حدادين يكتب: الغزو الأيديولوجي وأثره على المجتمع الأردني
klyoum.com
الغزو الأيديولوجي يُشير إلى تسلل أفكار وقيم خارجية إلى داخل المجتمعات عبر الإعلام، التعليم، الخطاب الديني، أو التكنولوجيا، بهدف التأثير في سلوك الأفراد وتغيير منظومة القيم المحلية لصالح أيديولوجيا خارجية – سواء دينية، سياسية، أو ثقافية. في الحالة الأردنية، يأتي هذا الغزو غالبًا من تيارات دينية أو سياسية عابرة للحدود (مثل الإسلام السياسي، السلفية الجهادية، أو حتى تيارات ليبرالية متطرفة)، تحمل معها رؤى لا تتفق دائمًا مع خصوصية المجتمع الأردني أو مصالحه الوطنية.عندما تتغلغل أيديولوجيات خارجية، فإنها غالبًا ما تعمل على إعادة تشكيل الولاء السياسي والديني للأفراد، بحيث يصبح الولاء لتنظيم خارجي أو فكرة أممية تتجاوز حدود الدولة، مما يهدد السيادة الوطنية ويضعف مفهوم "المواطنة".الأيديولوجيات العابرة للقارات غالبًا ما تُقسم المجتمع إلى فئات متناحرة: علمانيين مقابل إسلاميين، تقليديين مقابل حداثيين، مما يخلق حالة من الاستقطاب المستمر ويُعيق الحوار الوطني الفعال.بعض الأيديولوجيات لا تكتفي بالتأثير الفكري بل تتعداه إلى التحريض على العنف أو الانخراط في نشاطات متطرفة تحت غطاء ديني أو عقائدي، وهو ما شهده الأردن في فترات متقطعة من تاريخه القريب.أيديولوجيات عابرة قد تسعى إلى زعزعة الثقة بمؤسسات الدولة (كالبرلمان، القضاء، الجيش)، وتصويرها كأدوات "غير شرعية"، مما يفتح الباب أمام محاولات تهميش الدولة لصالح كيانات موازية.الأردن يحتضن أطيافًا متعددة من المكونات الاجتماعية، ما يجعله عرضة لمحاولات "تجنيد فكري" أو استغلال للهويات الفرعية. وبعض التيارات الأيديولوجية في الأردن لا تزال تتلقى الدعم أو التوجيه من مراكز فكر أو تنظيمات خارجية، مما يعقّد المشهد الأمني والسياسي.يجب أن تركز الدولة على تعزيز مفهوم "الهوية الأردنية الجامعة" التي تتسع لجميع المكونات دون أن تُذيبها. المواطنة يجب أن تكون القاسم المشترك الأعلى. ولابد من تحديث مناهج التعليم الديني والمدني لتعزيز قيم الحوار، التسامح، والانتماء، وتحصين الأجيال القادمة من الانجراف خلف شعارات براقة لكنها مدمرة.ومن الضروري مراقبة ودراسة التمويل الأجنبي للمنظمات المدنية أو الدينية، وفرض قيود شفافة تمنع التبعية دون خنق العمل المدني الحقيقي.لا يكفي محاربة الأفكار المتطرفة بالقوة الأمنية فقط، بل يجب خلق إعلام وطني حديث ينافس في ساحة الأفكار ويقدم محتوى يُخاطب العقول والقلوب معًا. ويجب تشجيع الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية التي تتبنى الفكر الوسطي وتعمل داخل إطار الدولة والقانون، وهذا صمام أمان ضد التطرف اليميني أو اليساري.الغزو الأيديولوجي خطر صامت، لا يُرى بسهولة لكنه يترك أثرًا عميقًا في بنية المجتمعات. وفي الأردن، التحدي ليس فقط في صدّ هذا الغزو، بل في بناء مجتمع مدني قوي ومحصّن بقيم الانتماء والاعتدال والتفكير النقدي. فالأمن الفكري هو مقدمة لأي استقرار سياسي أو اقتصادي، ومن دون وعي جماعي وخطة استراتيجية، فإن الهوية الوطنية تبقى عرضة للاختطاف.
