ربع قرن في مدار الأرض: البشرية تحتفل بـ25 عامًا من معجزة محطة الفضاء الدولية
klyoum.com
الوقائع الإخباري : تحتفل البشرية هذا الأحد بمرور 25 عامًا على إطلاق وتشغيل محطة الفضاء الدولية (ISS)، أعظم إنجاز هندسي وتقني في التاريخ، والتي فُتحت أبوابها لأول مرة في الثاني من نوفمبر عام 2000 أمام رواد الفضاء: الأميركي بيل شيبرد، والروسيين سيرغي كريكاليف ويوري جيدزينكو.
كانت المحطة في بداياتها عبارة عن منشأة صغيرة ورطبة تتألف من ثلاث غرف فقط، أما اليوم فقد أصبحت تمتد بطول 109 أمتار (أي بطول ملعب كرة قدم تقريبًا) وتزن نحو 453 طنًا. وقد وصفها أحد روادها السابقين بأنها "أشبه بفندق أربع نجوم”، إذ تضم مختبرات علمية متعددة، وخدمات اتصالات شخصية، وحتى قبة زجاجية توفر رؤية بانورامية للأرض.
تدور المحطة حول الأرض 16 مرة يوميًا بسرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة وعلى ارتفاع 400 كيلومتر، ما يجعل الرياضة جزءًا حيويًا من حياة رواد الفضاء، الذين يواجهون خطر فقدان الكتلة العضلية وكثافة العظام بسبب انعدام الجاذبية.
وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، يمكن لرائد الفضاء أن يفقد 10 إلى 20% من كتلة عضلاته في مهمات قصيرة لا تتجاوز عشرة أيام، بينما تصل النسبة إلى 50% في المهمات الطويلة التي تمتد لستة أشهر. كما أن فقدان الكالسيوم في العظام يعادل الإصابة بهشاشة العظام لدى كبار السن على الأرض.
لهذا السبب، يلتزم الرواد بممارسة ساعتين من التمارين الرياضية يوميًا باستخدام أجهزة مثل المشايات الثابتة والدراجات الداخلية، وأحيانًا سراويل خاصة تضغط الدم باتجاه الساقين لتحفيز القلب على العمل بقوة أكبر.
وخلال ربع قرن من عمر المحطة، لم تغب المتعة الرياضية عن الفضاء؛ فقد شهدت محاولات فريدة للعب كرة القدم والتنس وكرة القدم الأميركية بين رواد من جنسيات مختلفة، في مشاهد طريفة تشبه رسوم "كابتن تسوباسا" — حيث الكرات تطير ببطء في انعدام الجاذبية!
ومع اقتراب عام 2031، الموعد المقرر لتقاعد المحطة، تتزايد التساؤلات حول كلفتها التي تجاوزت 100 مليار دولار، مقابل العوائد العلمية المتواضعة حتى الآن. لكن مدير قسم الصور في مركز جونسون الفضائي التابع لناسا، كارلوس فونتانو، يرى أن "الفائدة لا تُقاس بالمال”، مضيفًا:
"إذا ساعدتنا أبحاث المحطة في ابتكار علاج للسرطان أو تنقية المياه في مناطق نائية على الأرض، فكم ستكون قيمتها الحقيقية؟”.