يتعرض إلى عمليات تخريب متعمدة من مجهولين، ما أدى إلى تشويهه، وإزالة بعض من مكوناته، مع أنه كان من المتوقع استلامه ووضعه في خدمة المواطنين في المدينة.

مناشدة للمواطنين بضرورة التعاون

ولفت المعايطة، كذلك، إلى أن بلدية الكرك أحالت قبل أكثر من عام، عطاء تطوير وسط المدينة بكلفة وصلت إلى حوالي 300 ألف دينار، لإنهاء حالة الفوضى التي تعيشها المنطقة منذ أكثر من تسع سنوات، بعد إزالة مرافق المشروع السياحي الثالث الذي نفذ سابقا بالمنطقة وتحول الميدان الموجود فيها إلى ساحة لتجار البسطات والباعة المتجولين.

وتابع، أن عمليات تخريب وتكسير واعتداء من مجهولين طالت أشجار الزينة وأنابيب المياه، إضافة إلى تخريب النافورة الموجودة في الميدان والعبث في الإنارة ومحاولة إزالتها من مكانها، وسياجات الحماية من المركبات على أطراف المشروع، ما يعني أن جميع المرافق طالها العبث.

وأشار المعايطة، إلى أن بلدية الكرك تناشد المواطنين بضرورة التعاون معها في حماية مشروع ساحة الشهداء من العبث والتخريب، إذ لن تستطيع البلدية وضع حراس إذا لم يكن المواطن نفسه حارسا على الممتلكات العامة.

وأكد أن البلدية معنية بتطوير وسط المدينة التاريخي، وقد قررت، مؤخرا، عبر مجلسها تقديم تسهيلات للمواطنين الراغبين بإنشاء مشاريع سياحية وثقافية في مبان تاريخية وأثرية عمرها يزيد على 80 عاما بعد إعادة ترميمها، للحفاظ عليها وإدامتها بمشاريع ذات قيمة محلية.

وكان المشروع السياحي الثالث شمل وسط المدينة بتنفيذ ساحة عامة يتوسطها نصب تذكاري يتربع عليه تمثال لصلاح الدين الأيوبي، يمثل ارتباطه بمدينة الكرك تاريخيا، بالإضافة إلى بناء أرصفة وحواجز حديدية تمنع اصطفاف المركبات على الأرصفة، لكن جرت في السنوات الماضية عمليات تخريب وعبث بالعديد من مرافق المشروع بما تتضمنه من خدمات للمواطنين، خصوصا تحطيم وحدات الإنارة وإزالة أعمدة وموانع اصطفاف المركبات على الأرصفة وهي بكلفة عالية، وتخريب الأرصفة والبلاط الرخامي بالشوارع. وأكد سكان وتجار في الكرك، أن ما يحدث في مواقع ومرافق ومشاريع مختلفة من الكرك يسيء إلى المدينة كلها، ويحرم السكان من الاستفادة من خدمات تلك المرافق، وهي أساسية جميعها، مطالبين بأن يحاسب كل من يخرب تلك المرافق.

"وسط المدينة يتعرض

 بشكل يومي للعبث"

وقال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة الكرك خالد الحباشنة "إننا نأسف بأن تتعرض مرافق البلدية ومشاريعها للعبث والتخريب بشكل متكرر ومتعمد، بخاصة ما تتعرض له عمليات تشجير وتزيين وسط المدينة والمواقع المختلفة من البلدية"، مشيرا إلى أن وسط المدينة يتعرض بشكل يومي للعبث، وهذا يحرم المواطنين من الاستفادة من الخدمات التي تقدمها البلدية. وبين الحباشنة، أن عمليات تخريب واقتلاع الأشجار بعد عمليات التشجير، تدل على عدم المسؤولية لدى من يقوم بهذا العمل، لأنه يؤدي إلى إيذاء المواطنين قبل أن يؤذي البلدية.

وكانت بلدية الكرك، وبسبب زيادة أعمال الاعتداء على مرافق وخدمات البلدية، أطلقت نداء لوقف هذه العمليات تحت اسم "مشروعنا.. مشروعكم"، مؤكدة أنه في الوقت الذي تسعى فيه بلدية الكرك الكبرى جاهدة لتنفيذ مشاريع تنموية واستثمارية تخدم أهلنا في الكرك خلال الفترة الحالية، مثل مضمار الخيل، وشاطئ الكرك السياحي، ومبادرات بيئية وجمالية كتشجير جوانب الطرق، والممولة بجهود المؤسسات الوطنية، مضيفة "إلا أننا نصطدم، للأسف، بتصرفات غير مسؤولة تعمل على تخريب وإتلاف واقتلاع الأشجار".

ووفق النداء، فإن "هذه الجهود لم تكن يوما مجرد أشجار تزرع، بل رسالة أمل نزرعها في طرقات مدينتنا، عمل تطوعي صادق، وجهد جماعي ينبض بالحب والانتماء. لنترك لأطفالنا مدينة أجمل، وأرضا تستحقهم".

*المصدر: جريدة الغد | alghad.com
اخبار الاردن على مدار الساعة