الغزو الأيديولوجي يُشير إلى تسلل أفكار وقيم خارجية إلى داخل المجتمعات عبر الإعلام، التعليم، الخطاب الديني، أو التكنولوجيا، بهدف التأثير في سلوك الأفراد وتغيير منظومة القيم المحلية لصالح أيديولوجيا خارجية – سواء دينية، سياسية، أو ثقافية.
في الحالة الأردنية، يأتي هذا الغزو غالبًا من تيارات دينية أو سياسية عابرة للحدود (مثل الإسلام السياسي، السلفية الجهادية، أو حتى تيارات ليبرالية متطرفة)، تحمل معها رؤى لا تتفق دائمًا مع خصوصية المجتمع الأردني أو مصالحه الوطنية.
عندما تتغلغل أيديولوجيات خارجية، فإنها غالبًا ما تعمل على إعادة تشكيل الولاء السياسي والديني للأفراد، بحيث يصبح الولاء لتنظيم خارجي أو فكرة أممية تتجاوز حدود الدولة، مما يهدد السيادة الوطنية ويضعف مفهوم "المواطنة".
الأيديولوجيات العابرة للقارات غالبًا ما تُقسم المجتمع إلى فئات متناحرة: علمانيين مقابل إسلاميين، تقليديين مقابل حداثيين، مما يخلق حالة من الاستقطاب المستمر ويُعيق الحوار الوطني الفعال.
بعض الأيديولوجيات لا تكتفي بالتأثير الفكري بل تتعداه إلى التحريض على العنف أو الانخراط في نشاطات متطرفة تحت غطاء ديني أو عقائدي، وهو ما شهده الأردن في فترات متقطعة من تاريخه القريب.
أيديولوجيات عابرة قد تسعى إلى زعزعة الثقة بمؤسسات الدولة (كالبرلمان، القضاء، الجيش)، وتصويرها كأدوات "غير شرعية"، مما يفتح الباب أمام محاولات تهميش الدولة لصالح كيانات موازية.
الأردن يحتضن أطيافًا متعددة من المكونات الاجتماعية، ما يجعله عرضة لمحاولات "تجنيد فكري" أو استغلال للهويات الفرعية. وبعض التيارات الأيديولوجية في الأردن لا تزال تتلقى الدعم أو التوجيه من مراكز فكر أو تنظيمات خارجية، مما يعقّد المشهد الأمني والسياسي.
يجب أن تركز الدولة على تعزيز مفهوم "الهوية الأردنية الجامعة" التي تتسع لجميع المكونات دون أن تُذيبها. المواطنة يجب أن تكون القاسم المشترك الأعلى. ولابد من تحديث مناهج التعليم الديني والمدني لتعزيز قيم الحوار، التسامح، والانتماء، وتحصين الأجيال القادمة من الانجراف خلف شعارات براقة لكنها مدمرة.
ومن الضروري مراقبة ودراسة التمويل الأجنبي للمنظمات المدنية أو الدينية، وفرض قيود شفافة تمنع التبعية دون خنق العمل المدني الحقيقي.
لا يكفي محاربة الأفكار المتطرفة بالقوة الأمنية فقط، بل يجب خلق إعلام وطني حديث ينافس في ساحة الأفكار ويقدم محتوى يُخاطب العقول والقلوب معًا. ويجب تشجيع الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية التي تتبنى الفكر الوسطي وتعمل داخل إطار الدولة والقانون، وهذا صمام أمان ضد التطرف اليميني أو اليساري.
الغزو الأيديولوجي خطر صامت، لا يُرى بسهولة لكنه يترك أثرًا عميقًا في بنية المجتمعات. وفي الأردن، التحدي ليس فقط في صدّ هذا الغزو، بل في بناء مجتمع مدني قوي ومحصّن بقيم الانتماء والاعتدال والتفكير النقدي. فالأمن الفكري هو مقدمة لأي استقرار سياسي أو اقتصادي، ومن دون وعي جماعي وخطة استراتيجية، فإن الهوية الوطنية تبقى عرضة للاختطاف.