اخبار الاردن

وكالة رم للأنباء

سياسة

بمناسبة ذكرى الجلوس الملكي، تتحقق رؤية الملك الهاشمي الشاب عبد الله الثاني في الحكم خلال 25 عاماً

بمناسبة ذكرى الجلوس الملكي، تتحقق رؤية الملك الهاشمي الشاب عبد الله الثاني في الحكم خلال 25 عاماً

klyoum.com

رم - كريستين حنا نصر

بعد وفاة المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله، الملك الباني الذي دام حكمه مدة 47 عاماً، يحتفل الشعب الاردني اليوم وبكل اعتزاز بالذكرى 26 عاماً لعيد الجلوس الملكي للملك عبد الله الثاني حفظه الله والذي كان بتاريخ 9/6/1999م، فمنذ أن ورث جلالته وتولى رسالة وأمانة الحكم الهاشمي الأصيل، فإن الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ومنذ السنوات الاولى من توليه سدة الحكم، كانت للملك الشاب رؤية مستقبلية لحكم المملكة الاردنية الهاشمية، فهو الملك الشاب المتعلم في عدة جامعات دولية مرموقة، فقد تخرج من كلية ساندهرست العسكرية في بريطانيا، ولجلالته طموحات ورؤية حكيمة جديدة اصلاحية مستقبلية تمّ تجسيدها في تصريحاته منذ سنة 2000م، وذلك في مركز ماساتشوستس للتكنولوجيا The Massachusetts Institute of Technology (MIT) في الولايات المتحدة الامريكية ، حيث تطرق الملك الشاب حينها الى موضوع ظهور الجيل الشاب الجديد، الذي ورث واستلم الحكم عن ابائهم من الملوك والرؤساء، مثل بشار الاسد الذي ورث السلطة عن والده حافظ الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية، والذي قام باحداث تغييرات وتعديلات في مواد الدستور ليسمح بتوريث الحكم لابنه من بعده، وقد ذكر الملك الشاب أن البعض حينها في الدول العربية كان متفائلاً بينما آخرين اصابهم التشاؤم، وبالاخص أن العهد القديم لابائهم الحكام كان حتماً مختلفاً عن عهد وفترة الحكام الشباب الجديد، والذي يستمر فيه التغيير وان الجيل الجديد من الشعوب نفسها ايضاً من شأنه تعظيم وتقدير أي تغيير جديد في طريقة الحكم .

وفي المملكة الاردنية الهاشمية وحسب ما طرح الملك عبد الله الثاني آنذاك ، فان النقلة في الحكم كانت سلسة والسبب الاساسي هو ثقة الشعب بالبيت والاسرة الهاشمية، والذي على الدوام وعبر مسيرة عريقة من التاريخ الغني والمتمثل بدستور الدولة الاردنية والمؤسسات المتطورة، قاد الى النجاح في عملية الانتقال السلس للحكم آنذاك، وبعد وفاة المغفور له الملك الحسين بن طلال في عام 1999م، وكذلك الحال بالمقارنة مع الدول العربية الأخرى فلم تكن نتيجة أي انتقال للحكم لجيل الشباب قد تخللها أي ظواهر للعنف حينها،

لقد كان هدف الملك عبد الله الثاني في طريقة الحكم ومنذ يوم الوفاء والبيعة هي المحافظة على الصلة والعلاقة القوية بينه وبين الشعب الاردني، والعمل على تعزيز هذه الثقة بمشاركتهم في الحياة السياسية ، وبالنسبة للملك الشاب كانت الرؤية قائمة على معنى التعاون والتشاركية مع الشعب للحصول على تقدم ملموس من الانجازات، خاصة ان الحكام الشباب الجدد يريدون ان يحدثوا تغييراً ايجابياً ملموساً في مجتمعاتهم، وفي الوقت الذي كان فيه ابائهم مترددين على عمله والقيام به اي التغيير، فقد اكد جلالته أيضاً أن الظروف قد تغيرت عن عهد ابائهم الذين حكموا قبلهم، وان الوضع والواقع الجديد في الشرق الأوسط هو العولمة وتكنولوجيا المعلومات، وهو واقع وحال يعالج بطريقة مختلفة عن الاسلوب القديم كما أكد الملك الشاب على أننا اصبحنا اليوم نمتلك ارث ثري من العادات والتقاليد في الشرق الاوسط، واهمها مبادىء الدين الاسلامي وسمته الأخلاق العالية الرفيعة وان هذا بالطبع ما تربينا عليه، وعشناه وخبرناه في حياتنا اليومية المهنية ( professional life )،ونحن الشرقيين فخورين في ارثنا هذا وفي قيم وتعاليم ديننا الاسلامي ، وفي الوقت نفسه نملك قدرة على فهم حضارة الدول والشعوب الغربية وقوتهم وقدرتهم على بناء اقتصاد قوي ومتين، وفي عدة مجالات واهمها الصناعة ، حيث ان هذه الفترة التي يمكن أن يستفيد الشرق منها في خبرته ومعارفة المستمدة من الغرب وفي عدة مجالات، وذلك بهدف السعي نحو تقدم بلدان الشرق الى الامام.

واكد الملك الشاب أنه الان وفي عصرنا هذا فنحن نمتلك لغة العالم المعتمدة والمتبعة في المجتمعات المدنية، بما فيها مبدأ حقوق الانسان ومفهوم الديمقراطية وحرية الشعوب للتغيير والتبادل الاقتصادي بين الشرق والغرب، ومن أبرز وأهم تطلعات ورؤية الملك الهاشمي الشاب حين استلم مقاليد الحكم آنذاك، كانت السعي الحثيث نحو عمل اصلاحات في الدولة الاردنية، أهمها الاصلاحات السياسية والاقتصادية والادارية واصلاح المنظومة القضائية في المملكة ، وهذه السياسات برأيه تتواكب مع السياسات العالمية، وأهمها أن يتواجد في الدولة احترام لسلطة القانون وإرادة لتنفيذه ، خاصة ان القانون حين يطبق فانه هذا المسار والاجراء يضمن الوصول الى العدالة الاجتماعية المنشودة في الأردن.

لقد تطرق الملك الشاب حينها الى موضوع السلام في منطقة الشرق الاوسط، وبشكل خاص الصراع العربي الاسرائيلي، حيث اكد ان السلام المنشود تحقيقه لنا كشعوب ولاولادنا هو السلام الحقيقي، أي سلام دائم لشعوب الشرق الاوسط، والذي يجب أن يتكلل أي السلام بأن يتحول الى واقع دائم الازدهار وفي كافة المجالات الاقتصادية تشمل فرص اقتصادية تنموية لشعوبنا جميعها، وحتى يصبح هذا السلام عملياً سلام شامل ومتين أكد جلالة الملك انه قد حان الوقت فعلياً لأن تتاح للشعوب فرص العمل في أوطانهم، وأن يعيش شعبنا بحق في كرامة مثل باقي شعوب العالم.

ان الحكام الجدد هم شباب وأيضاً فإن معظم شعوبنا أغلبيتهم من فئة واعمار الشباب، وهذا في نظام الملك سوف يكون من شأنه تسهيل العلاقة بينهم، وبالطبع هذا التشابه سوف يساعد بلداننا في النجاح والعبور باتجاه الاقتصاد العالمي وبكل جرأة، وهذا يعني أيضاً ان هذه الخطوات في حال ترسيخها سوف لا تكون سهلة، لأن التغيير دائما يواجه مصاعب عند تطبيقه، وهذا العصر الجديد في الاقتصاد والانفتاح العالمي والتقارب بين الثقافتين الشرقية والغربية سوف يعمل لصالح الشعوب، فعلى سبيل المثال انشاء مناطق التجارة الحرة، ومشاركة الحكومات الديمقراطية مع مؤسسات المجتمع المحلي ضمن مناخ من التفاعل والتعاون سوف يكون مهماً لتخطي الصعوبات، وهنا الملك الشاب يؤكد أن المستقبل يحمل معه وعود ايجابية لشعوبنا خاصة الشباب منهم، وسنعمل جميعاً نحو تحقيق مصلحة الشباب العربي في الشرق الاوسط وتحقيق حلمه وتطلعاته المنشودة أيضاً.

وفي الختام ومقارنة مع الحكام الشباب الذين ورثوا الحكم وبعد مرور عدة سنوات وعقود من الزمن، نلاحظ أن بعضهم لم ينجحوا في المحافظة على الحكم خاصة في فترة ما يسمى بالربيع العربي، فعلى سبيل المثال حكم بشار الاسد البائد والذي فقد ثقة شعبه وعاشت سوريا في عهده ثورة طالت لمدة اكثر من 13 سنة، وفي نفس الوقت نرى أن المملكة الاردنية الهاشمية في عهد جلالة الملك الشاب تجاوزت كل الصعوبات والتحديات وذلك لان جلالة الملك عبد الله الثاني حقق عملياً رؤيته العميقة ووعوده للشعب، من اصلاحات اقتصادية وسياسية وادارية ومنظومة اصلاح القضاء، وكان هدف جلالته الأسمى أيضاً هو الشعب ومصالحه العليا، خاصة مصالح وطموحات فئة الشباب وبالرغم من التحديات الجمّة التي مرت بها منطقة الشرق العربي، الا أن الاردن وبكل اقتدار وبفضل حكمة جلالته استطاع ان يجتاز المصاعب والتحديات، ليحقق جلالته الكثير لشعبه ووطنه، وحتى اليوم ولله الحمد يعيش الاردنيين في أفضل حال وواقع، مقارنة مع الدول المجاورة الملتهبة، مثل سوريا ولبنان ، فعلى سبيل المثال يستمر ملكنا الهاشمي الشاب في تحقيق رؤيته الملكية الثاقبة خدمة للشعب الاردني والوطن الغالي، وتستمر مسيرة التقدم والنهضة والتنمية في كافة المجالات والميادين.

*المصدر: وكالة رم للأنباء | rumonline.net
اخبار الاردن على مدار الساعة